يعد كوكب الزُهرة ثاني أكبر كواكب المجموعة الشمسية من حيث قربه من الشمس، إذ يبعد عن النجم 108 كيلومترات تقريباً، وهو كوكب صخري مثل كواكب عطارد والمريخ.
تبلغ درجة الحرارة على سطح الزُهرة 462 درجة مئوية، وسُمي على اسم آلهة الحب والجمال عند الإغريق "فينس (Venus)" نظرا لإشعاعه في السماء.
يطلق عليه كثير من الأسماء, منها "الكوكب الأبيض" و"نجم الصبح" أو "نجم المساء"، نظراً لسطوعه وإمكانية رؤيته من الأرض قبل الشروق أو بعد المغيب بوقت قصير.
وأطلقت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في العام 1989 مسبار "ماجلان" لدراسة كوكب الزُهرة بصورة أكثر عمقاً، كما أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية في العام 2005 مسبارا يدور حوله. وقبلهما أرسل الاتحاد السوفيتي مسبار "فينيرا 1" في العام 1961 كأولى محاولات رصد الكوكب عن قرب، تلاه 15 مسباراً روسياً آخراً.
فيما يلي، نرصد عدداً من المظاهر التي تميّز الزُهرة عن غيره من كواكب المجموعة الشمسية:
1) البراكين
تغطي الحمم 80% من مساحة سطح الكوكب، كما ظهرت أدلة على وجود نشاط زلزالي وتدفقات للحمم في الماضي، أكثر من أي كوكب آخر في المجموعة الشمسية.
يبلغ عدد البراكين المعروفة حتى الآن أكثر من 1600، ومن المحتمل اكتشاف براكين أخرى أصغر. أما أعلى بركان فيسمى Maat Mons، ويبلغ ارتفاعه حوالي 8 كيلومترات، كما اكتشف العلماء أدلة ترجح أن يكون ناشطاً.
2) يعتقد العلماء أن الكوكب تعرض لعملية تجديد سطح منذ حوالي 300 أو 600 مليون سنة
يوجد حوالي 1,000 فوهة صدمية على سطح الزُهرة موزعة بالتساوي عليه، والفوهات الصدمية هي تلك الفوهات الناجمة عن تصادم الكويكبات والنيازك الصغيرة مع الكوكب.
وإذا نظرنا إلى القمر، سنلاحظ أن الفوهات الصدمية تتفاوت في مدى الكثافة، وهذا يرجع إلى حدوث اصطدامات ضخمة تمحو آثار القديمة، أما بالنسبة للأرض فيرجع سبب هذه الفوهات إلى تعرية الرياح والأمطار.
ولكن العجيب بالنسبة لكوكب الزُهرة هو أن حوالي 85% من الفوهات على الزُهرة محتفظة بحالتها الأصلية. بل إن مقدار كثافة الفوهات وحالتها المحفوظة بشكل جيد يُشيران إلى أن الكوكب خضع لعملية تجديد سطح قبل حوالي 300 أو 600 مليون سنة.
3) اليوم أطول من السنة على كوكب الزُهرة
يُتم الزُهرة دورة حول نفسه مرة كل 243 يوماً أرضياً، ولذلك فإن مدة دورانه حول نفسه تعد الأبطأ بالنسبة إلى جميع كواكب النظام الشمسي.
بينما يدور كوكب الزُهرة حول الشمس مرة كل 224.7 يوما، وهذه المدة تسمى عاماً على كوكب الزُهرة. ومن هنا يتضح أن اليوم أطول من السنة على سطح هذا الكوكب.
4) لقبه الجحيم
رغم الاسم الجميل لهذا الكوكب، فإن لقبه معاكس تماماً. فللزُهرة غلاف جوي كثيف للغاية ومكوناته الأساسية هي ثاني أكسيد الكربون ونسبة صغيرة من النيتروجين، بالإضافة إلى السحب السميكة من ثاني أكسيد الكبريت.
تولد هذه الغازات أقوى عملية احتباس حراري في النظام الشمسي كله، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة السطح إلى أكثر من 460ْ درجة مئوية، ما يجعل السطح الزُهري أسخن من سطح كوكب عطارد الأقرب إلى الشمس، ولذلك يوصف سطحه بالجحيم.
5) عبور الزُهرة أحد أكثر الظواهر الفلكية ندرة
يُقصد بعبور الزُهرة مرور الكوكب بين الأرض والشمس. ولتتخيل الأمر بصورة أوضح فهو أقرب للكسوف الذي يسببه مرور القمر بين الأرض والشمس، فيبدو لنا كوكب الزُهرة كنقطة سوداء عابرة لقرص الشمس. ويتوقع حدوث عبورين في عامي 2117 و2125.
إن بعد كوكب الزُهرة عن الأرض هو ما يجعله يبدو صغيراً، لكن الحقيقة أن كوكب الزُهرة أكبر من القمر بحوالي أربع مرات تقريباً.
وأحيانا يحدث عبور لكوكب عطارد لكن يصعب رصده لأن عطارد أصغر حجماً من الزُهرة وأقرب منه إلى الشمس.
6) كوكب الزُهرة بلا أقمار
كما هي الحال بالنسبة لعطارد، فإن كوكب الزُهرة بلا أقمار. يقول بعض العلماء إن عطارد كان قمراً للزهرة واستطاع الإفلات من مداره.
وترجح بعض الدراسات أن الزُهرة كان يملك قبل مليارات السنين قمراً واحداً على الأقل، نشأ عن طريق اصطدام ضخم بالكوكب. وبعد 10 ملايين سنة حدث اصطدام آخر بعكس اتجاه دوران الكوكب، أدى هذا الاصطدام إلى اضطراب في مدار قمر كوكب الزُهرة، فاصطدم بكوكب الزُهرة نفسه واندمج معه.
وحتى إذا كان هناك أقمار أخرى ولدت نتيجة للاصطدامات اللاحقة، فإنها اندمجت بالزُهرة بنفس الطريقة.
وهناك فرضية أخرى تقول إنه نتيجة التأثير القويّ من قوى المد والجزر الشمسية، فقدت تلك الأقمار مدارها.
المصادر: