قبل نحو عامين، أراد أحمد عبد النبي الطالب بالكلية التكنولوجية بالإسكندرية، شراء نظارات جوجل Google الافتراضية، فلم تسعفه إمكانياته المادية لشرائها.
قرر عبد النبي أن تكون قضية حياته توفير نظارات شبيهة تؤدي الوظيفة ذاتها وبأسعار في متناول الفئات الأقل دخلا في مصر.
ولأن "يد واحدة لا تصفق"، اجتمع مع اثنين من زملائه لتنفيذ هذه المهمة، التي بدأت أولاً بدراسة المنتج المتداول في الأسواق.
كانت نتائج الدراسة تشير إلى أن ارتفاع ثمن النظارة – 800 دولار تقريباً -، يرجع إلى ارتفاع ثمن الخامة المستخدمة في تصنيعها، بينما لا تكلف العدسات كثيراً.
وبينما كان عبد النبي وزملاؤه يعكفون على البحث عن خامةٍ بديلة، فاجأتهم جوجل بطرح نظارة شبيهة مصنوعة من خامة الكرتون بأسعار مخفضة، لكن استخدامها لا يستمر طويلاً، وسيجد من تعود عليها نفسه مضطراً لإعادة شراء نظارة أخرى.
شهور من التجربة
"ولماذا لا يكون الخشب؟" قفز هذا السؤال إلى ذهن عبد النبي ورفاقه وهم يفحصون النظارة المصنعة من الكرتون، فبدأوا يجربون تصميمها من خشب الأبلكاش، ثم الخشب الفنلندي، وأخيراً وجدوا أن الخشب السيرلانكي هو الأفضل.
وبعد أن انتهوا من تصميم النظارة خلال شهور من التجربة، بدأوا يبحثون في إنتاج العدسات، فوجدوا أن تكلفة انتاجها محلياً يكلف نحو 6 دولارات، بينما يمكن استيرادها من الصين بأقل من دولار واحد.
يقول عبد النبي، "وجدنا أنه من الأفضل لمصلحة المستهلك تصميم هيكل النظارة محلياً، واستيراد العدسات من الخارج. وبدأنا ذلك بالفعل، وسوقنا المنتج عبر فيسبوك بسعر 80 جنيهاً للنظارة في البداية، ثم أصبح سعرها الآن 150 جنيهاً".
جائزة مؤسسة "إنجاز"
لم يكن عبد النبي ورفاقه يتوقعون الإقبال الكبير على منتجهم بينما لا يزالون في السنة الثالثة من الجامعة، ما شجعهم على الانتقال إلى مرحلة أخرى، وهي تأسيس شركة.
تقدم الرفاق الثلاثة إلى مسابقة "صنعتي" التي تنظمها مؤسسة "إنجاز مصر" سنوياً لأفكار طلاب الجامعات المصرية القابلة للتحويل إلى شركات، ليحصلوا على المركز الثاني، الذي منحهم دعماً مادياً أصبح نواة لشركتهم المستقبلية.
واختار الرفاق الثلاثة لها اسم Proto VR، ويطمحون في الانتهاء سريعاً من تأسيسها لتكون أول شركة في مصر لنظارات العالم الافتراضي الخشبية.
استخدامات متعددة
وتعمل هذه النظارات على الهواتف الذكية المحمولة، بحيث يشعر صاحبها عند مشاهدة فيديو على الهاتف بأنه في قلب الحدث، سواء كان فيلم أو مباراة، هذا إلى جانب الاستخدامات التعليمية.
يقول عبد النبي، "أصبحت هذه النظارات تستخدم في أغراض تعليمية، إذ يمكن لطلاب الطب مثلاً مشاهدة فيديو لعملية جراحية، ليشعروا وكأنهم داخل غرفة العمليات".
ويختم متذكراً الموقف الذي دفعهم للتفكير في هذا الاتجاه، "الحمد لله الذي جعلنا غير قادرين على شراء نظارة جوجل. فلولا ذلك، لما اهتدينا إلى الحل الذي وضعنا على أول طريق عالم التجارة قبل التخرج من الجامعة".