تعتزم النرويح تصفية أكثر من ثلثي أعداد الذئاب المتبقية على أراضيها، في خطوة وصفتها جماعات حماية البيئة بأنها كارثية لما لها من آثار على الأعداد المتناقصة للذئاب في البرية.
يُقدر عدد الذئاب المتبقية في المناطق البرية من النرويج بنحو 68 ذئباً، تتركز معظمها في الجنوب الشرقي من البلاد، ولكن الآن، وبعد إعلان الخطة المُثيرة للجدل الجمعة 16 سبتمبر/أيلول 2016، فمن المتوقع أن يتم إطلاق النار على 47 ذئباً منهم.
تشيع رياضة الصيد في النرويج. وخلال العام الماضي، تقدّم أكثر من 11,000 من الصيادين بطلبات للحصول على تراخيص لإطلاق النار على 16 ذئباً، وتُقَدَّر نسبة أعداد المتقدمين للترخيص الواحد بحوالي 700 شخص.
وبررت الحكومة النرويجية خطة التصفية التي أقرتها هذا العام- وهي الخطة الأكبر منذ أكثر من قرن- على أساس الأضرار التي تُسببها تلك الحيوانات المُفترسة لقطعان الأغنام. وهو ما اختلفت معه جماعات حماية البيئة، قائلة إن الضرر الفعلي أقل بكثير، وأن رد فعل الحكومة غير مُتناسِب بالمرة.
ومن جانبها، لم تَقُم الحكومة بالرد على الطلب المُقَدَّم مِن صحيفة The Guardian البريطانية للتعليق على القرار.
اتّخذت الحكومة الإجراءات اللازمة لمنع الصيد غير القانوني للذئاب. إذ تعتبر الذئاب إحدى عوامل الجذب بالنسبة لبعض السياح القادمين إلى النرويج. ولكن من ناحية أخرى، وطبقاً لما أعلنته جماعات حماية البيئة، فإن أعداد الذئاب التي تسكن البرية، لن تصمد أمام الحد الجديد الموضوع للصيد القانوني.
في إطار الترتيبات المُعلنة، سيتم إطلاق النار على حوالي 24 ذئباً من تلك المتواجدة داخل المناطق المخصصة لسكنها داخل البلاد، أما الـ13 ذئباً المُتبقية، فسيتم إطلاق النار عليها في المناطق المُجاوِرة، علاوةً على 10 ذئاب أخرى في مناطق متفرقة من البلاد.
وبحسب ما أعلنته جماعات حماية البيئة، فإن الأعداد التي تعتزم الحكومة تصفيتها هذا العام، تفوق الأعداد التي تعرضت للتصفية في أيٍّ من السنوات الماضية منذ عام 1911.
وقالت نينا جينسين، الرئيسة التنفيذية للصندوق العالمي للطبيعة بالنرويج "تندرج هذه الخطة تحت قائمة المذابح الجماعية. لم نشهد شيئاً مماثلاً منذ مئات السنين، عندما كانت السياسات المُتَّبعة قديماً، تُلْزِم بإعدام جميع الحيوانات الكبيرة آكلة اللحوم".
وأضافت جينسين "إطلاق النار على 70% من أعداد الذئاب الموجودة، لا يجب أن يصدر عن دولة تدعي نصرتها للقضايا البيئية. وقد بدأ الجميع الآن، من داخل البلاد وخارجها بالتفاعل مع القضية".
وأوضحت جينسين أن الخسائر التي تكبّدها المزارعون جراء هجمات الذئاب ضئيلة للغاية، وأشارت في حديثها إلى الاتفاقيات التي أقرها البرلمان النرويجي عامي 2004 و2011، والتي نصّت على أنه يجب أن يُسمح للحيوانات البرية آكلة اللحوم بالتعايُش مع الماشية.
وقال سيلجي أسك لوندبرغ، رئيس جمعية أصدقاء الأرض "يجب أن يتم وقف هذا القرار. إذ إن تطبيقه سيتسبب في إطلاق النار على ثلاث من أصل ست مجموعات عائلية من الذئاب. ونحن نُطالب وزير البيئة بوقف هذه المجازر.. اليوم، لابد أن تشعر النرويج بالخجل".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.