بالرغم من أنهما خُلِقتا من بويضة واحدة، إلا أن إحداهما بيضاء والأخرى سمراء، ويُعتقد أن هذين التوأمين هما الأولان من نوعهما في بريطانيا.
أثناء فترة الحمل، قيل للأم "ليبي أبلبي" أن ابنتاها ستكونان متشابهتين لدرجة أنها ستحتاج لوضع "علامة بالحبر" على إحداهما للتفرقة بينهما.
ولكنها اندهشت حينما ولدت أميليا ببشرة سمراء وشعر أسود وعينين سوداوين، بينما ولدت ياسمين ببشرة بيضاء وعينين زرقاوين، بحسب تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية
وبالرغم من تباين لوني بشرتيهما، إلا أن الطفلتين توأمان متماثلان جينياً، وهي الحالة الأولى من نوعها في بريطانيا.
تقول الأم "لقد ذهلنا حينما ولدتا. حتى الأطباء لم يستطيعوا تصديق الأمر.
تبدوان وكأنهما من عرقين مختلفين. أميليا تشبه أباها كثيراً، بينما ياسمين هي صورة مصغّرة مني. ويعتقد الأغراب أن الرضيعتين ليستا أختين. يستغرب الناس حينما نخبرهم أن البنتين توأمان متماثلان".
اكتشف الأم والأب مهندس الكهرباء البالغ من العمر 40 عاماً، أنها حامل في شهر يونيو 2014.
وبعد 3 أشهر، أخبرهم الأطباء بمستشفى دورهام الجامعي أن التوأمين متماثلان وأنه سيكون من الصعب التفرقة بينهما.
حينما تنام الطفلتان متجاورتين في سريرهما، تبدوان وكأنهما لا تربطهما صلة قرابة. لقد أخبرنا الأطباء أن فرصة إنجاب توأمين مختلفي الأعراق هي واحدة في المليون. يسعدنا أنهما متميزتان.
بتحليل عينة من المشيمة، تأكد أن التوأمين متماثلان جينياً بالفعل، بالرغم من مظهرهما المختلف.
تقول الأم "لا ألوم الأغراب حين يظنون أنهما ليستا أختين، لأنهما بالفعل لا تشبهان بعضهما. لقد بدأت البنتان للتوّ في ملاحظة اختلاف لون البشرة بينهما، ولكنهما مميزتان جداً ورائعتان. من المضحك أننا كنا قلقين بشأن كيفية التفرقة بينهما".
وقالت د. كلير ستيفز، من قسم أبحاث التوائم، أن لون البشرة تحدده عدة جينات، وبينما التوأمان المتماثلان غالباً ما تتطابق لديهما تلك الجينات، إلا أن هذا ليس مؤكداً دائماً.
وتؤكد د. ستيفز، والتي تعمل في جامعة كنجز كولدج في لندن، أن الاختلاف في الشكل قد يكون نتيجة لاختلاف تطورهما في داخل الرحم.
فتقول "قد يحدث هذا الاختلاف بعد انقسام البويضة في مرحلة مبكرة من الحمل، وتسمى طفرة جسدية. ويمكن أن يحدث اختلاف في علامات الحمض النووي التي تؤثر على مدى ظهور الصفات، ولدينا بعض الأدلة التي تشير إلى أن لون البشرة معرّضٌ لهذا النوع من التخلّق المتعاقب. يمكن أيضاً أن يتعرض التوأمان لبيئات مختلفة تؤثر على لون البشرة، مثل تعرض أحدهما للشمس بصورة أكبر، أو تعرضه لحالة تؤثر على الصبغيات في الجلد، وهذا يحدث بمحض الصدفة. بالرغم من كل تلك الاحتمالات، والتي تفسر تلك الظاهرة، إلا أن الغالبية الساحقة من التوائم المتماثلة لهم نفس لون البشرة، وهذه الحالة تعتبر من الحالات النادرة جداً".
هذه المادة مترجمة بتصرف نقلا عن صحيفة "التلغراف" البريطانية.