عندما تبدأ المرأة الأسابيع الأولى من الحمل، تحدث العديد من التغييرات المختلفة لجسمها، وعلى رأس هذه التغيرات المعاناة المفاجئة من جفاف البشرة الشديد الذي يسبب لها الانزعاج والحرج، ومشاكل الجلد الأخرى إذا لم يتم التعامل معه بشكل فوري.
يحدث جفاف الجلد عادة أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية التي تحرم البشرة من الرطوبة، وبالتالي تحرمها من المرونة والقدرة على تعزيز إفراز الدهون الطبيعية.
إذ تساهم التغيرات الهرمونية، بما في ذلك زيادة نسبة الدم في الجسم، في معاناة المرأة من الجفاف أثناء الحمل في البشرة والشعر على حدٍّ سواء، حيث يمكن أن يتأثر توازن رطوبة الجلد بسبب هذه التغيرات.
أسباب جفاف الجلد أثناء الحمل
1- زيادة سوائل الجسم: نظراً للحجم الإضافي من الدم والماء اللازمين لاستمرار نمو الطفل، فإن الرطوبة في الجسم يتم توجيهها بعيداً عن الجلد؛ لتوفير متطلبات أهم لسلامة الجنين ونموه.
ولأن كل قطرة ماء مطلوبة لضمان نمو الطفل، فإن هذه الزيادة في حجم الدم تجعل من الصعب الحفاظ على الرطوبة كالمعتاد، خاصة في الأطراف مثل الذراعين والقدمين والساقين.
2- فقدان مرونة الجلد: كذلك ينمو الجسم أثناء فترة الحمل بسرعة لدعم الطفل الذي ينمو بمعدلات سريعة باستمرار على مدى الأشهر الـ9، وبالتالي تفقد البشرة مرونتها ورطوبتها مع التمدد، مما يؤدي أحياناً إلى تشقق الجلد.
3- قلة تناول الماء: تزداد كمية الماء التي يحتاجها جسم المرأة الحال، لذا فإن عدم شرب كمية كافية من الماء يمكن أن يؤدي إلى جفاف الجلد أثناء الحمل بشكل حاد، علاوة على تبعات صحية أخرى قد تكون أكثر خطورة.
4- تغيرات الجو الموسمية: عندما تمر المرأة بشهور حملها، تزامناً مع فصل الشتاء، يمكن أن يتسبب الجو في زيادة مشاكل البشرة الجافة، إذ يستنفد الهواء الجاف وأنظمة التدفئة ترطيب البشرة الطبيعي، ما قد يفاقم المشكلة.
طرق التعامل مع الجفاف أثناء الحمل
1- الاغتسال
يؤدي تنظيف الجلد بانتظام إلى التخلص من خلايا الجلد الميتة، التي يمكن أن تساهم في الشعور بالجفاف، وخلال الحمل يمكن تجربة المنظفات الطبيعية والآمنة على الجلد، أو حتى استخدام الزيوت الطبيعية.
كذلك يُنصح بتجنب الصابون واستخدام مزيل العرق الذي يحتوي على مكونات تمتص الرطوبة. كما يجب ألا تستخدم المرأة الحامل غسول البشرة الرغوي أكثر من مرة يومياً، مثل إزالة المكياج في نهاية اليوم.
2- تقليل التعرّض للبخار
على الرغم من أن ذلك قد يبدو منطقياً، فإن تبخير البشرة يساهم بشكل كبير في معاناتها من الجفاف الذي قد يسبب الحكة. فهو يزيل الزيوت الطبيعية، مما يجعلها جافة وقابلة للتقشير أو التشقق.
وهذا يعني أيضاً أنه يجب تقصير مدة الاستحمام إلى 10 دقائق وتقليل سخونة الماء قدر الإمكان.
3- استخدام زيوت الاستحمام المرطبة
من الممكن الاستعاضة عن المنظف وغسول البشرة والجلد عن طريق التنظيف باستخدام الزيوت الطبيعية الآمنة على البشرة، خاصة خلال الاستحمام، وذلك لاستغلال المسام المفتوحة التي يساهم فيها البخار من الماء الدافئ.
بتلك الطريقة يتمكن الجلد من امتصاص الزيوت بشكل أكبر وتعويض الرطوبة المفقودة بشكل أفضل.
4- اتباع روتين للعناية بالبشرة
يُنصح بوضع المرطب مباشرة بعد استخدام الغسول أو الماء الساخن على الجلد، خاصة في الطقس البارد أو العاصف. كما يُنصح بإعادة تطبيق الزيوت والكريمات بشكل متكرر طوال اليوم، ومرة أخرى قبل الخلود إلى النوم في الليل.
وبشكل عام، تُعدّ المنتجات غير العطرية والكحولية هي الأفضل، لأن غالباً ما تكون البشرة الجافة حساسة أيضاً، خاصة خلال أشهر الحمل.
لذلك يمكن تجربة زيت جوز الهند أو زيت اللوز الحلو أو مرهم A + D على المناطق التي تعاني من مشاكل أكبر، مثل المرفقين والركبتين والكعب، وذلك لشفاء البشرة شديدة الجفاف. ولا ضير من استخدام أقنعة الترطيب العميق مرة في الأسبوع على الوجه والجسم.
5- الوقاية من الشمس
بشكل عام، يجب استخدام واقٍ من الشمس مع عامل حماية SPF لا يقل عن 15 لحماية بشرتك يومياً عند التعرض للشمس، حتى وإن لم تكوني على وشك مغادرة المنزل.
6- النظام الغذائي المتوازن
يجب تضمين الدهون الجيدة الصحية للجسم في نظام المرأة الحامل الغذائي، مثل الدهون الأحادية وغير المشبعة المتعددة المتوفرة في أطعمة مثل زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو وسمك السلمون وغيرها.
كما يجب شرب الكثير من الماء طوال اليوم للحفاظ على رطوبة البشرة.
ومع ذلك، يجب الابتعاد بشكل كامل عن العلاجات الكيميائية (مثل التقشير العميق أو التقشير الكيميائي للجلد)، والتي من المحتمَل أن يمتص الجلد مركباتها غير الصحية، فتصل للجنين وتؤثر على نموه وسلامته.