تمثل صفحة من "المصحف الأزرق" النادر بالخط الكوفي جوهرة التاج في مزاد تنظمه دار كريستيز في بريطانيا هذا الشهر لأعمال فنية من العالمين الإسلامي والهندي.
ويقام المزاد، في 27 أبريل/ نيسان الجاري.
وقالت كريستيز في بيان، إن الصفحة التي ستعرض في المزاد مأخوذة من أحد المصحفين الوحيدين المعروفين على مستوى العالم، والمكتوبين على "رق أزرق" بخط كوفي مذهب.
وأضافت أن تدوين المصحف الأزرق يرجع إلى القرن التاسع، وكان في تونس في الأغلب لصالح أحد الأثرياء نظراً لاستخدام الذهب في الكتابة، وأن القيمة التقديرية للرقعة تتراوح بين 100 ألف و150 ألف جنيه إسترليني (بين 128 ألفاً و192 ألف دولار تقريباً).
وأوضح البيان أن جرد مكتبة جامع القيروان الكبير في تونس يشير إلى وجود مخطوطات كتبت بالذهب على رق أزرق داكن، لكن لم يتضح تماماً إن كان الجرد يشير إلى مخطوطة واحدة أم مخطوطتين، نظراً لتعرض بعض الأجزاء للتلف.
وقال البيان إن الأرجح هو الإشارة إلى مخطوطتين، إحداهما توصف بأنها في سبعة مجلدات بخط كبير ومكتوبة بالذهب على رق أزرق داكن بالخط الكوفي. وأضاف أن الوصف يبدو قريباً إلى حد كبير من الصفحة التي ستعرض في مزاد كريستيز.
وتشمل الصفحة التي ستعرضها كريستيز في المزاد جزءاً من سورة آل عمران، ثالث سور القرآن الكريم.
وأثير الكثير من الجدل حول منشأ هذه المخطوطة المهمة. وكان صبغ الجلود باللون الأزرق الداكن يهدف إلى تقليد مخطوطات الإمبراطورية البيزنطية التي كانت باللون الأرجواني.
لكن البيان أشار إلى أن القائمين على نسخ المصاحف في العالم الإسلامي خلال القرنين التاسع والعاشر الميلادي لم يتمكنوا من الحصول بشكل مباشر على الصدف الذي يستخرج منه اللون الأرجواني، لذا استخدموا الأزرق الداكن بدلاً منه.
وأضاف أن مجلدات هذه المخطوطة تفرقت، لكن الأجزاء الكبرى منها موجودة في المتاحف الوطنية بتونس.