"كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم، واسمٌ وفعلٌ ثمّ حرفٌ الكلم، واحدهُ كلمةٌ والقولُ عم، وكلمةٌ بها كلام قد يؤمّ".
بعد قراءته لهذه الأبيات، تأكدت معلّمة العربية وردة فرج أن الطفل عادل مسلّم (8 سنوات)، وبعد عناء أسبوعين، أجاد أخيراً لفظ حروف "الجهر" و"الهمس" في لغة "الضاد" العربية بالشكل السليم.
مسلّم، الذي قدم من كندا قبل نحو شهر واحد فقط، التحق بمركز "ألفية ابن مالك"، لرغبة أهله في إجادة لفظ وكتابة حروف اللغة العربية بشكل سليم، قبيل مغادرته قطاع غزة منتصف الشهر المقبل.
المدرّسة قالت: "بعد أسبوعين من المتابعة، أجاد الطفل مسلّم مخارج الحروف، وأتقن لفظ حروف الجهر والهمس، فهو يجد في هذه الألفية وقتاً يقضيه للتسلية لكن بشكل مفيد، كما أن الأطفال الآخرين أصبحوا يتغنون بالشعر".
وافتتح مركز"ألفية ابن مالك" (تعليمي خاص) في فبراير/شباط الماضي وسط مدينة غزة.
ويقول القائمون على المركز إن الإقبال من قبل أهالي قطاع غزة على إلحاق أولادهم بالمركز كان كبيراً.
ويقبل المركز الطلاب من سن الخامسة، كما قالت ربا قنوع، مديرة المركز.
وأضافت قنوع أن البداية كانت تجربة لقياس ردّة فعل أهالي الأطفال تجاه تسجيل أطفالهم في برامج تعلم أصول اللغة العربية، لكن الإقبال الشديد لم يكن متوقعاً.
وذكرت أن المركز هو الأول من نوعه في فلسطين بشكل عام، وفي قطاع غزة بشكل خاص، لـ"تعليم الأطفال أصول اللغة العربية". وأوضحت أن فكرة البرنامج جاءت بعد أن لاحظت الإشكاليات التي تواجهها اللغة العربية على صعيد الخطابة، والإلقاء، والنحو، والخط، و"لمواجهة صراع اللغة خصصنا برنامج (ألفية ابن مالك) بشكله العصري والمُسلي للأطفال، ومن خلاله يصل الطفل لمرحلة معينة، يحقق فيها جميع أهداف اللغة في كل المجالات".
التحق بمركز "ألفية ابن مالك"، منذ شهر فبراير/شباط الماضي، حتى اللحظة، حوالي 400 طفل وطفلة، فيما يخضع الطفل لـ3 محاضرات أسبوعياً، مدة الواحدة منها (ساعة ونصف).
من المفترض أن يجتاز الطفل المستوى الواحد في مدة تقدّر بـ3 شهور، ليخضع لامتحان شامل، كي ينتقل للمستوى الأعلى منه، فيما تبلغ تكلفة المستوى الواحد حوالي (350 شيكل إسرائيلي)، ما يعادل (95 دولاراً أميركياً).
قنوع لفتت إلى أنها أخضعت المدربين والمدربات قبيل استلامهم مهاهم في المركز، لـ(100) ساعة تدريبية، للتأكد من إجادتهم لـ"الخط العربي"، و"الخريطة الذهنية لحفظ الشعر". وأصدرت كتباً تحمل اسم "ألفية ابن مالك"، لكافة المستويات.
ورأت قنوع أنها استطاعت من خلال هذه الكتب ترجمة "الألفية" بطريقة عصرية، من خلال استخدام الألوان والرسومات التي تحبب الأطفال في الدراسة والمتابعة.
وتنسب "ألفية ابن مالك" إلى العالم اللغوي محمد بن عبدالله بن مالك، وهي منظومة شعرية يبلغ عدد أبياتها 988 بيتاً، وتضم أغلب قواعد النحو والصرف العربي.