يشعر البعض بسعادةٍ وراحةٍ بالغتين بعد تناول طعامٍ معين، الأمر الذي فسره فريقٌ من الباحثين بجامعة ولاية كوناتيكت الأميركية بأنه حدثٌ حيوي ينتج إثارةً تكاد تشبه النشوة – مثل النشوة الموسيقية -.
وتعد نشوة الطعام إحدى "نشوات الجلد" التي تجعلك تشعر بقشعريرة أسفل العمود الفقري، وتتسبب لدماغك حالة اضطراب، بحسب النسخة الفرنسية لـ "هافينغتون بوست".
ويمكن تعريف نشوة الجلد بأنها شعورٌ عامٌ ومختلف بالمتعة يؤثر على أجزاءٍ مختلفةٍ من جسم الإنسان، ويعتمد على الشخص والظروف التي يحدث فيها هذا الشعور، كما يتمتع الشعور بخصائص حيوية ونفسية تشبه النشوة الجنسية.
يمكن أن يتجسد هذا النوع من الشعور بأشكال مختلفة، مثل القشعريرة، والوخز، والرعشات أسفل العمود الفقري، وموجة الحرارة، والإحساس بالفراغ على مستوى المعدة، أو حتى الاستثارة المتمثلة بالإفرازات المهبلية عند المرأة أو الانتصاب عند الرجل.
وينتج عن نشوة الطعام شعور الشخص باسترخاءٍ عاطفيٍ غير متوقع، وإذا تواجد المكان المناسب والاستعداد للمتعة، فهذه هي العوامل المناسبة للتجربة، فيما يكمن العامل الثالث في صنف الطعام.
وتشكل هذه المعايير الثلاثة ناقلاتٍ مناسبةً تجعلك تشعر بالنشوة عند تذوق شيء ما، مع العلم أن نشوة الطعام تثير نوعاً من الشهوة بعيد عن المناطق التناسلية التقليدية.
كيف يبدو إحساس نشوة الطعام؟
تقول أخصائية علم الجنس السريري وعلم النفس والمتخصصة في معالجة الإدمان ماغالي كروست – كاليستو في مدونةٍ نُشرت في النسخة الفرنسية لـ "هافينغتون بوست"، إن الوصول إلى أقصى حدٍ في إثارة أعضاء الفم، والتي تشبه المداعبة الجنسية الفموية. وقد وصفت الكاتبة هذا الشعور الكاتبة في كتابها "دولتشي إيطاليا، إيطاليا بلد كل الشهوات".
إذ كتبت، "في البداية كان كل شيء مركز، اللسان والحنك والحلق، ثم تخللت النكهات فمي، شفتاي، وجهي كله، وكان لساني في حالة اضطراب، وجسدي أيضاً، كان هناك شيء ما لم أفهمه يحدث، وقد استغرق مني بضع ثوان لأدرك أنني كنت أعيش نشوة سببها هذه الوجبة. إنه أمر لا ُيصدق، شعرت بالدوخة عند التفكير".
تحليل جنسي لنشوة الطعام
من الممكن أن يتم تحليل البعد النفسي للتجربة من وجهة نظر جنسية، إذ تقول كروست – كاليستو إنها خاضت تجربتين شخصيتين للشعور بنشوة الطعام، كما جمعت شهادات لدراسة الأمر بشكل أعمق، مؤكدةً أنها تمكنت من تحليل الظاهرة، بربط هذه النشوة بالمراحل المختلفة عند تحقق المتعة:
– مرحلة الاستثارة الجنسية (الرغبة، والقشعريرة، والحرارة، أو إفراز السوائل).
– مرحلة الهضبة (الانتظار الرائع الناتج عن التوتر).
– مرحلة النشوة (وقت التفريغ، إشباع النفس).
– مرحلة القرار (تخفيف توتر العضلات، السعادة).
وتختم الخبيرة الجنسية بالقول إن تفاعل الجهاز العصبي مع نشوة الطعام يشبه تفاعله مع النشوة الجنسية، والمتمثلة في إطلاق هرمونات الدوبامين والآندورفين والآوكسيتوسين (الناقلات العصبية للرغبة، والسرور، والمشاعر السعيدة والإصرار على تكرار التجربة).
هذا الموضوع مترجم عن النسخة الفرنسية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.