قالت صحف بريطانية إن الرجل الذي لكَم كنغراً ليحمي كلبه من قبضته هو حارس في حديقة حيوان وربُّ أسرة كان يقوم بمهمة صيد خاصة مع صديق له يشرف على الموت.
ففي عطلة نهاية الأسبوع الماضية وجد الأسترالي غريغ تونكينز نفسه محطَّ أنظار العالم بعدما انتشر على الإنترنت مقطع فيديو له يلاكم فيه كنغراً لحماية كلبه الحبيب ماكس.
تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية ذكر أن تونكينز هو حارس فيلة في حديقة حيوان Taronga Western Plains في مدينة دوبو بمقاطعة نيوساوث ويلز الأسترالية، وكان توكينز يصطاد الخنازير البرية مع مجموعة أصدقاء في يونيو/حزيران الماضي عندما وقع كلبه ماكس في قبضة الكنغر، لكن انتشار الفيديو تأخر حتى رفعه أحدهم على الإنترنت.
اتخاذ إجراء مناسب
بقامته الفارعة التي تزيد على مترين وقف حارس الفيلة وجهاً لوجه أمام الكنغر الضخم في المشهد الذي شاهده ملايين الناس نهاية الأسبوع الماضي.
ومنذ ذيوع خبر الفيديو وانتشاره يتحاشى توكينز الأنظار بعد تركزها عليه، فقد قال متحدث باسم حديقة الحيوان التي يعمل بها في مقابلة مع النسخة الأسترالية لصحيفة "ديلي ميل" إن الحديقة تنظر في "اتخاذ إجراء مناسب" ضده، وأوضح المتحدث "أن حديقة حيوان Taronga Western Plains تؤكد أن غريغ تونكينز أحد موظفيها. في حديقة حيوان Taronga تأتي مصلحة الحيوانات وحماية الحياة البرية في أستراليا على رأس الأهمية، ونحن نتعاون مع السيد تونكينز كي نستوضح الملابسات تماماً وسننظر في أي إجراء مناسب".
وكان تونكينز يصطاد مع مجموعة أصدقاء له خرجوا لمساعدة صديقهم المريض كيلم بارويك كي يظفر بخنزير بري ضخم زنته أكثر من 100 كليوغرام.
وكان مصدر فيديو قد انضم لاحقاً إلى مجموعتهم، وصادف أن تمكَّن من تصوير تلك اللحظات التي انتشرت حول العالم.
وقال أحد الزملاء ممن خرجوا ذلك النهار للصيد متحدثاً إلى "ديلي ميل" إنه مع ما فعله تونكينز، فهو لم يسدد تلك اللكمة للكنغر إلا لكي يحمي كلبه ويمنع الكنغر من مهاجمة أي شخص آخر.
وأكد الرجل: "لم يكن الكلب يود خوض عراك، بل كل ما كان يريده هو الهرب من قبضة الكنغر، ولهذا تدخل (تونكينز)".
وأضاف: "البعض على الشبكات الاجتماعية يقولون: (أعرف أناساً مثله ولابد أنهم قتلوا الكنغر من بعدها) لكن هذا سخف، فهو لم يسدد اللكمة إلا لتشتيت انتباه الكنغر، ولم يتبع ذلك سوى بضع ضحكات قلق وارتياح فقط، من بعدها عُدنا لمتابعة مهمتنا والبحث عن خنزير بريّ ضخم لصديقنا كيلم".
وقد تكللت المهمة بالنجاح؛ إذ وجدت المجموعة لصديقهم كيلم خنزيراً برياً ضخماً اصطياده وقتله.
غيّبه الموت
لكن الصديق كيلم لم تكن أيامه في الحياة إلا معدودة إذ غيبه الموت الأسبوع الماضي بعد صراع طويل مع المرض، ومن المزمع دفنه هذا الخميس.
وقال زميل تونكينز من رحلة الصيد إنه مستغرب من ردود الأفعال في أستراليا، وتساءل لماذا سُعِد البعض وسُرّ لإصابة الكلب فيما لم يهن عليهم إصابة الكنغر بالأذى نفسه.
وأوضح: "لقد انتشر المقطع المصور في أميركا ولم يصدر هناك تعليق سيئ واحد، من بعدها ذاع في أستراليا لكن قوبل بموجة من الغضب. شعرت بالأسف لكوني جزءاً من هذا البلد الذي يتمنى فيه الناس الموت لرب الأسرة وكلبه فيما لم يصب الكنغر بأي أذى".
وقد تحرّى فريق "ديلي ميل" في أستراليا أكثر ووجد أن تونكينز عضو لجنة في رابطة الصيادين وصيادي الخنازير في أستراليا. يشار هنا إلى أن صيد الخنازير في أستراليا يتم بإطلاق الكلاب وراء الخنزير كي تنهشه، وهو نوع من الصيد يخلو من الرأفة مازالت أستراليا تسمح به.
وكان كلب تونكينز المدرب الذي هاجمه الكنغر والمسمى ماكس هذا قد فاز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمسابقة القفز العالي للكلاب التي نظمتها الرابطة في اجتماعها السنوي العام، وتم تسجيل أداء الكلب بالفيديو.
وقد شاهد الملايين ذاك المقطع منذ نشر على فيسبوك، وحاولت "ديلي ميل أستراليا" الاتصال بتونكينز للحصول على تعليقه.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.