لم تعد البسكويتة الصغيرة المملحة تقنع الببغاء "بولي" أو ترضيه؛ بل بات يطلب شيئاً أقوى من ذلك بكثير.
فالببغاوات البرية تجتاح منذ فترة حقول الخشخاش (أبو النوم) بالهند؛ لكي تقتات على أفيون أزهارها وتتعاطى هذا المخدر القوي، حسب تقرير نشرته النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست".
فكما يظهر في مقطع الفيديو، تُرابط هذه الطيور في شراهة للمخدر على الأشجار المجاورة لنبات الخشخاش؛ لتقتنص فرصة تشريط وتجريح العمال المزارعين لقرن بذور هذا النبات، حيث من المعروف أن فتح كبسولة هذا النبات يساعد في إنضاجه أسرع، حسب صحيفة الميرور البريطانية.
وقد تعلمت الببغاوات –التي يبلغ تعدادها المئات- المكر والدهاء، فصارت تداهم غنيمتها دون إصدار أي صوت؛ فهي تنقضّ من علو الأشجار بسرعة على الثمار المفتوحة في الحقل لتلتهم وتقضم ما تيسّر من على سيقان النباتات، ثم تنفضّ عائدة أدراجها إلى ذُرا الأشجار، حيث تنام ساعات تحت وطأة المخدر الثقيل، أو تلقى حتفها أحياناً.
يقول كيشور كومار ذاكر، وهو مزارع خشخاش في غرب الهند، متحدثاً لموقع Odisha360.com: "عندما تنال حاجتها من الأكل، تجلس على الأشجار وتنام هناك ساعات، ويمكن رؤية بعضها يهيمُ مطوّفاً أو يتأرجح مصاباً بالدوار قبل أن يقع من على الأشجار هامداً؛ نظراً للجرعة الزائدة من الأفيون".
ولا يعلم أحدٌ لماذا أدمنت هذه الببغاوات البرية الأفيون لهذا الحد! لكن المشكلة بدأت عام 2015 في حقول خشخاش قريبة من مدينة تشيتورغار.
أما الآن، فقد اجتاحت الببغاوات المدمنة للأفيون بلدة نيمتش التي تبعد عن هناك مسافة 40 ميلاً (64 كم)، حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
أزمة الأفيون هذه ليست وبالاً على الطيور وحدها، فإلى جانب المتاعب والمشاكل التي تجرّها على رأس الطيور، يجني المزارعون المحليون جراح هذه المشكلة أيضاً.
فالحكومة الهندية تطالب الفلاحين والمزارعين كل عام بكمية معينة متفق عليها مسبقاً من الأفيون؛ بغية الاستعمالات الطبية والصيدلانية، إلا أن الببغاوات المدمنة تزاحمهم في رزقهم وتضيّع عليهم حصة من مدخولهم، حسب ما قاله سوبهارام راثود، مزارع الأفيون من بلدة نيمتش، الذي قدّر ما تتناوله الببغاوات بنحو 10% من محصوله، في حديثه إلى صحيفة الميرور.
وذكر موقع Buzz60 في مقطع الفيديو أعلاه، أن المزارعين حاولوا بشتى الطرق والوسائل إبعاد الببغاوات، من المفرقعات النارية والدق على طبول التنك وحتى رمي الحجارة، عبثاً دون فائدة، فما من شيء يثني هذه الببغاوات عن اجترار عقارها المدمن.
على أمل ألا تستدل الحيوانات الأخرى على هذه العادة السيئة وتدمن هي الأخرى أسوة بالببغاوات.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.