تختلف العقوبات على كل جريمة من دولة لأخرى، فالسارق في بعض الدول يتم تغريمه، وفي دول أخرى يفرض القانون عقابه بالسجن، لكن الغريب أن تسمع بأن يتم عمل مسيرة لفضح السارق جزاءً لفعلته!
حدث هذا في إندونيسيا، وتحديداً في جزر جيلي تراوانغان؛ إذ قامت الشرطة بمعاقبة سائحيْن أسترالييْن، اتهمتهما بالسرقة، بالسير في "مسيرة العار"، فيما عُلقت في رقبتيْهما لافتة ورقية كُتب عليها: "أنا سارق، لا تفعل مثلي".
وقد انتشرت صور لرجل وامرأة -لم تتبين هويتهما- على الشبكات الاجتماعية، وهما يسيران بجانب ضباط أمن، أحدهم كان يرتدي زيه الرسمي.
فيما اتُّهم السائحان بسرقة دراجة نارية من فندق سياحي، بحسب تصريحات لمدير الفندق محمد توفيق، الذي أكد أن تسجيلات الفيديو وثقت عملية السرقة.
وبحسب ما أدلى به من تصريحات لوكالة فرانس برس، فإنه جرى التوصل مع السائحين لاتفاق يقضي بمشاركتهما، حامليْن اللافتات، في موكب يلف أرجاء الجزيرة، ثم يتركان البلدة بعد ذلك.
فيما لم يتم التأكد ما إذا كانا قد خضعا لتحقيق رسمي.
بينما قال أحد السكان المحليين في تصريحاتٍ لصحيفة The Guardian، إن السائحيْن كانا قد حجزا للقيام برحلة غوص، قبل أن يتم إشراكهما في تلك المسيرة، ويتركا الجزيرة.
وتابع في تصريحاته أن ه في هذا العام وحده أُجبر عدد من السكان المحليين على السير في "مسيرة العار" نحو 9 مرات.
ويعد هذان أول أجنبييْن يتم التشهير بهما بإخضاعهما لعقوبة السير في مسيرة العار هذا العام؛ إذ اضطر عدد من الإندوسينيين للمشاركة في مسيرات مماثلة هذا العام بعد اتهامهم بالسرقة.
جدير بالذكر أن فكرة هذا الاستعراض نتجت باتفاقٍ بين سكان الجزيرة والشرطة في إندونيسيا، وذلك بحسب ما أدلى به مدير المكتب السياحي في إقليم ويست نوسا تينغارا، لالو محمد فوزل، في تصريحاتٍ لموقع BBC.
وأرجع الموقع السبب وراء اتباع هذا الأسلوب إلى عدم حضور الشرطة الدائم في الجزيرة، حيث يتم الاستعانة بضباط أمن من هيئات خاصة، وفي بعض الحالات يتلقون دعماً من الشرطة الإندونيسية.
ومن المتعارف عليه في الجزيرة أن يتم إشراك كل من يُتَهم بالسرقة أو يتم ضبطه متلبساً بحالة سرقة في مسيرة العار تلك، وإذا كان أجنبياً يتم منعه من دخول الجزيرة مرة أخرى، بحسب ما قاله السكان المحليين.
وليس من الواضح ما إذا كان هناك أساس قانوني وراء مثل هذه الاستعراضات، لكن فوزل يرجح أن انخفاض مستوى الجريمة في الجزيرة يرجع إلى خشية الناس من الإهانة والخجل والتشهير بهم.
هل تعتقد أن التشهير والإهانة على الملأ أقل حدة من عقاب قانوني وتحقيق رسمي؟!