بخفة عالية يقفز الشاب الفلسطيني أحمد سمّور في الهواء مرتدياً ملابس سوداء، وممتشقاً سيفه المعدني، في محاولة لإبراز مهاراته أمام رفاقه.
ويحاكي سمّور، البالغ من العمر 21 عاماً، في حركاته القتالية مقاتلي النينجا الذين يشتهرون بلياقتهم العالية ورشاقتهم الكبيرة. ويمارس مع أصدقائه فنون قتال النينجا على أنقاض المنازل التي دمرتها إسرائيل، خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة.
يقول الشاب صاحب القامة الطويلة: "فنون قتال النينجا لا يمكن لأحد تعلمها في أيام قليلة، فهي تستغرق شهوراً حتى يتقن الشخص كافة الحركات بشكل جيد دون أي مشاكل". ويضيف: "بدأتُ ممارسة هذا النوع من فنون القتال منذ كان عمري 8 أعوام، حيث تعرفت عليها عن طريق الإنترنت، واكتشفت نفسي قادراً على إتقان كافة الحركات في غضون عدة شهور".
وبعد الانتهاء من المبارزة بالسيف مع زميله، الذي يدافع عن نفسه بعصاً طويلة سوداء اللون، تقدم سمور قائلاً: "نحن فريق نمتلك قدرات عالية، ونمارس فنون الدفاع عن النفس من خلال قتال النينجا".
ويضيف: "نلتقي كل يومين أو 3 أيام خلال الأسبوع، لمدة لا تتجاوز 3 ساعات من أجل التدريب على تمارين جديدة كل يوم". ويتابع: "الفريق يزيد عدده ويتطور أداؤه بشكل كبير".
ويقول: "بدأت اللعب وحدي، قبل عدة سنوات، ولكن نشري الصور على الشبكات الاجتماعية أثناء ممارستي للفنون القتالية أدى إلى تواصل الكثير من الراغبين في الانضمام للفريق معي، ليصبح عددنا 10 أعضاء محترفين، أصغرهم لا يتجاوز 13 عاماً".
من جانبه، أكد عبدالحليم عايش، (22 عاماً) أنه يمارس النينجا منذ شهرين. وأوضح: "خضعت لتدريبات عنيفة تجاوزت أغلبها، والآن أمتلك العديد من المهارات".
وأضاف عايش: "نحن نخرج للمرح بعيداً عما خلفه الحصار الإسرائيلي من أزمات عديدة تعصف بالقطاع منذ 10 أعوام". وأشار إلى أن قتال النينجا يتطلب "خفة ومهارة، وتوازناً، ومرونة عالية ودقة، وسرعة بديهة".
ويمارس الفريق تدريباته بواسطة معدات وأدوات قتالية، كالسيوف والعصي، والنيران، وأسلحة حادة صغيرة، كالمخالب اليدوية، والنجوم الحديدية الحادة، والمسامير.
كما يتوشحون بلثام أسود، ويتقنون المشي على الأسطح والجدران القائمة، والزجاج والوقوف على إصبعين.
ويوضح العضو الأصغر في الفريق، عمر أبوناصر (13 عاماً) أنهم يهدفون إلى تكوين فريق لإجراء عروض عالمية داخل فلسطين وخارجها والمشاركة في مسابقات دولية.
ويقول ناصر: "نحن نأمل بأن يكون هناك دعم وتطوير لتلك الفنون القتالية التي تشهد إقبالاً كبيراً عليها من قبل الشباب".
ويضيف: "تلك الفنون نمارسها للتنفيس عن أنفسنا، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي يفتقد لأندية رياضية خاصة بالفنون القتالية المختصة بقتال النينجا".
وتعد النينجا من أنواع الفنون القتالية اليابانية التي ظهرت في القرن الخامس.