رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها السعودية وتهافت الشباب على الالتحاق بوظيفة تؤمّن لهم مستقبلهم، الشاب السعودي محمد مشيع الغامدي تنازل عن وظيفته لدى شركة كبرى براتب يتجاوز 32 ألف ريال؛ للتفرّغ لقناته على يوتيوب.
"عربي بوست" تواصلت مع الشاب للحديث عن أسباب تركه للوظيفة وما أسرار قناته ونجاحه.
الغامدي، وخلال فترة إقامته في بريطانيا للدراسة عام 2010، أنشأ قناة خاصة له على يوتيوب ينقل فيها مقاطع عن حياته اليومية مع أطفاله "بشكل عفوي"، على حدّ وصفه.
ولم يكن يتوقع حينها أن تلقى انتشاراً كبيراً ويزداد عدد المتابعين والمشاهدات بشكل يومي وبأرقام كبيرة وصلت إلى أكثر من 68 مليون، الأمر الذي شجعه على التفرّغ لها بشكل كامل، وخاصة أنها تعود عليه بمردود مادي مرتفع.
الغامدي -وهو خريج هندسة كمبيوتر ومتزوج بشابة بريطانية ولديه ثلاثة أطفال- قال في بداية حديثه لـ"عربي بوست": "عندما تخرجت من الثانوية العامة، كنت أطمح إلى دراسة هندسة الكمبيوتر".
لكن لم يتح له حينها سوى الدراسة في فروع التربية بإحدى الجامعات السعودية، فقرر السفر إلى بريطانيا لدراسة الكمبيوتر على حسابه الشخصي.
وبعد عودته إلى السعودية والاستقرار في جدة، بدأ العمل على قناته على يوتيوب بشكل أكبر، وخاصة أنها أصبحت تعود عليه بمردود مالي جيد منها، إلى جانب عمله في إحدى الشركات.
يقول الغامدي: "عملت في شركة كبرى مستشاراً إلكترونياً براتب قدره 32 ألف ريال"، مضيفاً: "حبي لليوتيوب بدأ منذ 2010، عندما كنت في بريطانيا، فقررت عمل قناة خاصة أقدم فيها يومياتي بشكل عفوي دون أي تمثيل".
القناة -وهي عبارة عن يوميات يقدّمها مع أطفاله عن حياتهم في السعودية- الهدف الأول منها، بحسب الغامدي، الترفيه، إلى جانب إرسال رسائل بطريقة غير مباشرة؛ مثل: أهمية استخدام حزام الأمان، وعدم رمي النفايات.
مرحلة جديدة ومهمة بحياتي. أول مرة من بعد ما اتخرجت من الجامعة اترك وظيفتي واعتمد على نفسي ماديا الحمدلله ??
https://t.co/vf0EnQgZiE pic.twitter.com/fjuBy0XwKl— محمد مشيع الغامدي (@MohamedMoshaya) January 2, 2017
الخطوط الحمراء في التصوير
إن إعداد مثل هذه الفيديوهات في مجتمع محافظ مثل السعودية، وضع خطوطاً حمراء نوعاً ما على الغامدي، الذي حرص من البداية على تفادى التصوير بأماكن بها عائلات أو سيدات حتى لا يظهرن في المقاطع.
ويوضح الشاب السعودي: "اعتمدت بشكل أساسي بما أصوّره على أطفالي وأقرباء لي؛ تفادياً للتعرّض للإحراج".
وتابع: "أنصح كل شاب أو فتاة بأن يجرّب استثمار الشبكات الاجتماعية، الأمر قد ينجح، لكن ألا يجازف بترك العمل قبل التأكد من نجاحه".
وقد ارتفعت خلال عامي 2015 و2106 نسبة المشاهدة للقناة، ووصلت نسبة المشاهدة في الشهر الأخير من 2016 إلى 68 مليوناً.