بعد الإنتهاء من الإستحمام، سيكون من الصعب التوجه إلى صالون التجميل من أجل تصفيف الشعر، لذلك في هذه الحالة يصبح تجفيف الشعر المبلل باستخدام مجفف الشعر الساخن هو السلوك الشائع لدى الكثيرين.
كما أن هذه الطريقة تعتبر الأنسب لأولئك الذين يبحثون عن سرعة في تجفيف شعرهم وتحقيق تسريحة مثالية في أقل وقت ممكن.
ومع ذلك، فإن الاستخدام المستمر لهذه الأداة يمكن أن يتسبب في أضرار كبيرة للشعر، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الجفاف، والتقصف، وفقدان الحيوية واللمعان.
فهم مكونات الشعر
من المعروف أن أي شكل من أشكال تصفيف الشعر بالحرارة يؤثر سلبًا على خصلات الشعر، إذ حسب ما ذكرته دراسة رائدة أجريت عام 2011، فإن عدم استخدام مجففات الشعر يؤدي إلى حماية سطح الشعر بشكل نسبي، في حين أن استخدام مجفف الشعر يؤدي إلى المزيد من التلف.
ولفهم كيف يحدث ذلك، دعنا نلقي نظرة فاحصة على مكونات خصلات الشعر:
البشرة: باعتبارها الطبقة الخارجية لألياف الشعر، تتكون بشرة الشعر من قشور متداخلة إما متقاربة أو مرتبة بشكل فضفاض.
القشرة: وهي الطبقة الوسطى من ألياف الشعر، والتي تتكون من بروتينات الكيراتين والدهون البنيوية.
النخاع: الطبقة الداخلية لألياف الشعر، وعادة ما تكون موجودة في الشعر الخشن، إنها منطقة مركزية من الخلايا المكدسة بشكل فضفاض بطريقة غير منظمة.
مجمع غشاء الخلية (CMC): الغراء الذي يربط خلايا الشعر معًا، ولها ثلاثة أنواع وهي: بشرة-بشرة، بشرة-قشرة، وقشرة-قشرة.
هل تجفيف الشعر بالمجفف مضر؟
إذًا السؤال المطروح هنا هو: هل تجفيف الشعر بالمجفف مضر؟ الجواب هو ليس بالضرورة.
وفقًا للدراسة السابقة التي أجريت عام 2011، عادةً ما يُرى الضرر الناتج عن الحرارة على بشرة الشعر وليس داخل الألياف أي القشرة والنخاع.
يمكنك التفكير في هذه البشرة كخط الدفاع الأول ضد التعرض للحرارة من تجفيف الشعر بالمجفف.
وفي هذه الحالة، تعني البشرة الصحية أن الشعر أقل عرضة للمعاناة بعد نوبة من التجفيف بالمجفف.
لكن بالطبع، هناك حد للقوى الوقائية للبشرة، إذ حذرت إحدى الدراسات في المجلة الدولية لعلوم التجميل من أن إعدادات الحرارة التي تزيد عن 284 درجة فهرنهايت تسبب تلفًا للبشرة لا رجعة فيه.
هذا لأنه عندما تنفثين الهواء الساخن على الشعر المبلل، تتشكل فقاعات صغيرة داخل أعمدة الشعر، وهذا يضعفه، مما يجعله أكثر عرضة للجفاف والتقصف.
وتزيد هذه الأضرار كلما كان الشعر مبلل ويتم تجفيفه بمجفف درجة حرارته جد عالية، ولذلك يجب معرفة نوعية الضرر الممكن في هذه الحالة.
الجفاف والتقصف
عندما يتم تعريض الشعر المبلل للحرارة العالية، يتبخر الماء الموجود داخل الشعر بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى فقدان الرطوبة الأساسية التي تحافظ على صحة الشعر.
فقدان الرطوبة هذا يؤدي إلى جفاف الشعر بشكل مباشر، مما يجعله هشاً وعرضة للتقصف أكثر من أي وقت آخر.
تلف القشرة الخارجية
كما تم الشرح سابقا، فإن الشعر مكون من عدة طبقات، وأهمها القشرة الخارجية التي تحمي الطبقات الداخلية من التلف.
لكن الحرارة العالية تضعف هذه القشرة وتؤدي إلى تشققها، مما يجعل الشعر أكثر عرضة للتلف والضرر البيئي.
فقدان اللمعان
الرطوبة الطبيعية في الشعر هي التي تمنحه اللمعان والمرونة التي يتم ملاحظتها، خصوصا عند الأطفال، قبل استعمال الحرارة على الشعر.
لكن عند تجفيف الشعر بشكل متكرر بمصفف الشعر الساخن، يفقد الشعر هذه الرطوبة ويصبح مظهره باهتاً وجافاً.
تكسر الشعر
الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تمدد وتقلص الشعر بشكل متكرر، وهذا التغير المفاجئ في درجة الحرارة يمكن أن يسبب تكسر الشعر بسهولة.
التهاب فروة الرأس
عند استعمال مجفف الشعر بشكل متكرر على الشعر المبلل، فغن هذا التصرف يؤدي إلى إلتهاب فروة الرأس، وذلك بسبب المسام التي تكون مفتوحة في الرأس حينها، والتي تتلقى الهواء الساخن بشكل قوي.
كيف يمكن تفادي الأضرار الناجمة عن مجفف الشعر الساخن؟
هناك العديد من المنتجات المتاحة في السوق التي تساعد على حماية الشعر من أضرار الحرارة. إذ يمكن استخدام بخاخات أو كريمات تحتوي على مواد عازلة للحرارة يمكن أن يقلل من تأثير الحرارة المباشرة على الشعر.
كذلك قبل استخدام مصفف الشعر، من الأفضل تجفيف الشعر بمنشفة ناعمة لتقليل كمية الماء فيه، مع تجنب فركه بقوة بالمنشفة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تكسره.
و بدلاً من ذلك، يمكن الضغط برفق على الشعر بالمنشفة لامتصاص الماء الزائد، ثم استعمال المجفف لإزالة بقية الماء المتكتل به.
من بين أهم الخطوات للحماية هي المهم ضبط درجة حرارة مصفف الشعر على درجة مناسبة لنوع الشعر الذي يختلف من شخص إلى آخر.
والشعر الناعم أو المعالج كيميائياً يحتاج إلى حرارة أقل من الشعر الكثيف أو المجعد، لذلك يجب تجنب استخدام أعلى إعدادات الحرارة إلا عند الضرورة القصوى.
كما يجب تجنب استخدام مصفف الشعر يومياً، ومحاولة ترك الشعر يجف بشكل طبيعي كلما أمكن، لأن هذا يساعد في تقليل الضرر التراكمي الذي يمكن أن يتعرض له الشعر.
المرحلة المهمة هي استخدام زيوت طبيعية مثل زيت الأرغان أو زيت جوز الهند يمكن أن يساعد في إعادة الرطوبة المفقودة للشعر.
كما أن استخدام ماسكات الشعر بشكل منتظم يعزز من صحة الشعر ويعيد له الحيوية ولمعانه الذي يمكن أن يفقده بفعل الحرارة.
أما إذا كان الشعر قد تعرض للتلف فعلا، فإن قص الأطراف المتقصفة بانتظام يساعد في منع انتشار التلف ويمنح الشعر مظهراً أكثر صحة.
هذا إضافة الماسكات وعلاجات الترطيب العميق التي تساعد في إصلاح الشعر التالف من الداخل إلى الخارج، خصوصا عند إستخدام المنتجات التي تحتوي على مكونات مثل البروتينات والزيوت الطبيعية لتعزيز قوة الشعر.
كما يجب الإشارة إلى ضرورة الابتعاد عن العلاجات الكيميائية مثل التلوين أو التجعيد الدائم حتى يتعافى الشعر، لأن هذه العلاجات يمكن أن تزيد من تلف الشعر وتجعله أكثر هشاشة.
وفي النهاية من أجل صحة الشعر الدائمة، ينصح دائما بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفيتامينات A وE وC والزنك والبيوتين يمكن أن يعزز صحة الشعر ويعيد له حيويته.