ما زال انقراض الديناصورات لغزاً يحير العلماء، ويعتقد مجملهم أن كويكباً اصطدم بالأرض فأبادها جميعاً. فإذا كان كويكب قضى على هذه الكائنات الضخمة، فتخيل ما حلَّ بالبشر إذاً. وبعيداً عن الخيال وبمقاربة علمية، يمكن تصور ماذا سيحدث قبل وخلال وبعد مثل هذا الاصطدام، إن حصل أو عندما يحصل.
بدايةً.. ما هو الكويكب؟
الكويكب أو الكوكب السيّار، هو عبارة عن كوكب صغير يتخذ مداراً حول الشمس أو الكواكب. توجد الملايين من الكويكبات بأحجام متنوعة، ويُعتقد أنها شظايا لكواكب مصغرة. تنتشر الغالبية العظمى من الكويكبات -المعروفة حالياً فيما يسمى حزام الكويكبات- بين المريخ والمشتري، وهي إما كربونية وإما صخرية وإما معدنية. أما الاصطدام، فيحصل عندما يتقاطع مدارها مع مدار الأرض.
ومؤخراً، نشر باحثون من جامعة ساوثهامبتون البريطانية بحثاً في دورية "Geophysical Research Letters" يوضح 7 سيناريوهات محتملة نتيجة الاصطدام، مستخدمين تقنية المحاكاة الحاسوبية لتقييم الخطر الذي يشكله 50 ألف كويكب من أحجام مختلفة.
وكشفت الدراسة أن الكويكبات قادرة على الإبادة والدمار إذا اصطدمت بالأرض أو انفجرت في السماء، أو حتى سقطت في البحر متسببة في موجات تسونامي.
أما الخسائر المتوقعة لآثار الانفجارات البرية والجوية فتختلف كماً ونوعاً، علماً أن معدل الخسائر الذي تسببه الانفجارات الهوائية أكثر خطورة من سقوط هذه الكويكبات في البحار، وكلما زاد حجمها زاد ضررها طبعاً.
ما هو الحجم المتوقع للتسبب في كل هذا الدمار؟
يكفي أن يكون قطر الكويكب أصغر من 40 متراً ليتسبب في إبادة جماعية لمن على الأرض؛ لأنها تصبح أكثر عرضة للانفجار في الهواء، أي عند اصطدامها بالغلاف الجوي للأرض؛ ما يشكل نوعاً مختلفاً من المخاطر على حياة البشر على كوكب الأرض.
إليك فيما يلي الفرضيات السبع لتأثير الهجوم الفضائي:
رياح مدمرة
للرياح التي يسببها تحطم الكويكب في الأرض أو انفجاره في الهواء، تأثير أقوى مما نتوقع. ومن المرجح أن تكون الصعقة الهوائية قادرة على اقتلاع الأجسام والأشياء من مكانها. ووفقاً لبعض التقديرات، يمكن أن تمزق الإنسان إرباً وتنسف المباني. ويوضح الباحثون أن كويكباً بحجم 18 متراً فقط قادر على التسبب في كل هذه الأضرار.
ارتفاع هائل في الضغط
تُسمى الموجة الصدمية الناجمة عن انفجار الكويكب في الهواء أو عند اصطدامه بالأرض أو سقوطه في البحر، "الضغط الزائد". وشهدت البشرية هذا الحدث عندما انفجر نيزك في السماء فوق مدينة تشيليابنسك الروسية.
وكشف الباحثون أن معظم الأضرار والإصابات التي وقعت خلال هذا الحدث كانت نتيجة الموجة الصدمية التي ضربت الناس على الأرض وأصابت الهياكل والنوافذ؛ ما تسبب في حصول إصابات غير مباشرة؛ بسبب شظايا الزجاج المتطايرة.
علاوة على ذلك، يمكن أن يمزق ارتفاع الهائل في الضغط الأعضاء الداخلية للبشر. وإذا كان الكويكب كبيراً بما فيه الكفاية، فإن الضغط الزائد يؤدي إلى الموت.
الإشعاع الحراري
يتسبب اصطدام كويكب بالأرض في ظهور كرة نارية ضخمة. ومن المرجح أن تكون آثار تلك الكرة مدمرة على أي شخص يجد نفسه في العراء.
وإذا ضربت الكرة النارية مدينة أو انفجرت فوقها، فستندلع النيران في المباني. وفي هذه الحالة، يمكن احتماء البشر في الطوابق السفلى، أما إذا كانت ضخمة فلا بد من إخلاء المدن الواقعة في دائرة الخطر.
الفوهة الصدمية
تشبه الفوهة الصدمية فوهة البركان، وفي بعض الأحيان تكون قوة الضربة كبيرة لدرجة انصهار الكويكب نفسه. ومع ذلك، فإن الخطر ضئيل نوعاً ما، إذا كنت في منطقة بعيدة عن نقطة الاصطدام. أما إذا كنت قريباً، فستتحول إلى قطع صغيرة بسبب ارتفاع الضغط الهائل أو تتعرض للحرق بسبب الكرة النارية.
المقذوفات
تؤدي الحفرة الضخمة الناجمة عن الاصطدام إلى تطاير كميات كبيرة من الصخور والحطام في الهواء. ومن المحتمل أن تكون هذه الشظايا ساخنة وحمراء، وهذا يعني اندلاع المزيد من الحرائق حتى بعد انطفاء الكرة النارية.
وستكون بعض الشظايا الأخرى ثقيلة وضخمة تسحق أي شخص في طريقها، وإذا كانت هذه الشظايا كبيرة جداً فإنها تحجب الشمس. وفي حال بقاء هذه الشظايا في الغلاف الجوي للأرض، فهذا يعني موت أي شيء ينبت على سطح الأرض ومن ثم المجاعة.
التسونامي
سقوط الكويكب في البحر يعني حدوث موجات تسونامي تتسبب في موت حتى أولئك البعيدين عن الكرة النارية وموجات الضغط الهائل.
على الجانب الآخر، تستغرق موجة تسونامي وقتاً طويلاً لتعبر محيطاً كاملاً؛ ما يعطي الناس فرصة لإنقاذ أنفسهم والهروب إلى أماكن مرتفعة. ويعتبر الباحثون أن سيناريو التسونامي من الفرضيات الأقل خطورة على البشرية.
الزلازل والهزات الأرضية
من المحتمل أن يتسبب الكويكب في زلزال أو هزة أرضية، لكن تبعاته تعادل الكوارث الطبيعية التي أصبحت مألوفة عند البشر. وإذا كنت بعيداً بما فيه الكفاية فلا داعي للقلق.