إذا أُلقيَ القبض عليك وسط دبي هذا الأسبوع، فسيكون هناك وجهٌ مُبتَسِمٌ بانتظارك في مركز الشرطة.
لم يُعرف تحديداً لماذا اختارت وزارة السعادة أقسام الشرطة لتوجيه أنشطتها، ولكن على كل حال هناك وجهٌ مُبتسمٌ ومرِح، لونه أصفر وهائل الحجم، مرتدياً قبعة شرطة دبي، قد رُسِمَ في زاويةٍ أنيقة.
وقد رُسِمَ الوجه المُبتسم الضخم على سقف مركز شرطة منطقة المرقبات بدبي، وقريباً ستظهر وجوهٌ مماثلة في أعلى مراكز الشرطة بجميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية.
وقالت شرطة دبي، التي اعتقلت العام الماضي ضحية اغتصاب بريطانية بتهمة "الجنس خارج إطار الزواج"، إنَّها تأمل أنَّ يضيء الوجه المبتسم يوماً جميع أولئك الذين يمرون عبر مراكزهم.
وقال العميد علي غانم مدير مركز الشرطة في دبي: "لخلق المزيد من الإيجابية والسعادة، جئنا بفكرة رسم وجه مُبتسم عملاق فوق مركز شرطة منطقة المرقبات".
وأضاف: "يمكن لركاب طائرات الرحلات والهليكوبتر أنَّ يروا الوجه المُبتسم، الأمر الذي من شأنه أنَّ يعزِّز الإيجابية والسعادة بينهم. فدبي مدينة ترحب بالجميع، إنَّها مدينة السعادة والأمل والمغفرة".
وتهدف دبي إلى أنَّ تكون أسعد مدينة على الكوكب بحلول عام 2021، وقالت شرطة دبي إنَّها رأت الوجوه التعبيرية كوسيلةٍ لإضفاء البهجة من جانبهم نحو هذا الهدف.
ووفقاً لسجناء سابقين، يدّعون أنَّهم تعرَّضوا للتعذيب بالسجون في الإمارة، فليست أجهزة الأمن بدبي دائماً مُبتسمة هكذا.
ومن ضمن هؤلاء ديفيد هاي، وهو مدير إداري سابق لفريق ليدز يونايتد الإنكليزي، والذي ادّعى أنَّه تعرَّض للضرب والصعق خلال 23 شهراً قضاها في دبي.
وقال ديفيد: "تعرَّضت للضرب، واللكم، والصعق، وحاول الناس الاعتداء عليّ جنسياً. ولديّ الآن مشكلة بعيني، فهم يضعونك في الظلام باستمرار".
وقد ادعى غربيون آخرون التعرُّض لسوء معاملة مماثلة، لكن المعاملة الأسوأ جاءت، بحسب تقارير أفادت بذلك، من نصيب العمال من البلدان العربية ومن جنوب شرقي آسيا، أولئك الذين يقومون بالكثير من الأعمال في دولة الإمارات.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عام 2015، أنَّ السلطات الإماراتية تسجن مئات النساء، وبعضهن من ضحايا الاغتصاب، بتهمة "ممارسة الجنس خارج إطار الزواج".
وتنفي دبي باستمرار أنَّ قواتها الأمنية تقوم بالتعذيب أو أي انتهاكاتٍ أخرى لحقوق الإنسان.
وزارة السعادة تأسست في فبراير/شباط 2016، وتولت عهود الرومي منصب وزيرة الدولة للسعادة، ولم تعرف بعدُ إنجازات الوزارة خلال عام ونصف العام، إلا أنها قامت ببعض استطلاعات الرأي حول مضمون السعادة، كما دشنت حملة شرطة السعادة المرورية؛ لتحفيز السلوكيات الإيجابية لدى السائقين.