الحاجة أم الاختراع.. ولا توجد حاجة أهم من الحاجة للبقاء، وإذا كان استقر في أذهان البعض أن "البقاء للأقوى"، فإن مجموعة من الأرانب قد أثبتت خلال محاولتها للنجاة أن "البقاء للأذكى".
كان فيرج هورن، وهو مزارعٌ من قرية موسغييل في الجزيرة الجنوبية بنيوزيلندا، يتفقَّد أغنام جاره صباح يوم السبت، بعدما اجتاح فيضانٌ كاد يحقق أرقاماً قياسية بغزارته إقليم أوتاغو، مما استوجب إخلاء المقاطعة وأجبر السلطات على إعلان حالة الطوارئ، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
شعر هورن بالارتياح عندما اكتشف أن القطيع استقر على بقعةٍ مرتفعةٍ من الحقل، حيث وقف فوق الماء بحوالي سبعة سنتيمترات ونصف.
ولم تكن الأغنام هي الحيوانات الوحيدة التي هرعت لتتجنَّب الموت غرقاً، إذ جثمت ثلاثة أرانب برية فوق ظهور الأغنام. وكانت الأرانب مبتلَّة وترتجف لكنها ظلَّت حيَّة.
قال هورن: "لم أرَ شيئاً مثل ذلك قط. كانت الأرانب جالسةً هناك لتحمي نفسها من الماء، فلا بد أنها وصلت لنقطة مرتفعة ثم قفزت إلى ظهور الأغنام لتبقى جافة".
وأضاف: "يبيِّن لنا هذا الموقف كم أنَّ الأرانب مرنة، ولماذا تستطيع النجاة دائماً".
رد فعل الأغنام
وقال هورن إنَّ الأغنام "لم تكترث لأمر الأرانب البتَّة".
وتابَعَ: "عندما حرَّكتُ الأغنام وقعت الأرانب، لكنها ركضت تجاه سياجٍ من الشجيرات وتسلَّقت فروعها، وعندما عُدتُ لأتفقَّد الأرانب لم أجدها، لذا لابد أنها قد نجَت بحياتها".
وقال هورن إنه أمضى أربعين عاماً وهو يطلق النار على الأرانب التي يجدها في مزرعته، لكنه لم يستطع المساس بتلك المجموعة تحديداً لما أظهرته من "شجاعة" رائعة للفرار من الفيضان.
وتُعد الأرانب من الآفات في نيوزيلندا، إذ تعهَّدت الحكومة بإبادتها جميعاً بحلول عام 2050.
وأضاف هورن: "شعرتُ أن تلك الأرانب تستحق أن تعيش، لذا تركتها وشأنها".