ليس سراً أن الولادة يمكن أن تكون مؤلمة بشكل استثنائي، ومع ذلك، يظل القرار بشأن استخدام أو عدم استخدام حقنة الظهر للولادة بدون ألم "الإيبيدورال" قراراً شخصياً للمرأة المقبلة على إنجاب مولود جديد.
وتُعد حقنة الظهر للولادة الطبيعية، المعروفة باسم إبرة الإبيدورال، خياراً للتخدير تُستخدم فوق الجافية لمنع الإشارات العصبية (مثل تلك المسؤولة عن الشعور بالألم) من الجزء السفلي من العمود الفقري.
ويتم إعطاؤها من خلال قسطرة تدخل عبر إبرة كبيرة يتم إدخالها في الحيز فوق الجافية الذي يحيط بالحبل الشوكي. وتظل القسطرة في مكانها أثناء المخاض والولادة؛ لمواصلة توصيل الدواء المسكن للتخفيف من أعراض المرأة أثناء الطلق والولادة.
ورغم أنه خيار بسيط وعادةً ما يكون متاحاً للسيدات، فإنه اعتماداً على صحة الطفل وتفاصيل الحمل والمخاض والولادة، قد لا يكون التخدير فوق الجافية خياراً ملائماً بالنسبة للجميع.
في هذا التقرير نستعرض الإيجابيات والسلبيات لتلقِّي حقنة الإيبيدورال أو إبرة الظهر للولادة الطبيعية بدون ألم، وكيف من الممكن اتخاذ قرار أخذها من عدمه عندما يحين وقت الوضع.
ومن بين مزايا إبرة الظهر للولادة بدون ألم، ما يلي:
1- تخفيف الألم
يعد تلقي التخدير في منطقة فوق الجافية أحد أكثر الطرق فعالية لتخفيف الآلام أثناء الولادة الطبيعية، وهو خيار له آثار جانبية محدودة على كل من الأم والطفل.
فهو يعمل بسرعة ويمكن أن يبدأ في تخفيف الألم بغضون 10 إلى 20 دقيقة أو نصف ساعة كحد أقصى من تلقيه. وتشعر معظم النساء اللاتي حصلن على حقنة الظهر للولادة بدون ألم، بأوجاع بسيطة أو لا يشعرن بأي ألم على الإطلاق أثناء المخاض والولادة.
2- يسمح للمرأة بالحصول على الراحة
يمكن أن يساعد التخفيف من آلام المخاض في حصول المرأة على مزيد من الراحة في هذه اللحظات الحاسمة والحساسة، ويمكن أن يكون هذا مفيداً بشكل خاص إذا كانت قد عانت من مخاض طويل.
3- القدرة على التركيز والحضور
يمكن أن تساعد حقنة الإيبيدورال على بقاء الأم متيقظة وفعالة أثناء عملية الولادة بحيث تتمكن من القيام بدور نشط في تجربتها الفريدة. يمكن أيضاً أن يجنبك الشعور بعدم الراحة إذا كنت بحاجة إلى ملقط أو شفاط كهربائي بصورة طبية طارئة للمساعدة في إخراج طفلك.
أما إذا كانت المرأة بحاجة إلى الولادة القيصرية، فإن الإيبيدورال سيسمح لها بالبقاء مستيقظة وواعية أثناء العملية، ويخفف الألم أثناء التعافي.
4- يساعد في تقليل اكتئاب ما بعد الولادة
وجدت دراسة أجريت عام 2014، بعض الأدلة على أن استخدام إبرة الظهر لولادة طبيعية بدون ألم قد يقلل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة (PPD) لدى بعض النساء.
ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من الأبحاث بهذا الخصوص.
5- يمكنك الحصول عليها في أي وقت أثناء المخاض
حتى لو لم يكن ذلك جزءاً من خطة الولادة المُعدة، فمن الجيد أن تعرف السيدات أنه يمكنهن الحصول على حقنة الإيبيدورال فوق الجافية في أي وقت أثناء المخاض إذا دعت الحاجة أو وجدت أنها لا تستطيع الاحتمال.
المساوئ والآثار الجانبية المحتملة
1- انخفاض ضغط الدم: يمكن أن يسبب التخدير فوق الجافية انخفاضاً مفاجئاً في ضغط الدم. إذ تتم مراقبة ضغط الدم طوال فترة المخاض والولادة؛ لضمان تدفق الدم الكافي للطفل وفي جميع أنحاء الجسم. وإذا انخفض ضغط الدم، فقد تحتاج الأم إلى تلقي أوكسجين وسوائل وأدوية.
2- قد تكون لها بعض الآثار الجانبية: تعاني بعض النساء من آثار جانبية، من ضمنها الارتعاش أو الحمى أو الحكة. وبعد زوال تأثير الإيبيدورال، قد تشعر المرأة بالغثيان أو بالدوار وألم في الظهر ووجع حيث تم إدخال الإبرة.
3- الصداع الشديد: نحو 1% من النساء اللاتي تلقّين حقنة الظهر للولادة أبلغن أنهن عانين من صداع شديد بعد زوال تأثيرها المسكن. ويُعد ذلك عرضاً جانبياً نادراً ينتج عن تسرب السائل النخاعي عند تلقي الإبرة في الظهر. وإذا استمر الصداع لدى المرأة يتم إجراء رقعة دم، والتي تتضمن حقن بعض الدم في الحيز فوق الجافية لتخفيف الصداع.
4- مخاطر التلف أو العدوى: على الرغم من ندرتها الشديدة، فإنه من الممكن حدوث تداعيات خطيرة للحقنة من تلف دائم بالأعصاب في حالة تلف الحبل الشوكي بسبب الإبرة أو القسطرة، أو بسبب النزيف أو العدوى في منطقة فوق الجافية. ومع ذلك يعد هذا أمراً نادراً، إذ يخضع أطباء التخدير لتدريب مكثف، ما يجعل خطر حدوث ضرر دائم منخفضاً للغاية.
5- الحقنة تجعل الدفع أكثر صعوبة: تجد بعض النساء أن الضغط والدفع لمساعدة الطفل على الولادة أكثر صعوبة باستخدام حقنة الإيبيدورال. هذا يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بالتمزق أو الحاجة إلى التدخلات الطبية الطارئة لتسهيل ولادة الطفل، مثل استخدام الملقط أو حتى التحويل لعملية قيصرية إذا لزم الأمر.
6- قد يزيد من خطر الإصابة بتمزق العجان: تُظهر الأبحاث أن التمزق العجاني أكثر شيوعاً عند النساء اللواتي يعانين من التخدير فوق الجافية. وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالتمزقات العجانية ما يلي:
- ولادة طفل بوزن أثقل من المعتاد عند الولادة.
- إجراء قطع طبي للمساعدة في تسهيل الولادة.
- تلقي المخاض الاصطناعي أو تحفيز المخاض الطبي.
- قد يكون النصف السفلي مخدراً لبعض الوقت بعد الولادة.
7- قد تعاني الأم من مشكلة في التبول: يزيد تلقِّي حقن الإيبيدورال أيضاً من فرص الاحتياج لقسطرة بولية لتفريغ المثانة. ويحدث هذا بشكل مؤقت فقط. ويمكن إزالة القسطرة البولية بمجرد زوال الخدر.
8- خطر إصابة الطفل بضائقة تنفسية: تشير بعض الأدلة إلى أن الأطفال الذين خضعت أمهاتهم للولادة بعد تلقي حقنة فوق الجافية أكثر عرضة للإصابة بضائقة تنفسية مباشرة بعد الولادة.
وعلى الرغم من أن دراسات أخرى لم تجد أي دليل على أن استخدام فوق الجافية يزيد من خطر الإصابة بالضيق التنفسي عند الأطفال.
الحالات التي لا يمكنها الحصول على حقنة الإيبيدورال
بسبب بعض الحالات الطبية، قد لا تتمكن بعض السيدات من الحصول على حقنة فوق الجافية. لهذا السبب، من المهم التحدث إلى الطبيب المتابع ومقدم الرعاية الصحية الخاص بك عن تاريخك الطبي وأي أسئلة لديك. كذلك، إذا كان لديك أي من الحالات التالية، فقد لا تتمكنين من الحصول على حقنة فوق الجافية؛ للوقاية من أية تبعات صحية خطيرة:
- الحساسية لأدوية التخدير.
- مشاكل تخثر الدم.
- المعاناة من العدوى.
- مرض السكري المتدهور.
في تلك الحالات قد يقترح الطبيب المتخصص نوعاً آخر من مسكنات الألم أو التخدير، أو قد يطلب موافقتك على إجراء عملية قيصرية.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.