هناك العديد من الأشخاص الذين يتمكنون من الحفاظ على ملابسهم لفترات طويلة، ويقومون بارتدائها بشكل دائم لمواسم عدة، إلا أن هذا السلوك يمكن أن لا يكون في صالحهم، بل قد يؤدي إلى إصابتهم ببعض الأمراض الجلدية.
وهذا الأمر عائد إلى عدم احترام مدة صلاحية الملابس، والتي غالباً ما يتعلق الأمر بتلك التي يتم ارتداؤها مباشرة على الجلد، مثل الجوارب، والملابس الداخلية.
لذلك يجب علينا معرفة مدة صلاحية كل قطعة ملابس، ومتى يجب التخلص منها أو استبدالها، وكذلك كيفية الحفاظ عليها مدة أطول في حال عدم القدرة على استبدالها.
ماذا نعني بمدة صلاحية الملابس؟
قبل معرفة مدة صلاحية الملابس، بمختلف انواعها، لا بد من شرح مفهوم "مدة صلاحية الملابس"، الذي يمكن أن يكون جديداً على بعض الأشخاص الذين لم يسمعوا به من قبل.
ومدة الصلاحية هذه مرتبطة بعدة عوامل، أولها نوع القماش، ثم طبيعة استخدام القطعة (ملابس داخلية، ملابس خاصة بالعمل..)، ثم عدد المرات التي يتم غسلها.
إضافة إلى ذلك، فإن هذه الملابس تكون معرضة للعديد من التغيرات، وتدهور حالة النسيج عند ارتدائها المتكرر، وذلك بسبب الغبار، والرياح، والعرق، والبقع المختلفة.
وعند النظر إلى كل هذه العوامل، يمكن حينها تحديد مدة صلاحية كل قطعة من الملابس، إلا أن هناك قطعاً معينة لها مدة صلاحية محددة، والتي تسمى بـ"العمر الافتراضي" للملابس، يجب الالتزام به، لنتعرف عليها.
6 أشهر للجوارب
تعتبر الجوارب من بين أكثر أنواع قطع الملابس التي يجب استبدالها بشكل سريع، إذ إن عمرها الافتراضي لا يتجاوز 6 أشهر.
وذلك لأن الجوارب يتم ارتداؤها لساعات طويلة خلال النهار، إذ تكون محبوسة داخل الحذاء لساعات طويلة؛ الأمر الذي يتسبب في تلف أنسجتها.
ولأن هذه القطعة تحتاج إلى الغسل بعد كل استعمال، فإنها معرضة للتلف بشكل أسرع، بسبب مواد التنظيف التي تتعرض لها، والتي تحتوي على مواد كيميائية غالباً ما تؤدي إلى تلفها، وترهل أنسجتها.
لكن في حال كانت الجوارب ذات نوعية جيدة، أو لا يتم ارتداؤها باستمرار، في هذه الحالة يمكن الاحتفاظ بها لمدة أطول، والعكس صحيح.
غيِّر القمصان القطنية الداخلية كل سنة
تتراوح مدة صلاحية القمصان القطنية الداخلية "تيشرت"، بين 6 أشهر وسنة واحدة، إذ يعتبر من الأفضل استبدالها بعد ذلك بقطع جديدة، لتفادي التعرض لأمراض جلدية.
السبب وراء العمر الافتراضي القصير لهذه القمصان القطنية، هو استعمالها المتكرر، وكذلك ارتداؤها بشكل مباشر على الجلد، مما يجعلها معرضة للتلف بسهولة.
ومن أبرز العلامات التي تدل على أن وقت استبدال القميص القطني الداخلي قد حان، تمدد أنسجته، وصعوبة التخلص من البقع التي عليه، وظهور حبيبات صغيرة عليه.
لا تتجاوز 6 أشهر للملابس الداخلية
يتم استعمال الملابس الداخلية كذلك مثل الجوارب، إذ يتم ارتداؤها باستمرار، لتكون معرضة لكثير من التغييرات مع مرور الوقت، مما يعجل بتلفها، وتصبح غير صالحة للاستعمال بعد 6 أشهر فقط.
إذ إن أنسجة القماش التي تصنع منها الملابس الداخلية تتعرض للتآكل بسرعة، كما أنها تصبح خشنة وغير مريحة، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالحكة بشكل متواصل.
زيادة على ذلك، فإن حمالات الصدر مثلاً، ولأن بها العديد من الأقمشة المطاطية، فإنها تتعرض للارتخاء، وتصبح غير صالحة للاستعمال بالشكل الصحيح.
إضافة إلى تعرضها للعرق الدائم، والزيوت التي يفرزها الجسم خلال اليوم، والتي يتم تخزينها في أنسجة القماش، ولا يتم التخلص منها بشكل كامل حتى بعد الغسل.
الملابس اليومية تعيش مدة أطول
عكس القمصان القطنية الداخلية، فإن القمصان العادية التي يتم ارتداؤها في الحياة اليومية يمكن أن تعيش لمدة أطول.
إذ إن عمرها الافتراضي قد يصل إلى 3 سنوات، حسب درجة الاستعمال، وكثرة الغسيل، وذلك لأنه غالباً ما يتم ارتداء القميص نفسه مرة واحدة في الأسبوع أو أقل.
وهذا هو حال أغلب الملابس التي يتم ارتداؤها في الحياة اليومية، والتي تتم إعادة ارتداؤها بشكل أقل بكثير من الملابس الداخلية، التي تحتاج للغسل المستمر.
3 سنوات لبناطيل القماش
عادةً ما يتم ارتداء البناطيل أكثر من القمصان القطنية والبلوزات بمختلف أنواعها، وذلك لأنه يمكن لبنطلون واحد أن يناسب العديد من الإطلالات، دون الحاجة إلى تغييره.
لذلك فإن مدة صلاحية البناطيل، وهنا نتحدث عن تلك المصنوعة من القماش، يمكن أن تتراوح بين سنة واحدة وسنتين، قبل أن تبدأ أنسجته بالتحلل والتآكل بسبب كثرة الاستعمال.
وللحفاظ على هذه النوعية من البناطيل أكثر، يستحسن التقليل من ارتدائها ثم غسلها، وفي هذه الحالة، يمكنها العيش إلى 4 سنوات.
أنسجة بناطيل الجينز أقوى من غيرها
أما عن بناطيل الجينز، التي لا تخلو أي خزانة ملابس منها، فإنها تعيش مدة أطول من تلك المصنوعة من القماش، ويمكن ارتداؤها إلى غاية 3 سنوات متكررة، حتى وإن كان يتم غسلها باستمرار.
والسبب وراء عمر الجينز الطويل هو طبيعة أنسجته المتينة والقوية، والتي يمكنها مقاومة التغيرات التي تطرأ عليها، سواء أكانت عوامل خارجية، أم كثرة الغسل.
لكن من الضروري الأخذ بعين الاعتبار جودة بنطلون الجينز قبل الاحتفاظ به مدة طويلة، إذ يمكن لبعضها أن تكون مصنوعة من قماش بأنسجة مختلطة، ويمكن التحقق من هذا الأمر من خلال اللاصق الذي يكون مثبتاً داخل قطعة الملابس.
الملابس الشتوية الأكثر عمراً
يمكن القول إن الملابس الثقيلة، التي يتم ارتداؤها في فصل الشتاء، والمتمثلة في المعاطف، والكنزات الصوفية، وجاكيتات الجلد، هي الأطول عمراً من بين جميع أنواع الملابس المذكورة سابقا.
وذلك لأنها أقل عرضة للعرق وزيوت الجسم، وكذلك لا تحتاج إلى الغسل بشكل دائم ومتكرر، كما أنه يتم ارتداؤها فقط في الفضاءات الخارجية، ثم إزالتها فور الوصول إلى مكان مغلق.
ومدة صلاحية الملابس الشتوية الثقيلة قد تصل إلى 5 سنوات، ويمكن أن تتعدى ذلك، حسب عدد المرات التي يتم ارتداؤها فيها خلال الموسم الواحد.
إلا أن المعاطف المقاومة للماء، والتي يتم ارتداؤها للحماية من دخول مياه الأمطار إلى الملابس الداخلية، قد تتعرض للتلف بعد 3 سنوات فقط من شرائها، وذلك لأنها الأكثر عرضة لتغير أنسجتها.
ما مصير الملابس منتهية الصلاحية؟
بعد معرفة العمر الافتراضي لأغلبية انواع الملابس، من الطبيعي أن يكون السؤال المطروح الآن هو: "ماذا سيكون مصير الملابس بعد انتهاء مدة صلاحيتها؟".
الجواب بسيط، إذ إنه يمكن وضعها في أماكن خاصة من أجل إعادة تدوير الملابس، وفي حال عدم وجودها، يمكن تقديمها للأشخاص الذين يعملون في بيعها للشركات التي تشتغل في إعادة التدوير.
إذ إنه يجب تفادي رميها في القمامة، لأن الأثواب بمختلف أنواعها ذات أنسجة صعبة التحلل في التربة، مما يؤدي إلى التلوث.
كما أنه لا ينصح بالتبرع بها، لأنها وكما سبق ذكره، غير صالحة للاستعمال مرة أخرى، ويمكن أن تؤدي إلى إصابة من يرتديها بأمراض جلدية.