لم يتوقّف مهاجم غلطة سراي والمنتخب التركي لكرة القدم اوموت بولوت، عن البكاء وهو يودّع أباه إلى مثواه الأخير في أحد الأحياء الشعبية بمدينة قيصري وسط البلاد الثلاثاء 15 مارس/آذار 2016، بعد أن قُتل في التفجير الذي شهدته العاصمة أنقرة، الأحد 13 مارس/آذار، والذي أودى بحياة 37 شخصاً على الأقل وجرح العشرات.
بولوت (33 عاماً) انسحب من تدريبات غلطة سراي بملعب "فلوريا" في إسطنبول بصمت حينما أُخبر بمقتل أبيه كمال، قبل أن يُخصّص له فريقه بسرعة سيارةً وفريقاً يرافقه إلى العاصمة أنقرة، ليستلم ما تبقّى من جثمان والده، وليلقي عليه النظرة الأخيرة قبل دفنه في قيصري مسقط رأسه.
وإلى جانب ألم الفراق، زاد من صعوبة يوم دفن الأب بالنسبة لبولوت تصادفه مع عيد ميلاده الـ 33، حيث ولد في 15 مارس/آذار 1983 بقيصري، ليكون الابن الرابع له، حسب ما ذكرته صحيفة "خبر ترك" التركية.
ليس لديّ ما أقول
"ليس لديّ الكثير لأقوله، أنا الآن أعيش داخل أحاسيس مختلفة، إن شاء الله يكون أبي في الجنة، ورحم الله كلّ الموتى"، هذا ما قاله بولوت حينما طلب منه الصحافيون التعليق على الحدث عقب صلاة الجنازة، حسبما نقلت ذات الصحيفة.
آخر مرة التقاه
ويقول بولوت في تصريحاتٍ أخرى نقلتها عنه وسائل إعلام محليّة بعد الدفن، إنه التقى أباه يوم التفجير بأنقرة خلال مباراة فريقه ضدّ نادي كينتشبيرليي.
ويضيف، "كانت تلك آخر مرة رأيته فيها، سلّمت عليه قبل المباراة من بعيد، اتصلت به مراتٍ كثيرة بعد أن عدت إلى اسطنبول في نفس الوقت، لكنه لم يجب على اتصالاتي رغم رنين الهاتف، قبل أن أعلم في الصباح أنّه توفّي في الهجوم الإرهابي".
وبحسب قناة CNN Turk، فإن الأب غادر الملعب قبل نهاية المباراة، مفضلاً ألّا يلتقي بابنه بسبب الازدحام، حيث قال لأشخاصٍ كانوا إلى جانبه، "أنا الآن لا أستطيع أن أشاهد المباراة أوموت، المدرّجات مزدحمة! تعبت قليلاً، فلأذهب إلى المنزل".
وقبل أن يتوجّه إلى منزله، قرّر كمال أن يمرَّ على محلّ غسيل السيارات الذي افتتحه ابنه له في أنقرة، إلا أنه قتل في الطريق حيث صادف مروره من منطقة كيزلاي وقوع الانفجار.