سُمع زوجٌ "صوت ارتطامٍ عالٍ" عندما "شَطر" أحد المصاعد جسد زوجته "إلى نصفين" أثناء نقلها على نقَّالةٍ بعد لحظاتٍ من ولادتها، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وقيل إنَّ روسيو كورتيس نونيز (25 عاماً)، التي كانت تعيش في بلدة دوس إيرماناس بالقرب من مدينة إشبيلية الإسبانية، قد قُتلت أثناء نقلها على نقَّالة بين الطابقين الثاني والثالث في مستشفى فالمي بمدينة إشبيلية الواقعة جنوبي إسبانيا.
وكانت روسيو في طريقها إلى وحدة الأمومة عقب استيقاظها بعد إجراء عملية ولادة قيصرية.
وقال زوجها خوسيه غاسبار: "سمعنا صوت ارتطامٍ عالٍ في المصعد".
وقال غاسبار الذي تزوّج الضحية منذ 4 أعوام، والذي يعمل نادلاً، لصحيفة ABC الإسبانية: "لا يمكن أن ينتهي الأمر على هذه الشاكلة. كانت روسيو هي الضحية هذه المرة، لكن غداً قد يكون أي شخصٍ آخر. إنَّني مُحطَّمٌ تماماً".
ولم تكن طفلتها الرضيعة معها حين وقعت المأساة.
وذكرت صحيفة "إل كوريو" الإسبانية أن روسيو أم لابنتين أخريين، تبلغ إحداهما 3 أعوام وتبلغ الأخرى 4 أعوام.
وكان أحد الحمَّالين ينقلها على نقَّالةٍ من الطابق الثاني إلى غرفتها في الطابق الثالث بمستشفى فالمي بعد استيقاظها من المخدر الذي تناولته لإجراء ولادةٍ قيصرية.
وذكر أحد التقارير المحلية أنَّ المصعد بدأ العمل فجأةً قبل أن تكون روسيو داخله بكامل جسدها وأُغلقت أبوابه، الأمر الذي تسبَّب في احتجاز رأسها داخل المصعد.
لكنَّ وزيرة الصحة الإقليمية مارينا ألفاريز قالت – رداً على التقارير الأولية التي أفادت بأنَّ الحمَّال كان يخرج من المصعد بعدما ضَغَط على زر التشغيل لكنَّ المصعد لم يعمل – إنَّ روسيو علقت داخل المصعد بعدما تحرَّك "حركةً غير عادية" حين كان يحاول الحمَّال رفعها من على النقَّالة.
وكانت طفلتها الرضيعة، التي كان يُعتقد في البداية أنَّها كانت بجوار أمها، في طريقها إلى مستشفى آخر آنذاك لتلقي العلاج الخاص بمشكلةٍ قلبية أصابتها، وظلَّت في مستشفى فيرجن ديل روسيو بمدينة إشبيلية يوم الإثنين، 21 أغسطس/آب، حيث يُقال إنَّها تستجيب للعلاج استجابةً جيدة.
مشهد من فيلم رعب
وقضى رجال الإطفاء نحو ساعتين لتحرير جثة روسيو المنشطرة في أعقاب المأساة التي وقعت يوم أمس، الأحد 20 أغسطس/آب، في الساعة 2:30 مساءً تقريباً.
ووصف شهود عيان الحادث بأنَّه "مشهد من فيلم رعب". وقال عاملٌ في المستشفى لم يذكر اسمه: "لولا أنَّهم نقلوا الطفلة الرضيعة إلى مستشفى آخر، لكان من الممكن أن تعاني المصير نفسه، لأنَّهم يضعون المواليد الجدد دائماً على صدور أمهاتهن، حتى حين تكون الولادة قيصرية".
وهرع شرطيون ورجال إطفاء إلى مسرح الحادث بالإضافة إلى رجال الإسعاف، لكنَّهم عجزوا عن إنقاذ حياتها.
وذكرت وسائل إعلام محلية أنَّ والد السيدة الشابة خوان مانويل كورتيس صاح: "لقد قتلوها! ابنتي قُتِلت".
وأضاف والد روسيو، الذي لم يكتشف وفاتها سوى بعد ذهابه إلى المستشفى الذي شهد وقوع المأساة في مدينة إشبيلية لمقابلة رجال الشرطة: "لقد قتلوا ابنتي الجميلة، بهجة حياتي، وتركوا 3 فتيات صغيرات دون والدتهم".
وقالت والدة روسيو، كارمن، لصحيفة "دياريو دي سيفيليا" المحلية اليومية إنَّها أصبحت قلقة بعدما وصلت إلى المستشفى مع زوجها واكتشفت أنَّ حادثاً ما قد وقع في المصعد.
وقالت كارمن: "شعرتُ بأنَّ نبض قلبي توقف لثوانٍ، وسألتُ عن ابنتي، لكن لم يُخبرني أحدٌ بأي شيء".
وأضافت: "كانت قد أجرت عملية الولادة في تمام الساعة 11 صباحاً، لذلك، قصدتُ مكتب المعلومات، فأخبروني بأنَّ هناك شابةً لقيت حتفها، ثم تأكدتُ أنَّها ابنتي. يا لها من مِيتة قاسية تلك التي عانتها!".
وقال ديفيد لموقع "يوروبا برس" الإسباني: "هذا غير معقول، لا زلنا غير قادرين على تصديقهم. بالتأكيد حدث شيء ما. لا يمكن أن يمر ذلك دون عقاب".
وهناك تحقيقٌ جارٍ حالياً بتنسيقٍ من جانب أحد قضاة التحقيق.
وكانت روسيو إحدى 7 أشقاء. وقدمَّت أسرتها بالفعل شكوى رسمية إلى محكمةٍ ستحقق في ملابسات هذه المأساة.
ووصفت مارينا ألفاريز الحادث الغريب بأنَّه "حادث سريع، وغير عادي، ومأساوي"، وأكَّدت أنَّ المصعد خضع لآخر فحصٍ في يوم 12 أغسطس/آب.
وكانت مديرة المستشفى سيلفيا كالزون قد اجتمعت بالفعل مع الشركة المعنية بصيانة المصعد، بالإضافة إلى أسرة السيدة المتوفاة، والحمَّال الذي يعمل في المستشفى.
وقال بعض أصدقاء الضحية إنَّ المصعد كان يعاني مشكلاتٍ عديدة على مدار الشهر الماضي، يوليو/تموز، رغم عدم وجود تأكيد رسمي على الفور بشأن وجود أية مشكلاتٍ سابقة.
جديرٌ بالذكر أنَّ المستشفى الذي شهد وقوع الحادث المُرعب مستشفى عام. وهو المستشفى الذي أنجبت فيه رئيسة إقليم الأندلس سوزانا دياز طفلها في شهر يوليو/تموز من العام 2015.