ريمكس هو عنوان البرنامج الذي اختار أن يعرض من خلاله المغني والملحن المصري حمزة نمرة أعمالاً تتعلّق بالفلكلور العربي.
رغم مواجهة الفنان الشاب صعوبات كبيرة بعد قرار نقابة المهن المصرية شطبه منها على مدى عامين وتأثير ذلك على مسيرته الفنية بسبب تخوف الكثير من الأماكن استضافته، إلا أن ذلك لم يوقفه عن حلمه بتقديم فن راق يمزج بين الفلكلور والحاضر، وهو يقول هنا أنه لم يندم على مواقفه السياسية التي دفع ثمنا لها، كما يقول أن تقديمه لبرنامج تلفزيوني لن يكون بديلا عن الغناء.
"عربي بوست" التقت حمزة نمرة في الوقت الذي بدأ ببث برنامجه ريمكس على قناة العربي.
مع بدء الإعلان عن برنامجك الجديد "ريمكس"، هل ستأخذ إجازة من إنتاج الألبومات الغنائية لحساب العمل الإعلامي؟
لا أعتقد أنني سأترك إنتاج أغاني الألبومات والحفلات الخاصة بي فهذا ما أقدّمه في الأساس، ولا أستطيع القول إنني اتجهت إلى العمل الإعلامي، ففكرة البرنامج التي تحمست لها هي فكرة فنية بحتة وطالما حلمت أن أقدم أعمالاً تتعلق بالفلكلور العربي. ولولاها لما فكرت في خوض المجال الإعلامي فأنا بطبيعتي لا أحب التواجد فترة طويلة أمام الكاميرا.
وسعدت جداً بتعاون قناة العربي التي تحمست لفكرة البرنامج وأنتجته ووفرت له كل الإمكانات ليخرج بالشكل اللائق للقناة ولي. والبرنامج يعرض كل خميس في تمام الساعة الثامنة والنصف بتوقيت القاهرة وسيأتي كل أسبوع في الموعد نفسه.
ما طبيعة هذا البرنامج؟
فكرتي تقوم على البحث عن الفلكلور وبعض الأغنيات الشهيرة القديمة في الوطن العربي ومحاولة إعادة تقديمها بأنماط غربية مختلفة بالتعاون مع فرق موسيقية عربية وعالمية ثم نقوم بأداء الأغاني في أماكن عامة أمام الجمهور المتواجد.
رؤيتي هي أن الفلكلور والأغاني العربية قابلة للتحديث والتماشي مع كل الأنماط الموسيقية وتستطيع أن تصل إلى آفاق أبعد من موطنها الأصلي بل وستلقى قبولاً لدى أصحاب الثقافات الأخرى.
الغناء إبداع جماعي
هل هناك أغان لها طابع سياسي وجدتها أثناء إعادة توزيعك للأغاني الفلكلورية؟ أعطنا أمثلة؟
الحقيقة أن أغلب أغاني الفلكلور هي أغان عاطفية بالأساس ومنها ما يرتبط بالأعياد والمواسم الزراعية والاحتفالات، ومنها ما يحمل معاني أعمق في طيات الكلمات العاطفية، وتفسيرها يترك للمستمع وتلك عظمة الفن.
عظمة الفن تكمن في إمكانية التعبير عن الناس، عن همومهم ومشاكلهم، عن أفراحهم وأحزانهم. الغناء هو إبداع اجتماعي ولا يمكن فصله عن أحوال المجتمع.
ارتبطت دائماً بالعمل مع شركة أويكنينغ، فهل انتقلت لمرحلة جديدة الآن ستنعكس على أغانيك؟
لا أزال مرتبطاً مع شركة أويكنينغ وكما قلت آنفاً البرنامج ما هو إلا فكرة جديدة تحمست لتنفيذها بجانب حفلاتي وألبوماتي. أغنياتي تعكس شخصيتي وأفكاري ورؤيتي تجاه الكثير من الموضوعات، وهذا بالتأكيد يتغير وينضج مع الوقت.
قمت بالغناء بلهجات مختلفة مثل هيلا هيلا ويا سيدي وأغنية يا لا لا باللهجة البدوية، هل تسعى لتوسيع قاعدة جمهورك؟ أليست هذه
مخاطرة فنية؟
ليس عندي أي مشكلة في الغناء بلهجات عربية مختلفة طالما عندي القدرة على أدائها بالشكل الصحيح، فأنا أنتمي لهذا الوطن الكبير أولاً وأخيراً. ما يهمني هو السياق الغنائي الذي أقدمه باللهجات المختلفة، فلا أحب الافتعال عموماً.
تقدم دائماً لوناً غنائياً مختلفاً من حيث الكلمات والألحان. هل تجنُّبُك الكلماتِ الرومانسية والعلاقة مع المرأة كما يفعل معظم المطربين والمطربات مقصودٌ؟
أنا لا أتجنب الموضوعات العاطفية ولكن يزعجني الابتذال في هذه الموضوعات، أنا يشغلني دائماً الفكرة والطرح، المشاعر العاطفية هي مشاعر إنسانية بالأساس وأكبر من أن نحصرها في العلاقة بين الرجل والمرأة، لذلك اهتمامي بالدرجة الأولى بما يعبر عني وعن جيلي وعن مجتمعي وهي موضوعات أشمل وأكبر من العلاقات العاطفية. وإذا جاءتني فكرة مناسبة سأغنيها لكن كل شيء له أوان.
من هم المطربون الذين تأثرت بهم فنياً؟
كثيرون جداً. أنا أتعلم من الجميع فعلاً. ولكن أكبر من تأثرت بهم هما الراحلان أحمد منيب وسيد درويش
هل تسعى للتوسع في مجال التلحين الموسيقي المتجاوز لأغانيك؟
بالفعل أنا أقوم بالتلحين والتوزيع بجانب الغناء منذ فترة طويلة ولي ألحان ناجحة مع ماهر زين (يا نبي سلام عليك – بارك الله لكما) ومصطفى عاطف (صليت عليه – طيب أوي) ومشروع فلكزيون (أغنية أولالاه) وأعمال أخرى كثيرة. ومؤخراً قمت بتوزيع موسيقي لأغنية (كن أنت) لحمود الخضر والتي نجحت نجاحاً ساحقاً في ماليزيا وإندونيسيا واحتلت الصدارة في محطات الإذاعة الغنائية هناك.
لم أندم
ما الصعوبات التي واجهتك مؤخراً خلال العامين الماضيين في مصر؟ وهل لا تزال مستمرة، خاصة وأن نقابة المهن الموسيقية المفترض أنها تراجعت عن قرار شطبك.
بالتأكيد واجهت صعوبات كثيرة تتعلق بإقامة الحفلات خلال العامين الماضيين وذلك بسبب قرار الشطب الذي – بالرغم من التراجع عنه – أدى إلى تخوف بعض الأماكن من استضافتي على مسارحها، لكن أعتقد أنها كانت مرحلة مؤقتة وحالياً بدأت تصلني عروضٌ بإقامة حفلات في جامعات وأماكن مختلفة وإن شاء الله أستكمل لقائي مع الجمهور العزيز في الحفلات التي تجدد فيّ الطاقة والأمل.
ماذا تمثل لك ثورة الخامس والعشرين من يناير؟
حلم لم يتحقق بعد.
يصعب على الفنان الفصل بين ما هو شخصي وما هو عام، فهل ما مرت به مصر والعديد من الدول العربية خلال السنوات الأخيرة بعد اندلاع الثورات أثّر عليك شخصياً وانعكس أو سينعكس على أغنياتك؟
بالتأكيد أثر علي كما أثر على كل أبناء جيلي، وغيّرني تغييراً كبيراً أتمنى أن يكون للأفضل.
بالطبع أغنياتي هي جزء من تكويني وجزء من رحلتي في الحياة بحلوها ومرها. ولكن ليس بالضرورة أن تكون مرآة أو "كربونة" لشخصيتي. ليس هذا هو الفن كما أفهمه.
هل ترى أن الفنان يمكن أن تكون له مواقف سياسية، الأمر الذي قد يخصم من رصيده عند جمهوره؟
الفنان بالأساس هو مواطن له كامل الحقوق في المشاركة السياسية والتعبير عن الرأي سواء مع أو ضد طالما في إطار احترام القانون.
ويجب أن نتفهم اختلاف الآراء والأفكار، فالمجتمع ذو الرأي الواحد والفكر الواحد هو مجتمع مبرمج وموجه وغير صحي بالمرة، التنوع والاختلاف ضرورة حتمية في المجتمعات الحرة
هل تشعر بالندم على أي موقف سياسي عبّرت عنه؟
لم أشعر ولن أشعر بالندم على أي رأي قلته، فأنا قلت ما يمليه علي ضميري وما أراه الصواب بغض النظر عن التبعات، وليغفر لي الله إن كنت مخطئاً.
وأتمنى لبلدي كل الخير وأن يهدي الله المصريين سبل الرشاد ويجمع شملنا ويوحد الأمة المصرية على الحق والعدل والحرية.