ربما تكون العناية البسيطة بالبشرة هي أفضل خيار للحصول على أفضل النتائج، إذ يفقد الجلد الرطوبة كل يوم لأسباب عديدة، بما في ذلك عملية الشيخوخة الطبيعية وبسبب التلوث.
في المقابل، فإن مكونات طبيعية غنية بالمغذيات، مثل زيت المنك، تُعد خياراً لطيفاً على الجلد، ويمكن امتصاصه بسهولة لاستعادة الرطوبة بسرعة.
علاوة على ذلك، يحتوي زيت المنك على حمض أوميغا 7 الدهني النادر، والذي يسمى "حمض بالميتوليك"، وهو أساسي لضمان صحة الخلايا وحماية الجلد بشكل طبيعي من التلف الناتج عن عوامل الإجهاد.
ما هو زيت المنك، وما طريقة استخلاصه؟
زيت المنك هو الزيت المستخلص من الأنسجة الدهنية الموجودة تحت فراء حيوانات المنك، وقد راج هذا النوع من الزيوت الحيوانية بشكل أساسي في أوروبا بادئ الأمر، وذلك منذ حوالي 50 عاماً تقريباً كمادة خام لمستحضرات التجميل وشركات المكياج والكريمات المتخصصة.
كذلك، فإن مستحضرات التجميل بزيت المنك لها تاريخ طويل في الصيدليات اليابانية والأوروبية ومنتجات العناية بالبشرة الفاخرة حول العالم، ومع ذلك فهو يحظى بكثير من الاستهجان، باعتباره غير صديق للحيوانات.
لكن بشكل عام، يُعد زيت المنك آمناً ومناسباً للاستخدام على الوجه، ويسهل على البشرة امتصاصه، كما أنه لا يسد المسام.
تقليدياً، كان يتم استخلاص زيت المنك بعد ذبح الحيوانات من أجل حصد جلودهم الثمينة التي تدخل في صناعة المعاطف الفاخرة. وأثناء عملية التنظيف، يتم تجريد الجلود من الطبقة السميكة من الدهون وتحويلها إلى زيت.
وإلى اليوم، لا تزال طريقة الاستخراج تلك هي الأكثر شيوعاً، على الرغم من أن بعض شركات مستحضرات التجميل تحصد كميات صغيرة من الزيت من المنك الحي لتجنّب دعاوى الرفق بالحيوان.
وعادة ما يتم ذلك عن طريق إدخال إبرة في بطن الحيوان، وهي منطقة بها كميات كبيرة من الدهون، واستخراج كمية صغيرة منها.
هذه التقنية ليست بالضرورة أكثر إنسانية، لأن العديد من مزارع المنك تعاني من ظروف معيشية سيئة، وبالتالي فهو في كل الأحوال يثير موجات من الرفض بين نشطاء ومؤسسات حقوق الحيوان المطالبة بمنتجات عناية وتجميل نظيفة خالية من العنف.
مزايا فريدة للترطيب العميق والوقاية من التلوث
زيت المنك هو عبارة عن جليسريد طبيعي يتكون مما يتراوح بين 14 إلى 20 نوعاً من الأحماض الدهنية المتسلسلة الكربونية التي يتم الحصول عليها من خلال تحويل دهون المنك من الجلد المزال إلى سائل قابل للاستخدام الموضعي.
وبحسب موقع "لوريال" للجمال ومستحضرات العناية، يظهر المستخلص الحيواني سهل التقديم على شكل سائل أصفر شاحب بعد معالجته، وعادة ما يمكن العثور عليه في مستحضرات التجميل بتركيزات 25% أو أقل.
وقد اكتسب استخدام زيت المنك للعناية بالبشرة شهرة في العالم لتشابهه الوثيق مع الزهم البشري الذي يفرزه الجلد لحماية البشرة من عوامل الجو والتلوث.
والزهم هو إفراز الزيت الطبيعي في الجسم، والذي يحتوي أيضاً على آثار من الأحماض الدهنية. لذا بفضل التركيبة الهيكلية المشابهة لحاجز الجلد، يمكن لزيت المنك اختراق سطح الجلد بسهولة، ويتم دمجه كعامل مرطب وواقٍ.
من ناحية أخرى، فإن الكمية العالية من الأحماض الدهنية تجعل هذا الزيت الطبيعي غير قابل للذوبان في الماء. لذلك، من أجل استخدام زيت المنك في تركيبات مستحضرات التجميل، يوصى بدمج الأحماض الدهنية لزيت المنك مع وسيط كحولي آمن، مثل الإيثر والأسيتون والأيزوبروبانول.
وقد أظهرت الدراسات أنه بعد ساعة واحدة من التطبيق الموضعي لزيت المنك، كان السائل قادراً على البقاء على سطح الجلد وإظهار امتصاص كبير في الطبقة المعنية في البشرة.
إضافة لما سبق، يتضح أيضاً أن زيت المنك لا يسبب انسداد المسام مثل الزيوت الطبيعية الأخرى، مما يجعله مكوناً مثالياً للترطيب وتعزيز جودة البشرة والجلد بشكل عام.
استخدامات أخرى لزيت المنك
بالإضافة إلى دخوله في تركيبة عدد من مستحضرات التجميل المصنوعة من الزيت المصممة لتحسين حالة بشرة الإنسان والوقاية من الجفاف وتلف الجلد، تبيع بعض شركات العناية بالأحذية أيضاً المنتجات التي تحتوي على الزيت.
إذ غالباً ما يتم تجميع كريمات الأحذية الجلدية مع مادة مانعة لتسرب المياه، بحيث يمكن عزل الأحذية وتكييفها في نفس الوقت ضد عوامل الجو والتلوث بسبب المطر وغيرها. وبالتالي يساعد وضع المرطبات على الأحذية الجلدية في الحفاظ على ليونة الخامة لفترة أطول وإطالة عمر الحذاء، وهنا يدخل المنك في صناعة الأحذية الجلدية الفاخرة.