الهبات الساخنة هي إحساس عارم بالحرارة على الجلد، أو دفء مفرط يحدث فجأة في الجزء العلوي من الجسم، وهي الحالة التي عادة ما تصيب النساء عن الرجال.
وتؤثر الهبات الساخنة، بشكل رئيسي، على الوجه والرقبة والصدر والظهر. إذ قد يتعرّق الشخص الذي يعاني من الهبات الساخنة بغزارة، وقد يتحول لون بشرته إلى اللون الأحمر فجأة أثناء النوبة.
وفي حين ترتبط الهبات الساخنة عموماً بانقطاع الطمث والدخول فيما يُعرف بمرحلة سن اليأس، عند السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 45 و55، فإن أكثر من ثلث الحوامل يعانين من الهبات الساخنة كذلك أثناء فترة الحمل.
في هذا التقرير نستعرض أسباب الهبات الساخنة أثناء الحمل، وما هي مخاطرها، وكيف من الممكن التعامل معها، ومتى ينبغي استشارة الطبيب بخصوصها.
أعراض وأسباب هبّات الحمل الساخنة
يمكن أن تحدث الهبات الساخنة في أي وقت من مراحل الحمل. وفي حين أنها عادة ما تبلغ ذروتها في الثلث الأخير من الحمل، فقد كشفت إحدى الدراسات العلمية، بحسب موقع Very Well Health للصحة والمعلومات الطبية، أنه في غضون العشرين أسبوعاً الأولى من الحمل، تصاب ما يصل إلى 18% من النساء الحوامل بالهبات الساخنة.
كما أبلغت 35% من السيدات عن معاناتهن من هبات ساخنة في مرحلة ما خلال فترة الحمل، و29% عانين منها بعد الولادة.
مخاطر الهبات الساخنة للمرأة الحامل
عادة ما تكون الهبات الساخنة أثناء الحمل غير ضارة. ومع ذلك، فإن ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل يمكن أن يكون خطيراً على سلامة المرأة وجنينها. ووجدت الأبحاث أن الإجهاد الحراري أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في نمو الحبل الشوكي والعمود الفقري للجنين الذي لم يُولد بعد.
ومع ذلك، من الضروري معرفة أن الهبات الساخنة لا يمكنها في العادة أن ترفع من درجة حرارة الجسم الأساسية بمقدار كبير، لذا فهي ليست مدعاة للقلق.
ما الذي يسبب الهبات الساخنة أثناء الحمل؟
تحدث الهبات الساخنة عادةً بسبب تغير الهرمونات لدى النساء في سن اليأس، ويمكن قول الشيء نفسه عن الهبات الساخنة التي تحدث أثناء الحمل.
وبحسب موقع Today's Parent، للأمومة والطفولة، إذ عندما تصبح المرأة حاملاً، تزداد مستويات هرمون الأستروجين والبروجسترون لديها حتى يتمكن الطفل من النمو بشكل صحي. حيث يؤدي هذا الارتفاع في الهرمونات إلى المعاناة من الهبات الساخنة.
كما يمكن لزيادة تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم لدعم الحمل، أن يسبب أيضاً الهبات الساخنة المرتبطة بالحمل.
وبشكل عام، يمكن أن تبدأ هبات الحمل الساخنة في الظهور خلال أول 20 أسبوعاً من الحمل. في بعض الحالات، قد تكون واحدة من العلامات الأولى التي تنذر المرأة بحملها.
ومع ذلك، يمكن أن تحدث الحالة خلال جميع مراحل الحمل، وعادة ما تبلغ ذروتها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. كما تم توثيق حدوث الهبات الساخنة بعد الولادة أيضاً، والتي عادة ما تكون أسوأ في أول أسبوعين بعد الوضع.
نصائح للتعامل مع الهبات الساخنة أثناء الحمل
بالرغم من عدم خطورتها على الصحة العامة، فإن الهبات الساخنة قد تكون مسببة لكثير من الإزعاج وعدم الراحة للأم أثناء حملها، لذلك يُعد تطوير استراتيجيات فعالة للتكيف مع الحالة هو أمر أساسي للمساعدة على تجاوز المشكلة وأثرها.
ويمكن إدارة الهبات الساخنة أثناء الحمل بنفس طريقة إدارة الهبات الساخنة لانقطاع الطمث. وذلك من خلال الخطوات التالية:
- ارتدِاء طبقات خفيفة من الأقمشة، وتخفيف الملابس، مع تجنب مصادر الهواء البارد والنوافذ أثناء المعاناة من نوبة هبة ساخنة.
- استخدام مروحة اليد لتبريد الجسم أثناء حدوث الهبات الساخنة.
- تجنب مسببات هبات الحمل الساخنة، مثل الأطعمة الغنية بالتوابل.
- تناول الكثير من المياه خلال اليوم للحفاظ على رطوبة الجسم.
- وضع الكمادة الباردة على مؤخرة الرقبة أثناء الهبة الساخنة.
هل هناك عقاقير لتخفيف الهبات الساخنة؟
الأدوية المستخدَمة عادة لتهدئة نوبات الهبات الساخنة عند النساء بعد انقطاع الطمث لا ينبغي أن تأخذها النساء الحوامل. إذا كانت الهبات الساخنة شديدة بشكل خاص، وتمنع المرأة الحامل من الحياة بصورة طبيعية، يمكن حينها استشارة طبيب متخصص حول الخيارات الممكنة للحالة.
متى تجب زيارة الطبيب؟
عادة لا تتطلب الهبات الساخنة الذهاب إلى مراكز الرعاية الصحية بشكل خاص. ومع ذلك، يجب تحديد موعد، أو التوجه للطوارئ، عند المعاناة من ارتفاع في درجة حرارة الجسم وتطوير الحمى.
فقد تم ربط الحمى أثناء الحمل بنتائج صحية سلبية على الأطفال الذين لم يولدوا بعد، وتجب معالجتها في أسرع وقت ممكن لتجنّب تهديد سلامة الأم والجنين.