في إجراء غير متوقَّع، رفضت رابطة أندية الدوري الإسباني تسلُّم 222 مليون يورو، من اللاعب نيمار دا سيلفا، تمثل قيمة الشرط الجزائي لفسخ تعاقده مع برشلونة الإسباني.
وتوجه اللاعب، الخميس 3 أغسطس/آب 2017، إلى مقر الرابطة، برفقة محامٍ يدعى خوان كريسبو استأجره باريس سان جيرمان الفرنسي، الوجهة المقبلة للنجم البرازيلي، لدفع قيمة الشرط الجزائي، إلا أن طلبهما قوبل بالرفض من قِبل رئيس الرابطة، خافيير تيباس.
وبحسب صحيفة Marca الإسبانية ذائعة الصيت، فإنه لا يحق للرابطة اتخاذ هذا الإجراء، وأن اللاعب سيلجأ إلى الفيفا؛ من أجل استخراج بطاقة دولية مؤقتة؛ ليتمكن من المشاركة مع باريس سان جيرمان في افتتاح الدوري الفرنسي الموسم المقبل.
وحضر نيمار، الأربعاء، إلى مقر تدريبات برشلونة؛ ليخطر إدارة ناديه برغبته في الرحيل، ويودّع زملاءه بالفريق، قبل أن يتوجه إلى مدينة بورتو البرتغالية؛ ليجري الفحص الطبي الروتيني قبل الانضمام إلى باريس سان جيرمان.
وفي أول رد فعل على قرار اللاعب البرازيلي، أمرت إدارة برشلونة بإزالة صور نيمار من على جدران النادي.
وأصدر النادي الكاتالوني بياناً، عبر موقعه الرسمي، الأربعاء، جاء فيه: "نيمار ووكيله أبلغا النادي برغبتهما في رحيل اللاعب، وتم الرد عليهما بأنه لن تتم الاستجابة لرغبتهما إلا في حالة دفع الشرط الجزائي البالغ 222 مليون يورو".
وأتم البيان: "نؤكد أن نيمار حتى هذه اللحظة ما زال لاعباً في صفوف برشلونة".
ويعتزم برشلونة التقدم بشكوى ضد باريس سان جيرمان إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم؛ لمعرفة مصدر المبلغ الضخم الذي سيدفعه النادي الباريسي لفسخ عقد نيمار.
وأشارت صحيفة "إلموندو ديبورتيفو"، المقربة من النادي الكاتالوني، إلى أن برشلونة سيطالب اليويفا "UEFA" بفتح تحقيق رسمي بهذا الخصوص.
وأكدت صحيفة ليكيب الفرنسية أن اللاعب سيصل إلى فرنسا الخميس؛ تمهيداً للإعلان الرسمي عن انضمامه إلى باريس سان جيرمان.
ورغم ذلك، فإن القطري ناصر الخليفي، رئيس النادي الفرنسي، بدا حذراً عند سؤاله في مقابلة تلفزيونية عن نيمار، وقال: "كل ذلك مجرد حديث، إنه لاعب كبير، لكنه ما زال في صفوف برشلونة، سنرى ماذا سيحدث في المستقبل".
أغلى صفقة في التاريخ
ويتابع كل محبي كرة القدم في العالم، الشد والجذب بين الناديين الفرنسي والإسباني على اللاعب البرازيلي، ترقباً لمشهد النهاية، الذي من المتوقع أن ينتقل خلاله نيمار إلى حديقة الأمراء، في صفقة تاريخية ستجعله يتربع على عرش أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.
وأبدت الأوساط الرسمية الفرنسية ترحيبها الشديد بإتمام الصفقة، التي من المتوقع أن تدر على خزانة الحكومة الفرنسية مبلغاً لا يقل عن 300 مليون يورو.
وقال وزير الحسابات العامة الفرنسي جيرالد دارمانان إنه سعيد بصفقة نيمار الوشيكة، معتبراً في مقابلة إذاعية أنه "من الأفضل أن يدفع النجم البرازيلي ضرائبه في فرنسا".
فيما توجه الرئيس الفرنسي، بحسب وكالة رويترز، بتهنئة إلى ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان؛ بسبب أنباء قرب انتقال نيمار إلى الفريق العاصمي، وقال له في أثناء فعالية خارج باريس: "تهانينا، أظن أننا بانتظار أخبار جيدة".
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يقف مكتوف الأيدي أمام الصفقة غير المسبوقة، فأعلن أنه سيحقق في الصفقة وما إذا كانت تتواءم مع قوانينه الخاصة باللعب المالي النظيف، منذراً النادي الفرنسي بعقوبات صارمة قد تصل للاستبعاد من البطولات الأوروبية حال مخالفته للقوانين.
وقال سيرجيو راموس، قائد ريال مدريد الغريم التقليدي لبرشلونة، في تصريحات نقلتها صحيفة آس الرياضية الإسبانية، "نيمار خصم صعب، وأتمنى رحيله عن برشلونة، ولكن القرار في يده".
توتر بين نيمار وزملائه
وكان التوتر قد شاب علاقة نيمار ببرشلونة خلال معسكر الفريق بأميركا، على خلفية أنباء رغبته في الرحيل عن الفريق.
وتجلت ذروة هذا التوتر بعدما غادر اللاعب البرازيلي تدريبات الفريق يوم 28 يوليو/تموز الماضي، بعد شجار مع زميله البرتغالي نيلسون سيميدو.
وأظهر مقطع فيديو، نشرته صحيفة DailyMail البريطانية، الشجار بين اللاعبين، ومحاولة زملائهما منعهما من الاشتباك.
ولم تؤثر المشاكل خارج المستطيل الأخضر على الأداء المذهل للاعب البرازيلي في المباريات الودية، حيث سجل هدفين قادا برشلونة للفوز على يوفنتوس، كما أحرز هدف مواجهة مانشستر يونايتد الوحيد، وأبدع في مباراة ريال مدريد الودية التي فاز بها البارسا 3–2.
ويسود التشاؤم غرف خلع ملابس برشلونة مع اقتراب رحيل نيمار، أحد أهم لاعبي الفريق، والذي يمثل قوة هجومية هائلة بجانب زميليه ميسي وسواريز.
وبحسب صحيفة Sport الكاتالونية، فإن لاعبي البارسا ظهروا في مزاج سيئ؛ بسبب أنباء اقتراب الساحر البرازيلي من الرحيل، في صفقة ستهزُّ الأوساط الكروية في العالم.