أثارت السماء وما تحمله من أجرام مُعلّقة بها، فضول العلماء والمستكشفين عبر العصور. دفع حب الاستطلاع الإنسان دوماً إلى السعي نحو كشف أسرار وألغاز الكون من حوله. ما زالت هناك الكثير من التساؤلات التي يلفها الغموض، إلا أن هذا لا ينفي ما توصَّل إليه البشر بالفعل من الحقائق المدهشة التي يزخر بها كوننا الفسيح، نستعرض أبرزها في هذا التقرير.
1- دموع لا تنهمر وطول يتغير في الفضاء
يمكنك أن تبكي في الفضاء غير أن دموعك لن تتساقط، تتراكم وتشكل كرات أو فقاعات تطفو حول عينيك، والسبب انعدام الجاذبية.
كما تُحدِث البيئة ذات الجاذبية الضئيلة تغيرات في جسم الإنسان، من ضمنها تغيّر الطول. يستقيم العمود الفقري حيث لا تدفعك الجاذبية لأسفل باستمرار؛ وقد يزداد طولك 5 سنتيمترات عند الوقوف.
2- آثار أقدام الإنسان على القمر ستبقى لملايين السنيين
لا يملك القمر غلافاً جوياً، وبالتالي لا تَهُبّ على سطحه الرياح، كما لا يوجد مصدر للماء، مما قد يردم أو يمحو تلك الآثار. لذا فإن آثار الأقدام التي خلّفها رواد الفضاء الذين مشوا على سطحه، بالإضافة إلى آثار هبوط المركبات الفضائية، ستظل باقيةً هناك لفترةٍ طويلة قد تمتد إلى 100 مليون سنة على الأقل.
3- الشمس تشكل 99% من نظامنا الشمسي
تُعدّ الشمس نجماً كثيفاً بشكلٍ مذهل؛ إذ تُشكل وحدها نحو 99% من كتلة نظامنا الشمسي بأكمله. تُكسبها هذه الكتلة الهائلة قوة جاذبيتها الكبيرة، التي تسمح لها بالهيمنة على أجرام النظام. تُصنّف الشمس على أنها نجم من (الفئة-ج)، الأمر الذي يعني أنه في كل ثانية تمر بها، ينصهر ما يقرب من 600 مليون طن من الهيدروجين إلى هيليوم، ويعني أيضاً تحول حوالي 4 ملايين طن من المادة إلى طاقة، كمنتج ثانوي لعملية الانصهار.
4- نجوم حرارتها 20˚ مئوية فقط
اكتشف علماء بوكالة ناسا الفضائية أبرد فئة من الأجسام الشبيهة بالنجوم، والتي تُقارب درجة حرارتها حرارة جسم الإنسان.
أطلق عليها اسم عائلة "الأقزام البُنيّة" (Brown Dwarfs)، ويمكن الإشارة إليها بالنجوم الباهتة؛ حيث أن كتلتها المنخفضة لا تسمح باندماج الذرات في لُبّها الداخلي. نتيجةً لذلك لا تشتعل على سطحها النيران كبقية النجوم الساطعة مثل شمسنا.
بدلاً من الاشتعال، تبرد هذه الأجسام وتتلاشى مع مرور الوقت. يُدعى أحد تلك الأقزام WISE 1828+265، ويحمل الرقم القياسي كأبرد قزم بني؛ إذ تصل درجة حرارة غلافه الجوي أقل من 25˚ مئوية.
5- ثقب أسود عملاق يلتهم نجماً
رصد العلماء في مارس/آذار عام 2011 سلسلة رشقات نارية، شديدة السطوع من أشعة غاما خارج مجرتنا، استمرت لمدة يومين. أوضح تحليل هذه الأشعة أنها ناتجة عن ثقبٍ أسود عملاق، تساوي كتلته حوالي مليون مرة كتلة الشمس، مزّق وابتلع نجماً ضخماً اقترب منه.
6- عطارد يتقلص
أرسلت المركبة الفضائية (MESSENGER) بعد اقترابها من مدار كوكب عطارد العام 2016، خرائط عالية الوضوح؛ مكَّنت العلماء من الحصول على نظرةٍ لملامح وخصائص سطح الكوكب الأقرب إلى الشمس.
كشفت البيانات أنه مازال يتقلص في الحجم حتى بعد 4.5 مليار سنة من تشكل النظام الشمسي.
7- اليوم على سطح الزهرة أطول من السنة
يُعد الزهرة ثاني أقرب كوكب إلى الشمس، وتبلغ السنة على سطحه 224.7 يوماً من أيام الأرض، وهي الفترة الزمنية التي يقوم خلالها بدورة كاملة حول الشمس. أما طول يومه فيبلغ 243 يوماً أرضياً، وهي الفترة الزمنية التي يحتاجها للقيام بدورة واحدة حول محوره.
8- طاقة الشمس في الساعة أكثر مما تحتاجه الأرض في عام
على الرغم من كونها بعيدة جداً، إلا أن الشمس هي أقرب نجم إلى الأرض. تبلغ المسافة بينهما 150 مليون كم، أي ما يعادل 8.3 دقائق ضوئية، وهي المسافة التي يقطعها الضوء منها إلى الأرض.
تمد الشمس الأرض بالطاقة، ضوءاً وحرارة منذ مليارات السنين، وتنبعث من أشعتها في كل ساعة طاقة تزيد عن حاجة الأرض؛ لتلبية احتياجات الطاقة العالمية لمدة عامٍ كامل.
9- أكبر بركان يوجد على سطح المريخ
يبدو لنا المريخ هادئاً الآن، غير أن ماضيه لم يكن كذلك؛ إذ يحتوي سطحه على العديد من البراكين العملاقة، التي تشكلت واندلعت في فترةٍ ما من تاريخ الكوكب. أحد هذه البراكين هو "أوليمبوس مونس"، وهو أكبر بركان اكتُشِف حتى الآن في النظام الشمسي.
يبلغ ارتفاعه 25 كلم، أي 3 أضعاف ارتفاع جبل إيفرست، أعلى جبل على سطح الأرض. وتتمكن البراكين على سطح المريخ من النمو إلى هذا الحجم الهائل؛ لأن الجاذبية أضعف بكثير على سطح الكوكب الأحمر مقارنةً بالأرض.
10- الحلقات ليست حول زحل وحسب
يشتهر زحل بحلقاته المميزة منذ لوحظت إبان اختراع التلسكوبات في القرن السابع عشر. لكن تطور التلسكوبات الحديثة مكّننا من اكتشاف المزيد عن خبايا الكون.
يملك كل كوكب في نظامنا الشمسي الخارجي، المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، حلقاته الخاصة. تختلف تلك الحلقات من كوكبٍ لآخر، كما لا يقتصر وجودها حول الكواكب فقط؛ إذ عثر العلماء في عام 2014 على حلقات حول كويكب يُدعى Chariklo.
11- جبال على سطح بلوتو
يمثل بلوتو عالماً صغيراً على حافة نظامنا الشمسي؛ لذا في البداية كان يعتقد أن الكوكب القزم يحظى ببيئة متجانسة إلى حد ما. غير أن هذا الاعتقاد لم يدم طويلاً حين وصلت المركبة الفضائية New Horizons، التابعة لوكالة ناسا عام 2015 إلى سطح آخر أفراد المجموعة الشمسية.
غيّرت الصور التي أرسلتها بعثة هورايزون نظرتنا لبلوتو إلى الأبد؛ فمن بين اكتشافاتها المذهلة وجود الجبال الجليدية التي يبلغ ارتفاعها 3300 متر؛ الأمر الذي يشير إلى أن بلوتو كان نشطاً جيولوجياً، على الأقل منذ 100 مليون سنة. لكن النشاط الجيولوجي يتطلب طاقة، ومصدر هذه الطاقة داخل بلوتو يشكل لغزاً محيراً للعلماء.
12- كوكب من الألماس
قدم باحثون من جامعتي كامبريدج وييل دراسة تشير إلى وجود كوكب صخري من الألماس يدور حول نجم قريب. كما يرجحون أن يغطي الغرانيت والألماس سطحه بدلاً من الماء.
يُسمى الكوكب 55 Cancri e، وتساوي كتلته 8 أضعاف كتلة الأرض، ويبعد عن الأرض 40 سنة ضوئية، ومع ذلك يمكن رؤيته بالعين المجردة في كوكبة السرطان. يدور الكوكب في محوره بسرعة هائلة؛ الأمر الذي يجعل السنة على سطحه تقدر بـ 18 ساعة فقط.
13- كوكب ضخم محتمل على حافة النظام الشمسي
أعلن عالما الفلك كونستانتين باتيجنفي ومايك براون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في يناير/كانون الثاني عام 2015، عن احتمال وجود كوكب عملاق يكمن بعيداً خلف كوكب نبتون. اعتمد العالمان في طرحهما على حسابات رياضية وأنظمة المحاكاة، وتعمل عدة فرق حالياً على التحقق من هذه الفرضية.
14- أكبر الكويكبات داخل النظام الشمسي
يحمل كويكب 4 Vesta لقب أكبر كويكب في نظامنا الشمسي. اكتُشِف للمرة الأولى في مارس/آذار عام 1807، ويمكن ملاحظته بسهولة عبر المناظير خلال الليالي الصافية. يدور حول محوره كل 5.3 ساعة، ويعتقد علماء ناسا أنه المصدر الأم للكثير من النيازك التي تهبط على الأرض.