بعد أن انتشرت فيديوهات لها على الشبكات الاجتماعية في دول مختلفة، قرر حلاق فلسطيني في محافظة رفح بجنوب غزة هو الآخر تصفيف شعر زبنائه حرقاً بالنار، خصوصاً في ظل أزمة الكهرباء بالقطاع الذي مازالت إسرائيل تحاصره.
رمضان عدوان 36 عاماً من مدينة رفح يقول إنه فكر في الأمر كبديل لتصفيف الشعر وتوفير "القصات العالمية" لزبنائه رغم انقطاع الكهرباء.
وأوضح في حديثه لـ"عربي بوست" أن الحلاقة بالنار طريقة بديلة عن السشوار الذي يحتاج لطاقة كهربائية "لا يمكن لوسائل الطاقة البديلة توفيرها لوقت كبير، كالبطاريات والمولدات".
وأضاف أنه يقوم بإعداد خليط من المواد الغازية الكيميائية ويضعها في أنابيب صغيرة، ومن ثم يرشها بكمية ومسافة معينة على شعر الزبون، وبعد ذلك ينتظر برهة قبل أن يشعل النار في أطراف الشعر ويبدأ بتصفيفه.
وقبل أن يذيع صيت استعماله النار في الحلاقة، كان عدوان يجري تجارب عدة بإعداد خليط من المواد، لوضعها على الشعر وجذوره وأطرافه. ويقول إن تجاربه الأولى بالنار كان يستعمل فيها الشعر المستعار لقياس مدى نجاحها أولاً، قبل استخدامها على شعر الزبناء.
احتراق الشعر
وشدد عدوان على أن الخليط المستخدم في كوي الشعر غير مضر مطلقاً، ويقول: "أعمل على حماية الشعر قبل البدء بإشعال النار، وهذه المرحلة الأهم لأنها تضمن الحفاظ على سلامة الأفراد، وتمنع الحروقَ والأضرار العرضيةَ التي من الممكن أن تحدث.
ويضيف: "لا أستطيع تصفيف شعر الزبون قبل أخذ كل الاحتياطات اللازمة لسلامته وبعد الانتهاء من قص الشعر وتصفيفه، أستخدم بخاخاً يصدر ألسنة اللهب، أمررها قرب الشعر لتجفيفه".
وأشار إلى أنه في بدايات استخدامه لها لم يكن إلا القليل من الزبناء يرغبون بها خوفاً من تداعياتها، ولكن مع مهارته في العمل بدأت تجد إقبالاً كبيراً من الشباب.
ووفقاً لعدوان فإن المواد المستخدمة تعمل على تنشيط الدورة الدموية، وتعيد الحياة لبُصيلات الشعر، وتجعله أكثر نعومة، خاصة بالنسبة للشعر المجعد.
وأكد أن طريقة استخدام النار تكون من مسافة محددة وقدر وتوقيت معينين، بما يضمن عدم التسبب بحرقه، كما أن النار لا تشتعل في رأس الزبون، بل فقط في الكريمات الخاصة التي يضعها على شعر الزبون.
وتابع حديثه قائلاً إن عدداً من الحلاقين الذين سمعوا بتجربته استعانوا به لمعرفة الطريقة للتغلب على أزمة انقطاع التيار الكهربائي خلال عملهم.
ماذا يقول الزبناء؟
محمد رمضان، أحد زبناء عدوان، يقول إنه عندما كان يرى أشخاصاً يصففون شعورهم عند الحلاق والنار مشتعلة فوق رؤوسهم كان يستغرب ذلك، فقرر أن يجربه هو الآخر لاكتشافه، قبل أن يُعجب به.
ووافقه الرأي زبون آخر جاء من مدينة غزة إلى رفح خصيصاً ليجرب تصفيف شعره بالنار، إذ قال: " أعجبتني تلك الطريقة كثيراً فالحلاق عدوان يقوم بعمله بطريقة احترافية ويجعل مظهري لائقاً".
وتمنى أن يتعلم أحد مصففي الشعر بمدينة غزة الحلاقة بالنار نظراً لبعد المسافة بين المحافظتين.