تستغرق الرحلة إلى القمر 3 أيام على متن سفينة فضائية عالية السرعة، ورغم أنه يبعد عن الأرض 400 ألف كليومتر، فإنه يبقى أقرب جسم فضائي إلى كوبنا وبالتالي يرتبط الاثنان بعلاقة تحكمها الجاذبية.
منذ الأزل يمتد البصر إلى السماء بحثاً عن المجهول وعن حقيقة جيران كوكبنا في الفضاء الشاسع. ومنذ 40 عاماً يراقب العلماء حركة القمر، ليلاحظوا أنه يبتعد حوالي 3.5 سنتيمتر أو أكثر كل سنة، فهل ينفصل القمر يوما ما عن الأرض؟
في حال تحقق ذلك، فستنقلب الأرض رأساً على عقب بكل تأكيد، وستبدأ الكوارث إلى أن تفنى الحياة. فلا حياة لكوكبنا دون قمره!
وللإجابة على سؤال "ماذا يمكن أن يحدث لكوكبنا دون قمره؟" بشكل أكثر عمقاً، لا بد من معرفة أهمية القمر وتأثيره على الأرض:
1) المد والجزر
يؤثر القمر بقوة جذب على كوكبنا، وهي تظهر بشكل واضح في جانب الأرض المواجه للقمر.
تسبب قوة الجذب بارتفاع مستوى المحيطات ثم هبوطها فيما يعرف بظاهرتي المد والجزر، وفي كل مرة ينحسر فيها البحر أو المحيط مثلاً نجد أن كميات هائلة من النباتات والحيوانات تنتقل إلى الأرض، ما يدفعها للتأقلم على الحياة في البر، فيعزز حياة الكائنات على سطح الأرض.
ودون القمر، لن نلاحظ المد والجزر بشكل واضح، وبالتالي ستتأثر حركة التيارات البحرية في المحيطات وستتغير بالتالي الأحوال الجوية وما إلى ذلك.
2) جاذبية القمر تبطىء دوران الأرض
إذا كانت الأرض تدور بشكل أسرع، فهذا سيقصر مدة اليوم، وبالتالي سيقل الوقت الذي يتعرض فيه كوكبنا لحرارة الشمس، ما يؤدي لانخفاض كبير في درجات الحرارة، وبالتالي انعدام الحياة تدريجياً.
3) يحمي من التذبذب والإهتزاز
يعمل القمر كمثبت للأرض ويجعلها تخضع لمحور ثابت. والواقع أن كل الأجسام في الفضاء تؤثر على الأرض بجاذبية معينة، وبدون القمر ستعاني الأرض من تذبذب عنيف نتيجة لحركتها وتأثير الأجسام الفضائية عليها. وبدون القمر يصبح دوران الأرض فوضويا لا يمكن التنبؤ به.
فمثلاً، نلاحظ أن زيادة ميل محور كوكب المريخ ناتج عن غياب قمر يثبته ويجعله مستقراً، وقد أدى هذا إلى ظهور تغيرات ضخمة في غلافه الجوي ومناخه منذ ملايين السنين.
4) يحافظ على شروق الشمس وغروبها شرقاً وغرباً
لولا موازنة القمر للأرض وخضوعها لمحور ثابت، لوجدنا أن شروق الشمس وغروبها يحدثان في أماكن وأوقات مختلفة، ولما حلت الفصول المنتظمة.
5) يحمي من النيازك والمذنبات
تقول النظريات بأنه تم القضاء على الديناصورات بواسطة نيزك أقوى 3 مليار مرة من القنبلتين النوويتين، اللتين أطلقتا على اليابان. إذ تسبب النيزك بانتشار الرماد والدخان الذي يحجب ضوء الشمس عن الأرض، ويقذف بالصخور في الفضاء لينهمر الحطام على كوكبنا وترتفع درجة حرارة الغلاف الجوي لكوكبنا فتشتعل الحرائق عبر قارات بأكملها وتقضي على وجود الحياة. ولربما اصطدم النيزك بمحيط فأدى لتسونامي أدى لمقتل الملايين.
بدوره يقلل القمر حدوث الأعاصير والعواصف، وإذا ابتعد فسيؤدي ذلك بلا شك إلى أعاصير هائلة، كما أن النباتات والحيوانات ما كانت لتبقى ولما تفتحت الزهور أو حتى قام النحل بالإلقاح، ولن يكون هناك هواء نتنفسه أو ماء نشربه.
بمعنى آخر كلما زاد ابتعاد القمر عن كوكبنا كلما دق ناقوس الخطر الذي يهدد وجود حياة على هذا الكوكب.
المصادر: