الملحفة الشاوية هي أحد الأزياء التراثية والتقليدية التي ترتديها المرأة الجزائرية، ويكاد يكون هذا اللباس الأقدم في منطقة شمال إفريقيا، إذ بدأ تاريخه في فترة ما قبل الميلاد، حين أرست نوميديا نفسها واحدة من الدول الكبيرة التي تأسست في شمال إفريقيا.
ولا يزال زيُّ الملحفة الشاوية محافظاً على مكانته منذ ذلك الوقت وحتى الآن باعتباره قطعة أساسية من أزياء المرأة والعروس الجزائرية.
الملحفة الشاوية.. اللباس الذي يعود إلى فترة ما قبل الميلاد
يعدّ حالياً لباس الملحفة الشاوية أقدم الأزياء في الجزائر، ومن الأقدم في منطقة شمال إفريقيا،إذ يعود تاريخ هذا اللباس الشاوي إلى فترة ما قبل الميلاد، وتحديداً خلال فترة الاحتلال الإغريقي ثمّ الروماني لشمال إفريقيا، وذلك وفقاً لمذكرة تخرج جامعية بعنوان "اللباس التقليدي الشاوي.. الملحفة الشاوية التقليدية والمعاصرة".
في تلك الفترة ورغم احتكاك المرأة الأمازيغية مع الثقافات العالمية المتمثلة في الإغريق والرومان، إلّا أنّها حافظت على لباسها الأصلي الذي كان يعرف باللحاف أو الهولي، والذي كانت تلتحفه المرأة الأمازيغية، وتزينه رموز خاصة بأهل الشاوية تترجم ثقافتهم الخاصة، والتي يقال إنها تعني "الحرية ونبذ القيود".
ويطلق على اللباس التقليدي للمرأة الشاوية الأمازيغية في الجزائر باللهجة الشاوية المحلية "هيملحفث"، وكان لهذا الزيّ في القديم واجهتان، واحدة تلبس من الأمام وتربط مع الخصر، وأخرى تنسدل على باقي الجسد.
أمّا ألوانه، فالملحفة الأوراسية القديمة لها لونان لا ثالث لهما، وهما الأسود وبعض من الأصفر، واللذان يرمزان إلى حرية المرأة الأمازيغية.
تفصيلة خاصة ومميزة للباس الأقدم في شمال إفريقيا
للملحفة الأمازيغية تفصيلة خاصة، إذ تتشكل عادة من قطعة قماش واحدة، تخاط عند الصدر، ويترك جزء طويل منها متساقطاً إلى الرجلين، ويبلغ طول القماش 4 أمتار ونصف المتر، ويفضل أن يكون بالأكمام.
وتتكون الملحفة الشاوية من لحاف داخلي، ويسميه أهل الشاوية "الدخيلة"، أما الخارجي فيكون مخيطاً من جهة ويبقى مفتوحاً من الجهة الأخرى.
الملحفة الشاوية لم تسلم من العصرنة
ولم يسلم هذا الزي التقليدي من العصرنة، فمع توالي الأجيال عرفت الملحفة عدة تطويرات، سواء في الحلي التي ترافقها أو حتى في تفصيلتها الأساسية، فعلى الرغم من أنّ الملحفة الشاوية القديمة كانت تحتوي على لونين فقط هما الأسود والأصفر، إلا أنّ الملحفة العصرية صارت تخاط بألوانٍ متعددة على حسب الرغبة.
إذ باتت الملحفة تناسب كل أذواق المرأة الجزائرية، وذلك من خلال التعديلات التي يجري إدخالها على تصميم الملحفة، من زينة وتطريزات، والتي لا تخرجها عن هويتها الأساسية، فهناك نوعان من الملحفة، النوع الخفيف غير المطرّز، والنوع الثاني الذي يضم العديد من التطريزات.
ويشتهر هذا اللباس بشكل خاص عند نساء محافظة "باتنة"، وهي عاصمة الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، حيث صار يسمى بـ"لباس المرأة الأوراسية"، كما نجده حاضراً في العديد من الدول العربية باعتباره أحد الأزياء الأمازيغية.
ويبلغ سعر الملحفة الشاوية ما بين 100 إلى 150 دولاراً في المتوسط، في حين قد تصل الأزياء المعاصرة إلى أكثر من 1000 دولار.