عندما تحاول المرأة الحمل، قد يبدو الأسبوعان بين الإباضة واختبار الحمل الإيجابي (أو الدورة الشهرية) أطول مما يمكن احتماله، وقد تتساءل مع كل وخزة أو شعور غريب في جسدها عما إذا كانت هذه علامة مبكرة على الحمل.
ولكن من أكثر أعراض الحمل وضوحاً النزيف، وتحديداً نزيف الانغراس، الذي قد يتم تفسيره خطأً على أنه من أعراض الدورة الشهرية، لكنه في الواقع يدل على أن رحلتك كأم على وشك أن تبدأ.
ما هو نزيف الانغراس؟
نزيف الانغراس هو نزيف مهبلي خفيف يحدث عندما تلتصق البويضة المخصبة ببطانة الرحم بنجاح.
وعندما تنغرس البويضة المخصبة، يمكن أن تؤدي إلى "جرح" بعض الأوعية الدموية الصغيرة. ويحدث هذا بعد حوالي 7 إلى 14 يوماً من الإخصاب.
بعد الإباضة، وفي اللحظة التي يتم فيها تخصيب البويضة بنجاح بواسطة الحيوان المنوي في قناة فالوب، يبدأ الجنين في الانقسام والنمو. في هذا الوقت، تبدأ البطانة الداخلية للرحم، والتي تسمى بطانة الرحم، بالتغير؛ فيزداد سمكها لحماية الجنين وتغذيته.
بعد حوالي 5 إلى 6 أيام من الإخصاب، ينتقل الجنين سريع النمو إلى أسفل قناة فالوب وإلى الرحم، وذلك لأنه بدأ يحتاج إلى المزيد من العناصر الغذائية، وقد امتلأت بطانة الرحم بما يكفي لدعمه.
بعد ذلك، يلتصق الجنين ببطانة الرحم، حيث يصبح معتمداَ على جسم الأم -لأول مرة- للحصول على العناصر الغذائية والأوكسجين.
وعندما يُزرع الجنين، فإنه يمكن أن يمزق الأوعية الدموية الصغيرة في المكان الذي يحفر فيه. لن يسبب هذا أي مشاكل (إذ تتعافى بطانة الرحم كلياً بعد ذلك)، لكن بعض النساء يعانين من نزيف خفيف.
صحيح أنك قد تظنين أنه بوادر دورة شهرية خفيفة، لكنه علامة مبكرة على الحمل. وهي حالة جسدية ليست بالخطيرة ولا تحتاج إلى علاج.
ومع ذلك، يمكن أن يكون النزيف الشديد (أكثر مما يحدث في الدورة الشهرية المعتادة) علامة على وجود مشكلة؛ لذلك في تلك الحالة اتصلي بطبيبك المتابع فوراً أو توجهي لعيادات الطوارئ إذا كان النزيف كثيراً، مع تزامنه مع الشعور بالقشعريرة والحمى، أو صاحبته آلام حادة.
أعراض نزيف الانغراس
يُعتبر نزيف الانغراس جزءاً طبيعياً من الحمل. وتصاب به حوالي 25% من النساء الحوامل، في حين الغالبية العظمى من السيدات لا يصبن به عادة.
وهو يميل إلى الحدوث قبل أن تلاحظي أعراض الحمل الأخرى الأكثر وضوحاً، مثل غثيان الصباح. وقد تلاحظين ما يلي:
- نزول الدم باللون البني أو الوردي.
- الدم أخف في التدفق ولا يستمر لمدة طويلة مثل الدورة الشهرية.
- تشنجات ألم في البطن خفيفة أو معدومة عكس الحال مع الدورة الشهرية.
وبشكل عام، لا يشبه هذا النزيف ما يحدث خلال الدورة الشهرية، والتي تكون حمراء زاهية أو حمراء داكنة بالنسبة لمعظم الناس. ويمكن أن يتراوح نزيف الانغراس من اللون الوردي الفاتح إلى البني أو البني الداكن.
كيف يمكن التفريق بينه وبين نزيف الدورة الشهرية؟
من المحتمل أن يكون نزيف الانغراس هو ما تعانين منه إذا كان لديك بعض العلامات المبكرة الأخرى للحمل، بما في ذلك: تورم الثديين أو الحلمات، الشعور بالتعب العام والصداع، المعدة المضطربة، القيء (غثيان الصباح)، الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو النفور منه، تقلب المزاج، والتبول أكثر من المعتاد.
إذا لم تكوني متأكدة مما إذا كنتِ تعانين من نزيف الانغراس أو الدورة الشهرية، قومي بإجراء اختبار الحمل للتأكد بشكل أكبر.
ويمكن استخدام اختبارات الحمل التي تجرينها في المنزل للتحقق من وجود هرمون يسمى hCG في البول. إذ يبدأ مستوى هذا الهرمون في الارتفاع بعد زرع الجنين في جدار الرحم، أي الانغراس.
ولكن إذا أجريت الاختبار مبكراً للغاية، فقد تحصلين على نتيجة خاطئة أو غير دقيقة، لذلك من الجيد إجراء الاختبار بعد ما يتراوح بين 3 إلى 6 أيام من توقف نزيف الانغراس، أو ما يُعرف بـ"التبقيع" (Spotting).
كذلك يمكن استشارة الطبيب مباشرة للحصول على نتائج أدق، وقد يقوم طبيبك بإجراء فحص دم للتحقق من وجود مستويات أعلى من الهرمون المرتبط بالحمل.
نقاط اختلاف من الضروري ملاحظتها
بخلاف لون الدم (الوردي أو البني مقابل الأحمر أو الأحمر الداكن)، هناك بعض الاختلافات الأخرى بين نزيف الانغراس والدورة الشهرية المنتظمة:
- المدة الزمنية من الوقت: يستمر نزيف الانغراس من 1 إلى 3 أيام؛ في حين تستمر دورتك الشهرية عادةً لمدة أسبوع أو نحو ذلك.
- كمية الدم: نزيف الانغراس هو في الواقع مجرد بقع دموية أو تدفق خفيف جداً؛ أما خلال دورتك الشهرية، فيمكنك استخدام عدة فوط صحية، إذ يبدأ النزيف ثقيلاً ثم يقل مع مرور الأيام.
- تشنجات الألم في البطن: مع نزيف الانغراس، قد تعانين من الألم الطفيف أو لا تشعرين بأي ألم على الإطلاق؛ في المقابل، يمكن أن تبدأ تشنجات الألم أثناء الدورة الشهرية قبل يوم أو يومين من بدء النزيف، ويمكن أن يكون الألم شديداً لدى بعض السيدات، ما يستلزم تناول المسكنات.
قد يهمك أيضاً: كيف تعرفين أنك حامل من أول يوم دون أن تذهبي إلى الطبيب؟