هل تقارنين شكل طفلك الصغير بأطفال آخرين ترينهم في الشارع، أو في عيادة الطبيب، وتتساءلين ما إذا كان يحصل على ما يكفي من الطعام، وإن كان وزنه ونموه طبيعيين!!
أولاً: نود أن نخبركِ أنكِ لست الوحيدة، كثير من الآباء يركزون على اكتساب أطفالهم للوزن في السنوات الأولى من منطلق القلق على صحة أطفالهم، والحرص على أنهم يحصلون على ما يحتاجون له من المواد المغذية.
ثانياً: إذا شعرت أن طفلك لا يكتسب وزناً، فإن خطوتك الأولى يجب أن تكون التوجه لطبيب الأطفال، أو ربما استشاريي الرضاعة المعتمدين، الذين يقومون بمقارنة رسم مخطط نمو طفلك مقابل جدول وزن الطفل الطبيعي المتوسط؛ لمعرفة إن كان وزنه ضمن الحدود الطبيعية.
لكن لنساعدكِ على تقدير وضع طفلكِ، نستعرض في هذا التقرير الزيادة الطبيعية والصحية لوزن الطفل في المراحل العمرية المختلفة، وبعض الطرق الطبيعية الآمنة التي تساعد على زيادة وزن الطفل بشكل صحي.
من الطبيعي أن ينقص وزن الطفل قليلاً بعد الولادة
خلال الأيام القليلة الأولى بعد ولادة طفلك، سيفقد بعض الوزن. ويفقد الطفل الذي يرضع حليباً اصطناعياً حوالي 3 إلى 4% من وزنه عند الولادة، خلال الأيام القليلة الأولى من حياته. كما يفقد الطفل الذي يرضع من الثدي ما بين 6 و7%.
بحلول نهاية الأسبوعين، سيستعيد معظم الأطفال الوزن السابق. وبحلول نهاية العام الأول، ستلاحظين على الأرجح أن طفلك قد تضاعف وزنه 3 مرات.
زيادة الوزن خلال أول عامين لطفلك
من 0 إلى 3 أشهر
من الولادة وحتى 3 أشهر، يمكنك توقع نمو طول طفلك من حوالي 1.5 إلى 2.5 سم شهرياً. ومن المحتمل أن يكتسب حوالي 140 إلى 200 جرام أسبوعياً.
إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فاحرصي على إطعامه كل ساعتين إلى 3 ساعات.
أما إذا كنت ترضعين طفلك من حليب اصطناعي، فاستخدمي 1 إلى 2 أونصة من حليب الأطفال كل 2 إلى 3 ساعات في الأيام الأولى. ثم سيصبح الوقت بين الوجبات أطول (من 3 إلى 4 ساعات) حين ينمو بطن طفلك ويمكنه الاحتفاظ بمزيد من الحليب الاصطناعي في كل رضعة.
من 3 إلى 7 أشهر
مع اقتراب طفلك من مرحلة 3 أشهر، سيتباطأ اكتساب الوزن قليلاً. ستلاحظين على الأرجح زيادة بنحو 110 جرامات أسبوعياً. وفي عمر 5 أشهر (أو أقل من ذلك)، من المحتمل أن يكون قد تضاعف وزنه، كما يشير موقع Mayoclinic.
قد يبدي بعض الأطفال اهتماماً بالطعام الصلب في حوالي سن 4 أشهر، ولكن من الأفضل الانتظار حتى مرور 6 أشهر لتقديمه لطفلك.
من 7 إلى 12 شهراً
يكتسب طفلك الآن حوالي 85 إلى 140 جراماً في الأسبوع. يكون هذا حوالي (900 جرام) في الشهر. وبحلول الوقت الذي تحتفلين فيه بعيد ميلاده الأول، من المحتمل أن يكون وزن طفلك قد تضاعف 3 مرات عن وزنه عند الولادة.
يمكن في هذه المرحلة تقديم طعام الأصابع للطفل حتى يتمكن من إطعام نفسه. لكن تأكدي من الانتباه لمخاطر الاختناق!
سواء كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، أو تقدمين حليباً صناعياً، يجب أن يستمر طفلك في شرب الحليب حتى نهاية العام الأول على أقل تقدير.
من 12 لـ 24 شهراً
خلال السنة الثانية من العمر، يتباطأ النمو عند الأطفال. قد يكتسب طفلك بحلول عامه الثاني حوالي (2.27 كجم)، وينمو حوالي 4 (10 إلى 12 سم). كما يميل الأولاد إلى أن يزنوا حوالي رطل أكثر من البنات، ولكن مع متوسط الطول نفسه، كما يشير موقع Kids Health.
كيف يمكنك زيادة وزن طفلك؟
يعاني بعض الأطفال من صعوبة في تناول الطعام؛ ما قد يتسبب في مشكلة في زيادة الوزن لديهم، وقد يكون لديهم مشكلات صحية تمنعهم من اكتساب الوزن.
من المهم أن تتواصلي مع طبيب الأطفال إذا شعرت أن طفلك يعاني من صعوبة في البلع، أو يتقيأ بين الوجبات، أو يبدو أنه يعاني من حساسية تجاه الطعام، أو ارتجاع، أو إسهال مستمر. الأسباب السابقة جميعها قد تمنع طفلك من امتصاص السعرات الحرارية التي يحتاجها؛ ما يتسبب في خسارة في الوزن.
يمكن أن يساعدك الطبيب في العثور على الاستراتيجية الصحيحة من أجل زيادة الوزن المرغوبة. كما يمكن أن يقرر أن وزن طفلك طبيعي ولا حاجة للقلق.
ولكن في حال كان طفلك يتمتع بصحة جيدة، ولا يعاني من أية أمراض، وتريدين أن تشجعيه على تناول الطعام لزيادة وزنه قليلاً؛ فهذه الطرق سوف تساعدك:
إذا كنت ترضعين رضاعة طبيعية:
إن الرضاعة الطبيعية فن يجب تعلمه، ومن الطبيعي جداً ألا تعرفي الطريقة الأفضل لإرضاع طفلك بشكل يشبعه، أو الكميات والأوقات المناسبة.
تواصلي مع مستشار الرضاعة الذي يمكنه التحقق مما إذا كان طفلك يرضع بشكل صحيح، أو إذا كان يعاني من حالة تجعل من الصعب إرضاعه من الثدي.
إذا كنت قلقة من أن إمداد الحليب ليس كافياً لتلبية متطلبات طفلك، أبقِ طفلك قريباً منك، وأرضعيه كل ساعة أو ساعتين في الأشهر الأولى، ثم حاولي أن تتبعي عدد الرضعات التي يحتاجها في كل مرحلة عمرية.
أما إذا كنت ترضعين اللبن الاصطناعي، فبعد الشهرين الأولين، عادة ما يكتسب الأطفال الذين يرضعون حليباً اصطناعياً وزناً أسرع من الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.
إذا كان طفلك يرضع حليباً اصطناعياً
إذا أظهر طفلك علامات الحساسية تجاه التركيبة التي تستخدمينها، فيمكنك تغيير العلامة التجارية. وعليك استشارة طبيب الأطفال إذا كان طفلك يعاني من علامات الارتجاع أو الإكزيما أو الإسهال أو الإمساك أو مشكلات أخرى.
وتأكدي من اتباع تعليمات الخلط في الحليب المستخدم. التوازن الصحيح من الماء إلى المسحوق ضروري. قد يعني الإفراط في شرب الماء أن طفلك لا يحصل على سعرات حرارية كافية.
إذا كان يتناول الطعام الصلب
أما إذا كنت قد قدمت الأطعمة الصلبة لطفلك الذي تجاوز مرحلة الأشهر الـ6، لكن وزنه لا يزيد كثيراً، إليكِ بعض الاقتراحات حول كيفية زيادة وزن طفلك:
إضافة الدهون الصحية: زيت الزيتون والأفوكادو مليئان بالسعرات الحرارية والفوائد الصحية. بالإضافة إلى احتوائهما على دهون أوميغا 3 التي تعتبر جيدة جداً للدماغ.
اختاري اللحوم التي تحتوي على سعرات حرارية أكثر: أفخاذ الدجاج والديك الرومي المفروم تعتبر خيارات عالية السعرات الحرارية من اللحوم.
قدمي منتجات ألبان كاملة الدسم: أضيفي الجبن المبشور إلى الحساء أو رشيه فوق الأرز والمكرونة لإضافة السعرات الحرارية. واستخدمي الزبادي كامل الدسم، ولكن تجنبي الزبادي المليء بالسكر.
قدمي الفاكهة: قدمي لطفلك الموز والكمثرى والأفوكادو، بالإضافة للتفاح والبرتقال. تحتوي هذه الفاكهة على نسبة عالية من السعرات الحرارية التي تساعد على اكتساب الطفل الوزن الصحي.
نصائح لوزن صحي لطفلك
قدمي الفيتامينات والمكملات الغذائية الموصى بها:
على الرغم من أن معظم الأطفال يولدون ولديهم مخزون كافٍ من الحديد في أجسامهم، لكن نظراً لأن حليب الثدي يحتوي على القليل جداً من الحديد، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإعطاء الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية مكملات الحديد من عمر 4 أشهر.
من الجيد أيضاً تقديم الكثير من الأطعمة الغنية بالحديد، لكن قبل البدء في إعطاء الفيتامينات أو المكملات لطفلك، يجب عليك التحدث إلى طبيب الأطفال.
ضعي جدولاً للطعام: قد يساعد تأسيس روتين للطعام في تشجيع عادات الأكل الصحية وجعل الأطفال أكثر تقبلاً للطعام؛ لأنهم يتوقعون الوجبات في أوقات معينة.
ولا تنسي تحديد موعد لتناول الوجبات الخفيفة أيضاً في منتصف الصباح ومنتصف الظهيرة.
وقت الطعام هو وقت العائلة: الأكل وسط العائلة يساعد على تناول المزيد من الطعام وتجربة أطعمة جديدة.
قللي من عوامل التشتيت عن طريق إغلاق هاتفك والتلفاز، واستغلي فترة الوجبات في التواصل مع طفلك وتشجيعه على تجربة الأطعمة عندما تأكلينها بنفسك أمامه.