"هل جربتي أن تصلي في حضن الطبيعة وفي مكان مقدس، وتستمتعي بكل الروحانيات التي فقدناها في القاهرة بزحمتها، وتسبحي في مياه كبريتية وسط النخيل، وتأكلي سمكاً على شط أرض الفيروز، وتستجمين فوق الجبل في رحلة محجوزة للبنات فقط؟".
كان هذا إعلان عن أول رحلة للفتيات الملتزمات في مصر على صفحة فيسبوك تحت عنوان "حمام موسى – جبال القابليات"، في مدينة الطور جنوب سيناء، والتي تشترط عدم تواجد الرجال، وكذلك عدم ارتداء ملابس البحر "البيكيني"، حفاظاً على المظهر الشرعي، وقبل أن تكتب منظمة الرحلة ريهام أبوبكر باقي التفاصيل كان هناك إقبال من الفتيات على الاشتراك، ودفع المبلغ المطلوب بخدمة تحويل الدفع على الرقم المدوّن على الصفحة، انتظاراً للرحلة المقرر لها في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2015.
رحلة جديدة لكل الناس بنات وشباب 🙂 🙂
Posted by Reham Abobakr on Wednesday, December 9, 2015
ريهام خريجة كلية الآداب قسم جغرافيا جامعة طنطا، تعشق الطبيعة والسفر، لها نشاط خيري في تقديم مساعدات للفقراء، وتخطط حالياً لإشهار مؤسسة تحت اسم "رحالة" تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الفقيرة في مصر.
حققت ريهام أول نجاح لها في مجال الرحلات بتنظيم زيارة إلى المنطقة المحظورة حلايب وشلاتين في جنوب مصر، حيث استطاعت أن تحصل على تصاريح من القوات المسلحة لزيارة المنطقة، وبلغ عدد الشباب والفتيات في هذه الرحلة نحو 30، وكتب العديد من الشباب عن هذه الرحلة على صفحات فيسبوك لما تتميز به هذه المنطقة من طبيعة ساحرة، فضلاً عن منظر الخضرة على سفح جبل علبة.
ريهام تعرّضت لسيل من النقد فور إعلانها عن رحلتها المحظور فيها الرجال إلى سيناء، ومع ذلك تصر على استكمال مخططها.
وتقول في حديثها مع "عربي بوست" إن بعض الأهل يمنعون فتياتهم من السفر في الرحلات المختلطة، "لذلك فكرت في هذه الفئة من المصريين وحقها في التمتع بكل ما هو جميل ومباح"، مضيفة "أنا من الفتيات اللاتي يخجلن من ارتداء المايوه الشرعي أمام الرجال، وأشعر بالراحة أكثر في السفر مع الفتيات".
وتربط ريهام بين تنظيم الرحلات ودراستها للجغرافيا، فلديها معلومات عن أماكن المحميات الطبيعية في مصر، وفوائد المياه الكبريتية والعيون الحارة في حمام موسى، التي يتخذها البعض مقصداً سياحياً وعلاجياً.
وأكدت أن "من ضمن مَنْ حجز في الرحلة أمهات يعانين من آلام في المفاصل والغضاريف والروماتيزم، وبعضهن يشعرن بالحرج من النزول وسط الرجال، ويطمحن في رحلة بعيداً عن الأعمال المنزلية وأتعاب العمل في المكتب"، وأضافت أنها تشعر بالسعادة حينما تحقق للأمهات هذه المتعة التي تبدو غريبة في المجتمع الشرقي.
سهام محمد، خريجة كلية علوم جامعة القاهرة، قالت إنها اشتركت في الرحلة لأن أهلها يفضلون الرحلات غير المختلطة مع الشباب، مشيرة إلى أن طبيعة المكان منعزلة، ما سيسمح لها بالحصول على عدد من الصور المجنونة لها التي ستحتفظ بها على تليفونها المحمول دون نشرها على الشبكات الاجتماعية.
رفيدة أمين بدورها قالت إنها اشتركت أيضاً في الرحلة مع والدتها، قائلة: "لأول مرة سأسافر من دون أبي أو أخي، وأتوقع أنها ستكون رحلة جميلة جداً".