انفصلت كبسولة سويوز الخاصة بتيم بيكي عن المحطة الفضائية الدولية، مع بدء رحلة العودة لرائد الفضاء البريطاني إلى الأرض بعد انتهاء المهمة التاريخية التي أكسبته تكريم الملكة "لخدمته الاستثنائية خارج كوكبنا".
وبدأت رحلة بيكي الثلاثاء 15 ديسمبر/ كانون أول 2015 عندما وصل إلى محطة الفضاء الدولية، بعد إنطلاق كبسولة الفضاء الروسية سيوز من قاعدة اطلاق بايكونور، في كازاخستان.
ومن المتوقع أن تصل كبسولة بيكي الفضائية إلى إحدى المناطق النائية بسهول كازاخستان الواسعة في حوالي الساعة 10.15 صباحاً بتوقيت المملكة المتحدة (9:15 ت غ)، لكن أولاً سيكون على الكبسولة أن تقوم بالرحلة الشاقة عبر الغلاف الجوي وعلى متنها زميلاه أيضاً: الكولونيل تيم كوبرا رائد الفضاء لدى ناسا، ويوري مالينشينكو رائد الفضاء الروسي.
وصعد الرجال الثلاثة من المحطة الفضائية الدولية إلى المركبة الفضائية سويوز TMA-19M، في حوالي الساعة الثالثة صباحاً، لتأخذهم إلى المدار في 15 ديسمبر/ كانون أول 2015.
وبعد 34 دقيقة من لقاء المركبة بالمحطة الفضائية الدولية، أُعلنت النهاية الرسمية لرحلة المحطة الفضائية الدولية 47، ولمهمة بيكي أيضاً.
تراجعت مزالج إرساء السفن بعد عدة ساعات، قبل أن تُدفع المركبة بعيداً وتطلق بعض الدفعات الصاروخية لتضع مسافة آمنة بينها وبين المحطة الفضائية، قبل أن يبدأ الجزء الرئيسي من رحلتها إلى الأرض.
وفي هذه الحالة لن يصل سليماً إلى الأرض سوى الجزء الأوسط من الكبسولة الفضائية مع ركابه بيكي وزميليه الجالسين جنباً إلى جنب على المقاعد الخاصة الماصّة للصدمات. أما باقى المركبة فيتم التخلّص منها لتحترق في الغلاف الجوي.
الرحلة التاريخية
يعد بيك أول رائد فضاء بريطاني رسمي، كما أنه أول بريطاني يطير في مهمة تحت راية وكالة الفضاء الأوروبية إيسا.
وعمل بيك على متن المحطة الفضائية الدولية، لمدة 6 أشهر، على استكمال تجارب وأنشطة علمية تهدف إلى جذب اهتمام الشباب لمجال العلوم.
البريطاني البالغ من العمر 44 عاماً، والطيار السابق لاختبار الطائرات الهليكوبتر، شارك فيما يزيد على 250 تجربة تضمنت السير في الفضاء، وركض ماراثون لندن على آلة المشي، كما ألهم ما يزيد على المليون من أطفال المدارس.
وبعد وصوله إلى المحطة الفضاء الدولية تحدّث بيك في اتصال مباشر إلى الأرض، وقال إن الثلاثة أيام الأولى التي قضاها في الفضاء كانت أجمل كثيراً ممّا تخيل، وفقاً لما نشرته بي بي سي.
وأضاف متحدثاً من محطة الفضاء الدولية، إن الحياة على متن مركبة فضائية "مذهلة للغاية".
بيك اندهش من سرعة تكيّف جسمه مع انعدام الجاذبية، إلا أن أول ساعتين كانتا "صعبتين للغاية" وذلك بسبب شعوره بالدوار وانعدام الاتجاه.
في اليوم الثاني استيقظ بيك مستعداً للذهاب إلى العمل دون مواجهة أي مشاكل، وفقاً لما قال.
وعن الشيء الذي لم يتوقّعه قال بيك إنه "ظلام الفضاء.. نحن دائماً ما نتحدّث عن رؤية كوكب الأرض من الفضاء ومدى جماله، لكن ما لا يعرفه الناس هو عندما تنظر إلى الاتجاه المعاكس، لترى الفضاء مظلماً للغاية، إنه في غاية السواد، وهذا كان بمثابة مفاجأة حقيقية لي".
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.