دائماً ما ينام الأطفال حديثو الولادة بشكل مستمر خلال النهار، فقد يصل معدل نومهم خلال 24 ساعة إلى ما يزيد عن 18 ساعة متواصلة، الشيء الذي يجعل مهمة الإرضاع وهم مستيقظون صعبة بعض الشيء.
وعادة ما يستيقظ الطفل من ساعة إلى ثلاث ساعات في المرة الواحدة، كل فترة نوم تستغرق من ساعتين إلى 5 ساعات، وهذا الأمر يتكرر بشكل كبير خلال الأيام الأولى بعد الولادة.
ولأن فترات النوم تكون طويلة، فإن الأمهات يفضلن إرضاع الأطفال وهم نيام، في محاولة لإشباع بطونهم، وتزويدهم بما يحتاجونه من الغذاء خلال اليوم، إلا أن هذه العادة غير صحية، ويمكن أن تسبب عدة مشاكل للرضيع.
لهذا يجب على كل أم معرفة عدد المرات التي يحتاجها طفلها للرضاعة، وطريقة إطعامه الصحيحة، والمخاطر التي قد تسببها له في حال قامت بإطعامه نائماً.
إرضاع الطفل مقارنة بساعات النوم
عادة ما يحتاج الطفل الرضيع إلى الغذاء عن طريق الرضاعة الطبيعية كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، وذلك لأن الحليب يتم هضمه بشكل سريع، كونه لا يحتوي على مواد صلبة تحتاج وقتاً كبيراً في الهضم.
إذ ترتبط المدة التي ينام فيها الرضيع خلال المرة الواحدة بكمية الحليب التي يحصل عليها في كل مرة، إذ تصل في المتوسط، خلال يوم كامل، من 8 إلى 12 مرة.
وإذا كان الطفل يستيقظ من أجل الرضاعة بشكل مستمر، ويحصل على جرعة كبيرة من الحليب في اليوم الواحد، الشيء الذي يؤدي إلى ملء حفاضاته بشكل سريع، وزيادة وزنه؛ يصبح من الجيد عدم إرضاعه حينها، والالتزام بجدول زمني خاص بذلك.
وفي حال كان العكس، يجب تشجيع الطفل على الرضاعة كل ساعتين إلى 3 ساعات، لتفادي تعرضه لنقص التغذية الذي قد يسبب له الأمراض.
ماذا يحصل عند إرضاع الطفل وهو نائم؟
في بعض الحالات، يكون الطفل مستيقظاً خلال إطعامه بالطريقة الطبيعية، إلا أنه ينام بعد بضع دقائق، بسبب شعوره بالنعاس الشديد.
وفي هذه الحالة تصبح عملية الإرضاع غير صحيحة، وذلك لأن الرضيع لا يحصل على الكمية الكافية التي يحتاجها من الحليب.
إذ إن الطفل عندما يستغرق في النوم، تصبح عملية شفطه الحليب بطيئة، أو أسرع من المعتاد، الشيء الذي يسبب له مشاكل في التغذية، ما قد يؤدي إلى فقدان أو زيادة الوزن بشكل ملحوظ.
كما أن هذه الوتيرة في الرضاعة لها آثارها على إنتاج الحليب لدى الأم، لأن انخفاض كمية الحليب التي تنزل من الثديين قد تكون سبباً في قلته مع مرور الوقت، الشيء الذي لا يساعد على إشباع الطفل حتى وإن كان مستيقظاً.
لذلك يجب تشجيع الطفل على البقاء مستيقظاً عند الرضاعة الطبيعية، حتى يشعر بالشبع، ليكون بذلك قد حصل على ما يكفيه من الحليب ويصبح بصحة جيدة.
أسباب نوم الطفل عند الرضاعة
هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى نوم الطفل عند الرضاعة، من بينها عدم حصوله على ما يكفي من الحليب، واستمراره لمدة طويلة في عملية الشفط إلى أن يتعب.
فيما يمكن أن يكون السبب هو الإصابة باليرقان، وهو عندما يصبح جلد الرضيع أصفر بسبب تراكم البيليروبين.
فيما قد يكون النشاط الزائد للطفل، من خلال التعامل معه من طرف الأقارب، ووجوده في مكان به ضوضاء وإضاءة قوية، من بين الأسباب التي تجعله يبحث عن لحظة راحة خلال عملية الرضاعة.
أضرار إطعام الطفل وهو نائم
عند معرفة الأسباب التي تجعل الطفل ينام بسرعة خلال عملية إرضاعه، سيصبح من الضروري إطعامه وهو مستيقظ فقط، ومحاولة إيقاظه في حال كان شديد النوم خلال النهار، الشيء الذي يعيق حصوله على ما يكفي من الغذاء في اليوم.
ومن بين أبرز الأضرار التي قد تحل بالطفل عند الرضاعة وهو نائم:
- الحرمان من النوم العميق، إذ يصبح النوم مرتبطاً بالرضاعة فقط، الشيء الذي يجعل ساعات الاستيقاظ أطول مما يجب أن تكون عليه.
- نقص التغذية بسبب عدم قدرة الطفل على شفط الحليب بنفس القوة عندما يكون مستيقظاً، فتصبح مدة الرضاعة نفسها بالنسبة للأم، لكن كمية الحليب التي يحصل عليها الرضيع أقل بكثير من اللازم.
- قد يحصل العكس في بعض الحالات، ويعاني الرضيع من فرط التغذية، بسبب عملية شفط الحليب السريعة، التي قد تجعله يستهلك كمية كبيرة، ما يؤدي به إلى زيادة في الوزن، ومشاكل في الجهاز الهضمي، أو زيادة في اللاكتوز.
- عند الرضاعة خلال النوم يمكن أن يتعرض الطفل للاختناق، وذلك بسبب تجمع الحليب بكمية كبيرة في فمه، وعدم قدرته على بلعه بسهولة.
- هناك مجموعة دراسات تشير إلى أن إرضاع الطفل وهو نائم قد تكون سبباً في إصابته بالتهاب الجهاز التنفسي، الشيء الذي تنتج عنه مشاكل تنفسية كبرى بعد ذلك.
- في حال كانت الأسنان قد بدأت في الظهور لدى الطفل الذي ما زال في مرحلة الرضاعة، قد يكون هذا سبباً في تسوس أسنانه بسرعة كبيرة، وذلك بسبب تجمع الحليب داخل الفم، ما يؤدي إلى ظهور البكتيريا.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.