تبحث العديد من الأسر عن طريقة لإزالة حروق الشمس في المنزل، خاصة خلال فصل الصيف الحار، حيث تزداد فرص التعرض لأشعة الشمس الحارقة. يشدد الخبراء على ضرورة الوقاية واستخدام واقي الشمس بانتظام لتفادي الأضرار الجلدية الخطيرة التي قد تنجم عن التعرض المباشر والمطول لأشعة الشمس فوق البنفسجية.
في ظل تزايد حالات حروق الشمس، ينصح الأطباء والمختصون بأهمية اتباع التوجيهات الصحية المعتمدة للحفاظ على سلامة الجلد. يُعد التعرف على أنواع الحروق وتصنيفها أمراً ضرورياً لاختيار العلاج المناسب. تُظهر الأبحاث أن تجنب التعرض للشمس في أوقات ذروتها واستخدام الملابس الواقية يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بحروق الشمس.
وفقاً للخبراء، يمكن علاج الحروق الخفيفة في المنزل باستخدام عدة طرق بسيطة وفعالة. من هذه الطرق استخدام الألوة فيرا والضمادات الباردة التي تُساعد على تخفيف الالتهاب والألم. كما ينصح بشرب كميات كافية من الماء لتعويض الجفاف الذي قد ينتج عن الحروق. ولكن في حالات الحروق الشديدة، من الضروري طلب المشورة الطبية لتجنب المضاعفات المحتملة مثل العدوى وفقدان السوائل بشكل خطير.
أنواع حروق الشمس
تتفاوت شدة حروق الشمس وتأثيرها على الجلد، ويُصنف الأطباء هذه الحروق إلى 3 درجات متزايدة الخطورة بناءً على عمق وطبيعة الضرر الذي تُحدثه في البشرة. حروق الدرجة الأولى هي الأكثر شيوعاً، وغالباً ما تظهر بين 6 إلى 24 ساعة بعد التعرض المباشر لأشعة الشمس. يتميز هذا النوع من الحروق بأن الجلد يصبح أحمر فاتحاً، ساخناً، ومؤلماً عند اللمس، مع وجود انتفاخ بسيط يُصبح أبيض اللون عند الضغط عليه بالإصبع.
أما حروق الدرجة الثانية، فهي تتميز بظهورها السريع بعد التعرض للشمس، حيث تتشكل بثور على الجلد الأحمر الساخن والمؤلم، ما يدل على تلف أعمق في طبقات الجلد. هذا النوع من الحروق يتطلب عناية طبية سريعة لمنع العدوى وتسريع عملية الشفاء.
في حين أن حروق الدرجة الثالثة تعتبر الأكثر خطورة وعمقاً، حيث تؤدي إلى تدمير البشرة والأدمة السطحية، وغالباً ما تُرافقها بثور تحتوي على سائل شفاف. يُعاني المصابون بهذه الدرجة من الحروق من ألم شديد وقد تظهر مناطق من الجلد بيضاء اللون. هذا النوع من الحروق يتطلب تدخلاً طبياً فورياً، وقد ينطوي على مخاطر صحية طويلة الأمد إذا لم يُعالج بشكل مناسب.
أعراض حروق الشمس
حروق الشمس ليست مجرد آثار جانبية مؤقتة ليوم ممتع تحت أشعة الشمس، بل قد تؤدي إلى مضاعفات صحية جدية. من الأعراض الشائعة لحروق الشمس ظهور الجلد الأحمر الذي يكون حساساً بشكل ملحوظ للحرارة أو اللمس. علاوة على ذلك، قد تتشكل بثور بعد بضع ساعات أو أيام من التعرض المباشر للشمس، ما يشير إلى تلف أعمق في الجلد.
وتشمل الأعراض الأكثر خطورة ما يُعرف بـ"التسمم الشمسي"، وهي حالة يمكن أن تتضمن الحمى، القشعريرة، الغثيان، والطفح الجلدي. هذه الأعراض تستدعي العلاج الطبي الفوري لأنها قد تشير إلى رد فعل جهازي شديد للتعرض للشمس. بعد الشفاء من الحروق، قد يبدأ الجلد المصاب في التقشير، وهي عملية يتخلص خلالها الجسم من الخلايا التالفة.
أما بالنسبة للأعراض المرتبطة بالحرارة، التي قد تكون مشابهة لبعض أعراض حروق الشمس ولكنها تنجم عن التعرض المفرط للحرارة، فتشمل الدوخة أو الإغماء، الغثيان أو القيء، وألم الرأس. الأعراض الأخرى تشمل التنفس السريع، زيادة سرعة ضربات القلب، والشعور بالعطش الشديد مع جفاف الفم أو اللعاب الكثيف، ما يدل على الجفاف. وفي الأطفال، قد تظهر تغييرات سلوكية مثل النعاس أو نوبات الغضب، إشارة إلى أن الجسم يكافح للتعامل مع الإجهاد الناجم عن الحرارة.
ماذا تفعلين عند الإصابة بحروق الشمس؟
في ظل التعرض المتزايد لأشعة الشمس خلال فصل الصيف، من المهم اتخاذ التدابير الوقائية الفورية عند ظهور أولى علامات حروق الشمس. من الضروري الابتعاد فوراً عن الشمس لتقليل الضرر الجلدي. يُنصح بوضع كمادات فاترة على المناطق المصابة عدة مرات في اليوم للمساعدة في تخفيف الألم والالتهاب.
من المهم تجنب استخدام الصابون القاسي على الجلد المحروق، حيث يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الألم والتهيج. بدلاً من ذلك، يُفضل استخدام جل الصبار الطبيعي، المعروف بخصائصه المهدئة والعلاجية، وهو متوفر على نطاق واسع في الصيدليات. إضافة إلى ذلك، يعد شرب الكثير من السوائل، خاصة الماء، أساسياً لمنع الجفاف ودعم عملية شفاء الجلد، حيث يُوصى بشرب حوالي 3 لترات يومياً بعد الإصابة بحروق الشمس.
إذا كانت الأعراض شديدة، مثل الألم القوي، تورم الوجه، الغثيان، أو الحمى، فمن الضروري زيارة الطبيب على الفور. تشير هذه الأعراض إلى حاجة ملحة للعلاج الطبي وقد تستدعي استخدام مسكنات مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول للتحكم في الألم والالتهاب. من الأهمية بمكان أيضاً تغطية المناطق المحروقة لحمايتها من مزيد من التعرض للشمس وتجنب تفاقم الحالة.
أخيراً، يُنصح دائماً بالحصول على استشارة طبية للحصول على توجيهات فعّالة حول الحماية الجلدية والوقاية من مخاطر أكثر خطورة مثل سرطان الجلد، خصوصاً إذا كنت تعاني من علامات جلدية تدل على التهاب أو تورم متزايد. اليقظة والاهتمام بالتوصيات الطبية يمكن أن يحميك ويضمن استمرار الاستمتاع بالأنشطة الصيفية بأمان وصحة.
طريقة لإزالة حروق الشمس في المنزل
تعتبر حروق الشمس من المشكلات الشائعة خلال فصول السنة الدافئة، وهي نتيجة للتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية من النوع B، والتي يمكن أن تؤدي إلى تلف الجلد إذا لم يتم توفير الحماية الكافية. لتخفيف الأعراض المصاحبة لهذا النوع من الحروق، يمكن اتباع عدة خطوات فعّالة تساهم في الشفاء وتقليل الألم.
أولاً: من المهم تبريد المنطقة المصابة لتخفيف الإحساس بالحرقان. يُنصح بغسل المنطقة المحروقة بماء فاتر، بدرجة حرارة تتراوح بين 15 و25 درجة مئوية. يمكنك أيضاً الاستحمام لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، ما يساعد على تهدئة الجلد وتقليل الالتهاب.
ثانياً: استخدمي كريمات ما بعد التعرض للشمس أو الجل الطبيعي مثل جل الصبار. يمكن استخراج هذا الجل من أوراق نبتة الصبار الطازجة وتخزينه في الثلاجة للاستخدام المتكرر، أو شراء الجل المعد مسبقاً من الصيدليات. تطبيق هذه المنتجات بانتظام يمكن أن يساعد في تسريع عملية الشفاء وتخفيف الألم.
ثالثاً: الحفاظ على ترطيب الجسم أمر حيوي للتعافي من حروق الشمس. يُنصح بشرب الكثير من الماء أو المشروبات الطبيعية التي تساعد في إعادة ترطيب الجسم وتعويض السوائل التي قد تفقد بسبب الحرق.
أخيراً: قد يكون تناول الباراسيتامول مفيداً لتخفيف الألم المرتبط بحروق الشمس. ومع ذلك، إذا كانت المساحة المتأثرة بالحروق تشمل أكثر من 10% من سطح الجسم أو إذا كانت الحروق من الدرجة الثانية، يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.
نصائح للوقاية من حروق الشمس
مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد التعرض لأشعة الشمس، يُصبح الحرص على حماية الجلد من الحروق الشمسية أمراً بالغ الأهمية. في هذا الإطار، يقدم الدكتور حسين ياسين، طبيب الجلد والتجميل، سلسلة من النصائح القيّمة للوقاية من الأضرار الجلدية المحتملة نتيجة التعرض للشمس، حيث يُنصح بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة عصراً، وهي الفترة التي تكون فيها الأشعة في ذروة قوتها وخطورتها.
من الأساسيات أيضاً ارتداء قبعات كبيرة ونظارات شمسية تحجب الأشعة فوق البنفسجية بفعالية لحماية العينين والجلد المحيط بها. كما يُشدد الدكتور ياسين على أهمية استخدام كريمات الحماية من الشمس بشكل منتظم وتجديدها كل ساعتين، خصوصاً بعد النزول إلى الماء أو الإفراط في التعرق. يجب اختيار كريم واقٍ شمسي مقاوم للماء لضمان بقائه فعّالاً أطول فترة ممكنة.
يُنصح أيضاً بأن تكون الكمية المستخدمة من كريم الحماية كافية لتغطية الجلد بشكل شامل، حيث يجب تطبيق مقدار يعادل أصبعين من الكريم لكل سنتيمتر مربع من الجلد، مع العلم أن الكريم لا يوفر حماية مطلقة بنسبة 100%، بل يقترب من 95% إلى 97%، اعتماداً على معامل الحماية SPF وكيفية التطبيق. وأخيراً، يُفضل البقاء في الظل قدر الإمكان، خاصة عند الاسترخاء على الشاطئ، لتجنب الإصابة بالحروق الشمسية وللاستمتاع بالصيف بأمان وصحة.