تقدم مدرسة القرآن في مدينة "مدان"، بمقاطعة سومطرة شمالي إندونيسيا، دروساً في تحفيظ القرآن للمكفوفين، برعاية من "اتحاد المكفوفين في البلاد"، وهي الدروس التي تجد إقبالاً، بصفة خاصة، خلال شهر رمضان.
وقال خير الأنوار، أحد المعلمين في المدرسة، وهو من المكفوفين أيضاً: "نحاول العيش بشكل طبيعي، دون أن تشكل الإعاقة مانعاً في تحقيق ذلك، وتشكل هذه المدرسة بالنسبة للمكفوفين مثلي فرصة للعمل والعبادة في نفس الوقت، كما تساعدهم على زيادة الثقة بأنفسهم".
وأضاف أنهم قاموا بتجهيز مصاحف خاصة، كتبت آيتها بحروف بارزة (طريقة برايل)، لافتاً إلى أنَّ حفظ القرآن "يتطلب عزماً وصبراً؛ لأن عملية الحفظ قد تمتد لعام كامل".
وأفاد الأنوار بأن عدد المنخرطين في المدرسة من مدينة "مدان" يبلغ 40 شخصاً، لافتاً إلى أنهم يسعون إلى تنظيم مسابقة في تجويد القرآن تجمع المكفوفين في المدارس الإندونيسية بنظرائهم في باقي العالم.
ولا تعد مدرسة مدان الوحيدة في إندونيسيا التي تستهدف تحفيظ القرآن للمكفوفين؛ فهناك مدارس أخرى، ومنها "روضة المكفوفين" بالعاصمة جاكرتا، التي تنشط في تقديم الدروس خلال شهر رمضان.
يُذكر أن إندونيسيا تعد أكبر بلد إسلامي، ويشكل المسلمون فيها نسبة 87% من إجمالي السكان البالغ عددهم 250 مليوناً، في دولة تعتبر الرابعة عالمياً من حيث كثافة السكان.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن نسبة المكفوفين في إندونيسيا هي الأعلى في آسيا، وضمن أعلى نسب المكفوفين في العالم قياساً إلى عدد السكان، حيث تقدر نسبتهم بنحو 1.5% أو ما يتجاوز 3 ملايين كفيف.