مبالغ مالية تُقدَّر بنحو 150 ألف يورو (180 ألف دولار تقريباً) جنتها من سباقات "الفورمولا 1" منظمة سورية مختصة برياضات المحركات الآلية وترتبط بعلاقاتٍ وثيقة مع الرئيس السوري بشار الأسد.
إذ منح الاتحاد الدولي للسيارات – الجهة المُنظِّمة لسباقات الفورمولا 1- نحو 50 ألف يورو (60 ألف دولار تقريباً) لنادي السيارات السوري بشكلٍ سنوي منذ عام 2014، حسبما كشفت صحيفة "الإندبندنت" وذلك كجزءٍ من برنامجه للمنح الرياضية الذي يهدف إلى تطوير رياضات المحركات الآلية.
رياضة وسياسة
ارتباط المنظمة السورية لسباق السيارات بنظام بشار الأسد والدعاية له كشفه تحقيق لشبكة ITV التلفزيونية البريطانية حيث أن العديد من هذه الفعاليات كانت برعاية نظام الأسد على مدار السنوات الثلاث الأخيرة.
علاوة على ذلك، استغل وزير السياحة السوري بشر يازجي هذه الفعاليات ليمتدح نظام الأسد أمام الرأي العام، رغن أن البلدان الأوربية تمنع يازجي حالياً من دخولها تنفيذاً لعقوباتٍ فرضها الاتحاد الأوروبي، وجُمدت ممتلكاته في أوروبا أيضاً؛ لأنَّه يشارك في مسؤولية القمع العنيف للنظام السوري تجاه المدنيين.
الوكالة العربية السورية للأنباء(سانا) التابعة للدولة عام 2014 ذكرت أنَّه جرى تنظيم بطولة للراليات في ريف دمشق بواسطة نادي السيارات السوري بالتعاون مع وزارة السياحة، كما أُقيمت فعالية أخرى لسباقات السيارات في العام التالي بتنظيم الجهتين ذاتهما في طريقٍ زعمت الوكالة أنَّه دُمِّر على يد الإرهابيين وأُعِيد بناؤه بواسطة نادي السيارات السوري.
وأكد يازجي أنَّ هذه الفعاليات كانت برعاية وزارة السياحة السورية، وأنَّه كان يأمل أن يعكس إقامة فعاليات لرياضات المحركات الآلية في الدولة الممزقة بفعل الحرب الصورة الحقيقية للشعب السوري.
وكتب يازجي في مشاركة على حسابه الشخصي بفيسبوك: "برعاية وزارة السياحة السورية، ينظِّم نادي السيارات السوري البطولة الحادية عشرة لسباقات السرعة في بلدة معرة صيدنايا بريف دمشق، بمشاركة أكثر من 30 متسابقاً، هذه الفعاليات تعكس الإرادة القوية للسوريين وقدرتهم على أن يصبحوا قابلين للتجديد ويستمروا في حياتهم الطبيعية".
مأزق أخلاقي
رغم أن برنامج دعم رياضات المحركات قانوني وجرت الموافقة عليه، إلا أنه يثير المخاوف نظراً لكون سوريا ممزقة بسبب حربٍ أهلية تشارك فيها قوات الرئيس بشار الأسد، حيث دعت السياسية البريطانية أليسون ماكغفرن، عضوة البرلمان الأوروبي السابقة والرئيس المشارك لمجموعة أصدقاء سوريا في البرلمان البريطاني، الحكومة البريطانية للتحقيق في الواقعة عبر لجنة الثقافة والإعلام والرياضة بالبرلمان أو من خلال البرلمان ككلٍ.
وقالت ماكغفرن: "سوريا دولة تعاني من انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان وحقهم في الحياة بشكلٍ أساسي، ومكانٌ تُستخدم فيه المجاعات كسلاح حرب".
وتعتقد السياسية البريطانية أن سوريا اليوم ليست مكاناً مناسباً لاستضافة "فعاليات رياضية" أعتقد أنَّ محبي الفورمولا 1 سيتساءلون ما الذي يحدث في الرياضة التي يحبونها ويرغبون فقط في الاستمتاع بمشاهدتها. تلك الأموال توضع في دولة نراها جميعاً على شاشات التلفاز ممزقةً بسبب الحرب والنزاع منذ عام 2011″.
برنامج الاتحاد الدولي للسيارات قدم المنح لنادي السيارات السوري لأسبابٍ مختلفة على مدار الثلاث سنوات، حسبما كشف كريستيان سيلت الصحفي بصحيفة الإندبندنت البريطانية.
ففي عام 2014، مُنِحت الأموال بهدف شراء وإصلاح وطلاء وحدة إسعاف كي تتواجد في فعاليات السباقات، بالإضافة إلى تدريب الطاقم الطبي المكون من ستة أفراد والمسؤول عن إدارة الوحدة، بينما استُخدِمت منحة عام 2015 في شراء معدات السباق للسائقين مثل الخوذ، والثياب، وأحزمة الأمان، وذلك من أجل تشجيع المزيد من السائقين ومساعدي السائقين للمشاركة في السباق الآمن، في حين استُخدِمت منحة الاتحاد الدولي الأخيرة في شراء معدات التوقيت، وسيارات الكارتينغ، وتدريب الحكام، وإعادة إطلاق سباقات سيارات الكارتينغ.
ويسمح الاتحاد الدولي للسيارات بتقديم منح لكل أعضائه البالغ عددهم 245 عضواً، وتُجنى الأموال من سباقات فورمولا 1 بصورة مباشرة، سعياً لإيصال الإيرادات إلى أسفل سلم رياضات المحركات الآلية من أجل تطوير السباقات الشعبية.