حين يأتي وقت غلق التلفزيون، يقوم العديد من الآباء والأمهات بالتمهيد لإغلاقه قبلها بدقيقتين ليستعد الأطفال لذلك الأمر. لكن إحدى الدراسات الحديثة أشارت إلى أن هذا يجعل نوبات غضبهم أكثر تطرفاً.
باحثون بجامعة واشنطن وجدوا أن استخدام هذه الطريقة في التربية لا يجعل الابتعاد عن الشاشة أكثر سهولة كما يُقصَد به. كما وجدوا أن الالتزام بروتين معين وإيقاف التلفزيون عند نقطة معتادة أو التخلص من بطارية الجهاز هي طرق أكثر فعالية لإيقاف مشاهدة التلفزيون دون التسبب في ضجة كبيرة، بحسب تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية.
الباحثون بمختبر حوسبة الحياة الصحية والتعليم بجامعة واشنطن قابلوا 27 عائلة لمناقشة طرقهم في إدارة الوقت المخصص لمشاهدة التلفزيون وخبراتهم المتعلقة بذلك الأمر مع أولادهم في سن الطفولة وما قبل المدرسة.
تأثير عكسي لتنبيه الأطفال
هذا قاد إلى دراسة يومية بالاعتماد على التقارير الذاتية التي أفادت بها هذه العائلات عن وقت مشاهدة التلفزيون للأطفال على مدار أسبوعين.
توقع الفريق أن يجعل نظام "التحذير قبل إغلاق التلفزيون بدقيقتين" عملية إغلاق الأجهزة أكثر سهولة. لكنهم وجدوا له تأثيراً عكسياً.
حيث قال ألكسيس هينيكر، المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة، والمرشح للدكتوراه في الهندسة والتصميم الدائر حول الإنسان "لقد صُدمنا فعلاً. فكرنا أنه سيكون من الأفضل للأهل التحذير قبل قيامهم بأمر غير سار أو عند توقعهم مقاومة الطفل، لذا قمنا بالكثير من الأشياء للتركيز على هذه النقطة وفصلها، لكن مهما كانت الناحية التي نظرنا منها للأمر، فقد وجدنا أن التحذير قبلها بدقيقتين جعل الأمر أشد سوءاً".
وحلل الفريق نتائج التقارير في محاولة لفهم ما الذي شاهده الأطفال، وباستخدام أي نوع من الأجهزة، وما الذي كان الأهل يقومون به في ذلك الوقت.
ردود فعل الأطفال
كما درسوا الدوافع التي أدت لإنهاء مشاهدة التلفزيون وردود فعل الأطفال.
وجد الباحثون أن أكثر من نصف الأهالي (59%) أفادوا أن ردود فعل الأطفال كانت حيادية، في حين كانت ردود الأفعال إيجابية في 19% من الحالات الأخرى، وسلبية في 22% من الحالات.
وقالت جولي كينتز الأستاذ المشارك الهندسة والتصميم الدائر حول الإنسان والمشاركة بهذه الدراسة "في معظم الأحوال جرى الأمر بسلاسة، وهو ما قد يصعب على الأهل الاعتراف به".
كما أضافت "وجود تجربة سيئة واحدة وسط كل 5 تجارب، يقلق الأهل ويغير من إدراكهم للأمر".
في معظم الأحوال (39% من الوقت) ترك الأطفال الأجهزة مع تغير الطروف المحيطة بهم مثل الوصول لمكانٍ ما أو مغادرتهم للمدرسة.
في 25% من الحالات، فقد الطفل الاهتمام بالأمر، كما شملت الأسباب الأخرى اختيار الأهل في 15% من الوقت، والاتفاق على القواعد مسبقاً في 9% من الحالات، وتوقف التكنولوجيا طبيعياً عند نقطة معينة في 11% من الوقت.
لماذا تلجأ الأسر للتلفزيون؟
استخدم الأهل وقت مشاهدة التليفزيون عادة في إنهاء الأعمال المنزلية أو الاهتمام بالأطفال الآخرين أو لإلهاء الأطفال الرضع عن أمر سيئ مثل العلاج الطبي.
وأضاف هينيكر "لم نرَ الأهل يستخدمون التلفزيون كمربية إلكترونية بينما يذهبون للعمل أو يقومون بشيء مسل".
كما استطرد "عادة ما يلجأ الأهل للآيباد كخيار أخير أو في لحظة يأس لأنهم لم يتمكنوا من الاستحمام على مدار اليوم".
الطريقة الأفضل لتحذير الطفل من التلفزيون
رغم أن طريقة التحذير قبلها بدقيقتين الطريقة الأفضل، إلا أنه من الممكن تطبيها بطرق أخرى، مثل التذكير بالنشاط التالي سواء وقت الغداء أو ميعاد اللعب.
وأضافت كينتز "الأطفال الذين تابعناهم في هذه الدراسة بالتحديد في سن الصراع على التحكم، من الأيسر الصراع مع شخص وليس مع التكنولوجيا. فبمجرد إبعادك لسيطرة الأهل على ذلك الأمر، يتقبل الأطفال الوضع القائم بشكل أكثر سهولة".
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.