في مشهد يشبه فيلماً سينمائياً، نجحت جمعية فرنسية لحقوق الحيوان في إنقاذ أكثر من 89 حيواناً عاشت لمدة تصل إلى عامين، محشورة في غرفة غير صحية تبلغ مساحتها 10 أمتار مربعة بمنزل في مدينة "بلووزيك" بفرنسا يعيش فيه رجل وشقيقته.
وفور تلقي جمعية "30 مليون صديق" التي تكافح العنف ضد الحيوانات، مكالمة من مجهولين، يؤكدون فيها وجود حيوانات تعيش عيشة مأساوية في بيت يملكه فرنسي وشقيقته يبلغان من العمر 46 و45 عاماً.
تحركت الجمعية على الفور بمعاونة قوات الدرك، وقامت بعملية تحرير للحيوانات ووثقتها بالصور.
حيوانات رهن الاعتقال
وبحسب صحيفتي "لو باريزيان" و"لاكسبريس" الفرنسيتين، فإن الحيوانات كانت تعيش فى ظروف مروعة، وكانت 23 كلباً، و10 قطط، و32 نوعاً من الطيور، و"شنشلة" واحدة (وهي نوع من القوارض)، و4 من حيوان الـ"عضلان" وهو من الأسرة الفأرية التي تتبع القوارض، و8 جرابيع، وأرنبان و9 فئران.
وبحسب وسائل الإعلام ، فإن قوات الدرك الفرنسية في مدينة بيمبول، ساعدت الجمعية في عملية الإنقاذ وتوثيقها بالفيديو".
كانت الرائحة "لا تصدق"، هكذا قال أحد رجال قوات الدرك، الذي كان تحت تأثير الصدمة عند رؤيته للمشهد، لموقع "ويست فرانس"، مؤكداً أنهم شعروا عند فتحهم للغرفة المغلقة، بأن هناك ثورة ومظاهرات عارمة من قبل الكلاب وكأنها تنادي بالحرية.
عملية دقيقة
وقالت قوات الدرك، إن التدخل كان حساساً للغاية، لأن حيوان "العضلان" كان يحفر الأنفاق لوضع البراز الخاص به فيها، ثم يختفي داخل تلك الأنفاق التي حفرها، مشيرة إلى أن ذلك جعل عملية الإنقاذ أكثر صعوبة .
فيما قالت الجمعية، إن الشقيق كان يعاني من مرض نفسي وقد تم إرساله إلى مستشفى الأمراض النفسية، فيما ذهبت شقيقته إلى أحد أفراد الأسرة للاعتناء بها
فيما أكدت الصحيفة أن الغرفة الصغيرة انهارت بعد ذلك فوق القذارة التي كانت بها، مؤكدة أن عملية الإنقاذ استغرقت أكثر من 4 ساعات لإخراج جميع الحيوانات وتحميلهم في 3 عربات تابعة للجمعية، ليتم إرسالهم إلى ملجأ.
لماذا تم حجزها
يقول موقع "لوتيلغرام" الفرنسى، أن الشقيقين كانا يعيشان في ظل هذه الحيوانات، مؤكداً أنهما كانا يشعران بالأنس معهم.
وعملية تحرير الرهائن من الحيوانات ليست الأولى من نوعها لقوات الدرك الفرنسية فقد قامت قوات الدرك والجمعية بالفعل في العام 2013، بعمل مسح للمنازل التي بها حيوانات معذبة، وفي العام 2014، تدخلا وسحبا 20 كلباً وقطة من منازل بمناطق "إيل وفيلان".
بانتظار الأسر المضيفة
وبحسب موقع قناة "فرانس إنفو تي في" الفرنسية، فإن جمعية "30 مليون صديق" أخذت على عاتقها حق رعاية جميع الحيوانات التي حررتها، واقتادتها إلى ملجأ سان هيير "77" بالعاصمة باريس، ومن ثم نقل البعض منهم بعد ذلك إلى بلجيكا، حتى يتم تسويقها لأسر مضيفة تقوم برعايتها.
انتقاد للجمعية
وقالت المؤسسة عبر موقعها على الإنترنت، أنه وعلى الرغم من أن البلدية وافقت على طلبها لإنقاذ الحيوانات إلا أنها لم تعطها إذناً لتصوير المنزل؛ لأنه يمثل اختراقاً للخصوصية.
أما عمدة المدينة، جاك مانغولد، فانتقد أسلوب الجمعية في تصوير الحيوانات، معتبراً ذلك انتهاكاً لشرف الناس، كما أنه كان ساخطاً من موقف الجمعية، التي أرسلت الرجل للمستشفى لعلاجه، إلا أنها تركت شقيقته تمر بحالة نفسية واكتفت بإرسالها فقط إلى أفراد أسرتها.