الحمل الغزلاني، هو حالة الحمل التي يصاحبها نزيف خفيف، والذي قد يكون مؤشراً على مضاعفات معينة من الضروري التعامل العاجل معها قبل أن تتفاقم لدرجة قد تهدد حياة الأم وجنينها.
وبالرغم من حدوث النزيف، لكنه ومن أجل وضع أكثر أماناً يجب أن تلاحظ المرأة الحامل في الأسابيع الأولى من حملها نزيفاً مثلما يحدث لها في الأيام الأولى من فترة الحيض، ولكن في بعض الحالات المعينة يكون هذا النزيف علامة خطيرة، خاصةً إذا استمر، وتجاوز فترة الـ12 أسبوعاً الأولى من الحمل.
فيما يلي نستعرض ما هو الحمل الغزلاني، وما أعراضه ومضاعفاته ومخاطره الصحية المحتملة، ومتى ينبغي تلقي الرعاية الطبية العاجلة.
لماذا يحدث الحمل الغزلاني؟
يحدث النزيف أثناء الحمل الغزلاني لأسباب عديدة، إذ من الشائع حدوث نزيف في مرحلة ما خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ومع ذلك، قد يشير النزيف المهبلي في أي وقت أثناء الحمل إلى حدوث مضاعفات أو حالة كامنة أخرى تؤثر على صحة الأم وجنينها.
من الجيد دائماً استشارة الطبيب النسائي المتابع للحالة عند ملاحظة أي أعراض، وذلك حتى يتمكن من تحديد ما إذا كان النزيف ناتجاً عن شيء خطير.
لكن بشكل عام، من الضروري عدم الشعور بالهلع والذعر؛ لأن النزيف يكاد يكون أمراً طبيعياً في مرحلة ما أثناء الحمل، ولا يتعارض مع إنجاب أطفال أصحاء.
الفارق بين النزيف والتبقيع أثناء الحمل
هناك فرق بين النزيف والتبقيع (الذي عادة ما يكون نزيفاً خفيفاً) أثناء الحمل. يحدث التبقع عندما تلاحظ المرأة بضع قطرات من الدم.
إذا وضعتِ بطانة في اللباس الداخلي، فلن تمتلئ بالدم. عادة لا يكون التبقيع أثناء الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، أمراً مثيراً للقلق.
في المقابل، فإن النزيف هو تدفق دم أكبر من قطرة دم عابرة. لذلك إذا كانت المرأة بحاجة إلى فوطة لمنع النزيف من إتلاف الملابس، فعادة ما يعتبر ذلك نزيفاً يستدعي زيارة الطبيب فوراً.
قد يرغب الطبيب في إجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية لتحديد السبب، إذ من الأفضل توخي الحذر الشديد للتأكد من صحة الأم والجنين.
الأسباب الأكثر شيوعاً للنزيف في الثلث الأول من الحمل
يمكن أن يكون النزيف أو التبقيع في الأشهر الثلاثة الأولى شائعاً، ولا يعني هذا دائماً أن هناك شيئاً خاطئاً. وبحسب موقع WebMD الطبي، هناك أسباب شائعة للنزيف أو التبقيع في الثلث الأول من الحمل مثل:
- نزيف الانغراس للبويضة: يحدث هذا الأمر عندما تنغرس البويضة الملقحة في جدار الرحم وتسبب نزيفاً خفيفاً يكون أقل من مستوى النزيف عند الحيض. ويعتبر ذلك جزءاً طبيعياً من علامات الحمل المبكرة.
- الحمل العنقودي: حالة نادرة تحدث عندما تنغرس البويضة الملقحة في الرحم، ولكن يؤدي الأمر لتطوير ورم بدلاً من الجنين.
- الحمل خارج الرحم: عندما يتكون الحمل خارج الرحم، مثلاً في قناتي فالوب. وهي حالة صحية خطيرة يمكن أن تكون مهددة للحياة.
- ورم دموي تحت المشيمة: وهو النزيف من أحد الأغشية المحيطة بالجنين داخل الرحم. ومع ذلك، عادة ما تزول الأورام الدموية تحت المشيمية من تلقاء نفسها.
- سلائل عنق الرحم: هو ورم غير سرطاني في عنق الرحم يؤدي إلى النزيف أثناء الحمل بسبب زيادة مستويات الإستروجين في الجسم.
- الإجهاض: قد يحدث التبقيع أو النزيف بسبب فقدان الحمل قبل 20 أسبوعاً من مدة الـ9 أشهر الكاملة. وهو يبدأ عادة كنزيف خفيف، ثم يزداد غزارة. يمكن أن يصاحبه تقلصات شديدة، لذا يجب التوجه للطوارئ فوراً عند المعاناة منها.
الأسباب الشائعة لنزيف الحمل الغزلاني في الثلثين الأخيرين
غالباً ما يرتبط النزيف في النصف الثاني من الحمل الغزلاني بحالات أكثر خطورة، لذلك يُنصح بالاتصال بمقدم الرعاية الصحية على الفور حتى يكون على دراية بالأعراض.
ولكن، بعض الحالات التي يمكن أن تسبب النزيف آخر ثلثين للحمل هي:
- المشيمة المهاجرة: وهي الحالة التي تحدث عندما تغطي المشيمة عنق الرحم أو جزءاً منه. وهي نادرة الحدوث بعد 20 أسبوعاً من الحمل.
- انفصال المشيمة: حالة نادرة تنفصل فيها المشيمة عن جدار الرحم. يمكن أن يكون هذا خطيراً على صحة الأم والجنين.
- المخاض المبكر: الدخول في المخاض قبل 37 أسبوعاً من الحمل قد يسبب أيضاً التبقيع أو النزيف المعروف في حالة الحمل الغزلاني. وتشمل الأعراض الأخرى للولادة المبكرة الانقباضات أو التقلصات أو تمزق الأغشية.
- قصور عنق الرحم: عندما ينفتح عنق الرحم (يتوسع) مبكراً جداً ويسبب الولادة المبكرة.
- عرض دموي: نزيف خفيف ممزوج بالمخاط يحدث في نهاية الحمل. يمكن أن تكون علامة على أن جسمك يستعد للولادة.
- الإجهاض: فقدان الحمل بعد الأسبوع العشرين، وهذا ما يسمى أيضاً بالإملاص.
ما الأسباب الأخرى للحمل الغزلاني؟
في بعض الأحيان، لا يحدث النزيف بسبب أي حالة طبية، ومع ذلك من الأفضل دائمًا مناقشة أي أعراض أو نزيف معهم للتأكد من التبعات الصحية. لذلك عادة ما يكون المؤشر الفيصلي في تلك الحالة هو معرفة مقدار النزيف الطبيعي في الحمل.
وتوضيحاً لتلك النقطة، يلفت موقع Cleveland Clinic للصحة والطب إلى أنه عادة ما يكون التبقع في بداية الحمل (الأشهر الثلاثة الأولى) أمراً طبيعياً وليس علامة على وجود مشكلة خطيرة.
ومع ذلك، لا يزال يتعين متابعة الأعراض بشكل دوري مع الطبيب النسائي المتابع للحمل، خاصة إذا لم تكن المرأة متأكدة مما إذا كان الحمل الغزلاني الخاص بها يعاني من التبقيع أو النزيف.
متى يجب استشارة الطبيب المتخصص؟
يجب أن يعرف مقدم الرعاية الصحية، أو الطبيب النسائي المتابع، أية أعراض أو نزيف تعاني منه المرأة أثناء الحمل. حتى لو لم يكن الأمر خطيراً في تلك اللحظة، لكن من المهم تدوين وتوثيق الأعراض.
وبشكل عام، من الضروري زيارة الطوارئ فوراً في الحالات التالية:
- المعاناة من نزيف كثيف.
- المعاناة من التقلصات.
- ألم الحوض أو ألم في البطن.
- الشعور بالدوار أو الإغماء.
- المعاناة من الحمى والقشعريرة.
- علامات الولادة المبكرة، مثل نزول ماء الرحم.