وفقاً للعديد من المهتمات بقضايا الجمال على تيك توك وإنستغرام وغيرهما، فإن استخدام مياه الصنبور لغسل البشرة قد يؤدي إلى ظهور مشاكل مثل حب الشباب والحساسية والأكزيما وغيرها. وتنصح تلك الفتيات باستخدام فلاتر للمياه لمنع وقوع تلك المشاكل. فإلى أي مدى تعتبر نصائحهن صحيحة؟ إليك ما يقوله أطباء الجلدية:
هل مياه الصنبور مضرة بالبشرة حقاً؟
مع ازدياد الهوس بالبشرة الصحية والنقية، ازداد بشكل ملحوظ عدد الفتيات اللواتي يستخدمن الفلاتر لصنابير المياه، وذلك تجنباً لمشاكل البشرة، فهل هذه الإجراءات ضرورية حقاً؟
في البداية دعونا نتعرف على محتويات مياه الصنبور. عادة تحتوي مياه الصنبور على معادن مثل الزنك والنحاس والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم، وهي مكونات نحتاجها بكميات معينة للحفاظ على صحة الجسم من الداخل إلى الخارج.
أما إذا كان الماء عسراً، فقد يحوي تركيزات أعلى من تلك المعادن، وخاصة الكالسيوم والمغنسيوم.
تقول طبيبة الأمراض الجلدية جلوريا لين لمجلة newsweek، إن الماء العسر من الممكن أن يعطل حاجز الجلد ويسبب الجفاف؛ وذلك لأنه يسرع استنفاد الزيوت الطبيعية من الجلد.
يمكن أن ترتبط المعادن أيضاً بالمواد الخافضة للتوتر السطحي الموجودة في الصابون والمنظفات؛ الأمر الذي يجعل إزالتها من الجلد مهمة صعبة للغاية ويؤدي ذلك بدوره إلى انسداد المسام.
كذلك، يمكن أن تتسبب الأيونات المعدنية الموجودة في الماء العسر في تلف الجذور الحرة، مما يؤدي إلى انهيار الكولاجين وشيخوخة الجلد.
وتضيف لين: "الماء العسر يحتوي أيضاً على نسبة عالية من القلوية مقارنة بالبشرة العادية، التي تتميز بكونها حمضية قليلاً، مما يتسبب في تغير درجة الحموضة يمكن أن يخل بوظيفة الجلد الطبيعية".
كيف يمكن أن تؤثر مياه الصنبور على بشرتنا؟
إحدى الكلمات الطنانة المنتشرة في عالم صناعة التجميل في السنوات الأخيرة هي ميكروبيوم الجلد، هذا الميكروبيوم هو عبارة عن طبقة من الكائنات الحية الموجودة على وجهك وجسمك والتي يجب الحفاظ عليها في حالة توازن. تقول لين: "إن الحفاظ على ميكروبيوم الجلد الصحي هو مجال بحث ناشئ مهم".
يمكن لمياه الصنبور أن تلعب دوراً هنا أيضاً. "الماء غير المصفى قد يخل بالتوازن الطبيعي لميكروبيوم الجلد، مما يؤدي إلى تفاقم حالات مثل حب الشباب، والأكزيما والتهاب الجلد".
قد تحتوي المياه غير المفلترة أيضاً على الكلور والملوثات الكيميائية والهرمونات والبكتيريا والفطريات.
وبالنظر إلى مساحة سطح الجسم الواسعة التي تتلامس معها المياه غير المفلترة، كان هناك جدل بشأن إمكانية امتصاص هذه الملوثات بشكل منتظم، من خلال الوجه أو الجسم.
فضلاً عن ذلك، يمكن أن يتأثر الشعر سلباً بالمياه غير المفلترة أيضاً، مما يتسبب في فقدان لمعانه الطبيعي، إذ يصبح جافاً وهشاً.
ما الحل إذاً؟
هل يعني ذلك أنه عليك تركيب فلتر مياه؟ ليس بالضرورة فهذا يتوقف على نوع المياه في المدينة التي تسكنين فيها، ففي بعض المناطق تتميز المياه بأنها عذبة، بينما تكون عسرة في مناطق أخرى.
إذا كانت مياه مدينتك عسرة، فقد يكون من المفيد استخدام الفلتر في هذه الحالة.
بما أن المحتوى المعدني الثقيل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الجفاف ويضعف حاجز الجلد، فإن هذا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على من لديهم بشرة أكثر حساسية في حالات مثل الأكزيما.
كذلك فإن المعادن التي يمكن أن تلتصق بالمواد الخافضة للتوتر السطحي في المنظفات والصابون، قد تتسبب في انسداد المسام، مما قد يؤثر سلباً على البشرة المعرضة لحب الشباب، وذلك بسبب تراكم بقايا حثالة الصابون على الجلد.
أولئك الذين يريدون تجنب شيخوخة الجلد المبكرة يمكنهم أيضاً التفكير في تركيب الفلاتر؛ لأن الآثار المترتبة على المياه العسرة ستكون طويلة المدى ولن تظهر بالضرورة بشكل مباشر.
وأشارت لين أيضاً إلى دراسة أجراها طبيب الأمراض الجلدية ظريف جبار لوبيز، ربطت بين الماء العسر والأكزيما.
تكلفة فلاتر المياه
تبدأ تكلفة فلاتر الصنابير بحوالي 20 دولاراً، بينما تبدأ تكلفة فلاتر رؤوس الدش بحوالي 150 دولاراً، ولكن عليك أيضاً مراعاة تكلفة استبدال الخراطيش.
كذلك يجب الانتباه إلى أن الفلاتر يمكن أن تصبح كذلك أرضاً خصبة للبكتيريا، مما يؤدي إلى عكس تأثيرها الجيد على بشرتك. لذلك يقترح تغيير الفلتر كل ثلاثة أشهر أو شهرين في مناطق الماء العسر بشكل خاص.