أصبحت تجارة التجميل والعناية بالبشرة من أكبر مصادر الأموال على مدى عقود طويلة. وما بين صيحات تجميلية مختلفة ومستحضرات التجميل التي لا تُعد ولا تُحصى، وصولاً للعمليات الجراحية الخطيرة، يتضح أن النساء والرجال على حدٍ سواء قد يبذلون كل ما في وسعهم للحصول على مظهر جذاب وأكثر شباباً.
وقد وصلت هذه الرغبة القوية التي تدفعها تجارة تُقدر بمليارات الدولارات سنوياً إلى حدود غريبة وقد تبدو صادمة للبعض، منها تطوير تقنيات جديدة للعناية بالجلد باستخدام الدماء البشرية فيما يُعرف بتقنية "مصاص الدماء" لتصحيح الجلد.
ما هي تقنية "مصاص الدماء" للعناية بالجلد؟
الإجراء الغريب من نوعه أصبح مستخدماً بشكل كبير في العقدين الماضيين، ويُعرف باسم "علاج مصاص الدماء" أو (Vampire Facial Technique)، المعروف أيضًا باسم (microneedling + PRP)، وهو إجراء تجميلي يتضمن سحب الدم من ذراع الشخص المعني، وفصل البلازما الغنية بالصفائح الدموية وإعادة وضعها على الوجه وتدليكها بعناية للحصول على أفضل النتائج.
وتتضمن العملية مزيجاً من الوخز الدقيق بالإبر وتطبيق البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) على الجلد؛ حيث تُستخدم الإبر الدقيقة والقصيرة لثقب الجلد، مسببة وخزات صغيرة لا تتغلغل إلا في عمق الجلد السطحي للبشرة.
بدأت الفكرة، أول الأمر، على يد الطبيبة الألمانية وخبيرة مستحضرات التجميل باربرا ستورم في 2003، حيث استخدمت خلايا الدم الخاصة بالمريض لإنتاج البروتينات، لتعزيز عملية الشفاء السطحي للجلد. وقد تطور المفهوم وبات رائجاً خاصة بين المشاهير والمؤثرين الباحثين عن مختلف صيحات الرعاية التجميلية المتقدمة، بحسب مجلة "فانيتي فير" العالمية للمرأة والجمال.
الفوائد المزعومة لهذه التقنية تظل محط جدل كبير
بعد استخدام الوخزات السطحية "لإصابة" الجلد، تبدأ البشرة في إصلاح نفسها عن طريق إنتاج الإيلاستين والكولاجين، والسماح لبلازما الدم التي يتم تدليكها موضعياً في الجلد بالتغلغل بشكل أعمق.
ويُعتقد أن مزايا هذه التقنية في تجميل وتصحيح البشرة تعود إلى تمتُّع بلازما الدم البشري بتركيز كبير من عوامل النمو، ما يساعد الأنسجة على الشفاء وإصلاح نفسها، وعلاج جميع أنواع مشاكل الجلد.
وبحسب خبراء ومراكز الأمراض الجلدية الذين يوفرون هذه الخدمة، فإن هناك العديد من الفوائد لتقنية "مصاص الدماء" للعناية بالجلد، بما في ذلك تعزيز دورة حياة خلايا الجلد، وتحسين لون البشرة وملمسها.
ويزعم المختصون أيضاً أن الوخزات الدقيقة باستخدام البلازما الغنية بالصفائح الدموية تقلل أيضاً من ظهور الخطوط الدقيقة وعلامات الشيخوخة.
مشيرين إلى أن هذا العلاج قد يكون مفيداً بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من حب الشباب، ولديهم ندبات حب الشباب، أو تلف الجلد، من التعرض الطويل للشمس والبقع الداكنة.
ومع ذلك، تظل هناك حاجة لمزيد من التجارب والاختبارات العلمية المتخصصة في تحديد المزايا المثبتة والآثار الجانبية المحتملة لعلاج "مصاص الدماء" لتصحيح الجلد، وما إن كانت النتائج مقبولة كفاية لاعتماد هذه التقنية ضمن خيارات العلاج التجميلي المشابهة.
مخاطر وآثار جانبية محتملة لتقنية "مصاص الدماء"
منذ ظهور التقنية لأول مرة، وخضوع بعض الشخصيات العالمية المؤثرة لها، والنشر عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما فعلت كيم كارداشيان عندما نشرت صورتها بقناع الدماء عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، جادل كثيرون حول مدى فاعلية هذه التقنية في تصحيح الجلد.
خاصة بعدما ثبتت إصابة بعض الحاصلين على علاج "مصاص الدماء" في عيادات حول العالم بمرض نقص المناعة البشرية الخطير (HIV)، بسبب حقن الدماء الملوثة.
كذلك تشمل الآثار الجانبية لهذه التقنية التجميلية الشعور بالألم والانزعاج، فهي عادة ما تتطلب تطبيق مخدر موضعي للجلد قبل تطبيق خطوة الوخز بالإبر الدقيقة، وبالتالي فهي ليست خياراً مريحاً في حال كانت المرأة حاملاً أو تعاني من أية حساسية تجاه مكونات التخدير.
ويشمل علاج "مصاص الدماء" لتصحيح الوجه أيضاً بعض الآثار الجانبية الأخرى التي يُعتقد أنها تزول في غضون بضعة أيام، مثل الحكة والاحمرار والالتهابات. ومع ذلك في بعض الحالات، وعند إجراء العملية في عيادات ملوثة أو باستخدام أدوات ملوثة، قد يصاب الأشخاص الخاضعون للعلاج بالعدوى والالتهابات الخطيرة التي قد تكون مستديمة، مثل الإصابة بأمراض نقص المناعة.