اكتساب الوزن من الأمور الضرورية أثناء الحمل، لكن العودة إلى وزن ما قبل الولادة مهمة شاقة قد تستغرق عاماً كاملاً أو أكثر. فكيف يمكن خسارة وزن الحمل بطريقة صحية وبدون المغامرة بخسارة المواد المغذية للطفل الرضيع؟
الوزن المقبول أثناء الحمل
تقول خبيرة الحمل والرضاعة ومؤلفة كتاب Expect The Best إليزابيث وارد لموقع Webmed، إن معظم الأطباء يبنون نصائحهم الخاصة بزيادة الوزن على وزن الأم قبل الحمل.
فمن تتمتع بمؤشر كتلة جسم طبيعي عليها أن تكتسب وزناً يتراوح بين 11 كغم و15 كغم، وما يصل إلى 25 كغم في حالة الحمل بتوأم.
أما النساء صاحبات الوزن الزائد، فمن الممكن اكتساب ما بين 7 و11 كغم دون قلق، لكن لا ينبغي استغلال وقت الحمل لخسارة وزن ما قبل الحمل.
هل يؤدي اكتساب الوزن لإنجاب طفل أكبر حجماً؟
اكتساب الوزن لن يؤدي بالضرورة إلى زيادة حجم الطفل، والتعبير الشائع بتناول الطعام عن اثنين لا يعني بالضرورة تناول ضعف الكمية، لأن اكتساب وزن يزيد على 11 أو 15 كغم للولادة الواحدة يصعّب خسارة هذا الوزن بعد ولادة الطفل.
كم تستغرق خسارة وزن الحمل؟
لا ينصح الأطباء الأمهات الجدد باتباع حمية إنقاص الوزن لمدة 6 أسابيع على الأقل بعد الولادة، ومع ذلك يشددون على اتباع نظام غذائي صحي.
فمعظم النساء يعانين اضطرابات في النوم وإرهاقاً ونقص الطاقة اللازمة لممارسة الرياضة وإعداد وجبات صحية والقيام بما يلزم لإنقاص الوزن خلال هذا الوقت العصيب.
ويعد الوقت الأكثر شيوعاً لخسارة وزن الحمل هو عام كامل، ومن الأفضل إنقاص الوزن تدريجياً، نصف كلغ إلى كلغ واحد في الأسبوع، حسب موقع Health Line.
وكيف تخسر النجمات أوزانهن بسرعة؟
تستعين النجمات بسبب أحوالهن الميسورة بمن يساعدهن في الاعتناء بالأطفال إلى جانب مدربين شخصيين وأخصائيي تغذية؛ لمساعدتهن على إعادة أجسامهن إلى ما كانت عليه بأسرع وقت؛ فالمظهر جزء لا يتجزأ من طبيعة عمل هؤلاء.
ومع ذلك، يساعد اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية على إنقاص الوزن بسرعة، ولكنه قد يؤدي إلى فقدان الأنسجة العضلية الخالية من الدهون وتدمير الطاقة.
ويتسبب فقدان كتلة عضلية بتقليل الاحتياجات من السعرات الحرارية، ما يزيد من صعوبة إنقاص الوزن. والأمهات الجدد يحتجن إلى نظام غذائي يمنحهن الطاقة للتعامل مع متطلبات الطفل المولود وأي أطفال آخرين في المنزل.
أما الأمهات المرضعات، فلا يمكن تقييد السعرات الحرارية، وإلا فسيؤثر ذلك على جودة الحليب.
أفضل حمية لخسارة وزن الحمل لغير المرضعات
تحتاج الأم غير المرضعة إلى وجبات متوازنة على الأقل 3 أو 4 مرات في اليوم؛ حتى تكتسب قوة وطاقة تعينها على تربية الطفل.
يجب تزويد المطبخ بأطعمة صحية؛ حتى لا تعرقل الوجبات السريعة والحلويات المغرية والأطعمة المحفزة للشهية النظام الغذائي الصحي.
وينصح خبراء التغذية بالتقليل من الدهون والزيوت الزائدة، لأنها قد تزيد السعرات الحرارية تدريجياً، مقابل تناول الفاكهة والخضراوات والبروتينات الخالية من الدهون والأطعمة الغنية بالألياف التي تساعد على الشعور بالشبع دون زيادة الوزن.
والأهم من كل ذلك، الحرص الشديد على شرب المياه.
أفضل حِمية لفقدان وزن الحمل للمرضعات
يتعين على الأمهات المرضعات الامتناع عن اتباع نظام غذائي لخسارة الوزن، لأنهن بحاجة إلى كثير من السعرات الحرارية للإرضاع وتوفير المصدر الوحيد لتغذية أطفالهن.
فالتغذية الجيدة أمر حتمي، والنظام الغذائي يؤثر على نوعية حليب الثدي، بينما يعتمد كمّه على مقدار الرضاعة.
هل تسبب الرضاعة الطبيعية خسارة الوزن؟
لا ينبغي اعتبار الرضاعة الطبيعية طريقة لفقدان الوزن، لأن بعض النساء يكتسبن وزناً في أثناء الرضاعة إذا لم يولين النظام الغذائي اهتماماً كافياً.
وبينما يحرق الجسم بعض الدهون المخزنة في الجسم، لكنه يحتفظ ببعض الدهون للرضاعة الطبيعية. وكثير من النساء لا يفقدن وزن الحمل بالكامل حتى يتوقفن عن الرضاعة تماماً، حسب ما نشر موقع Mayoclinic.
الرياضة وإنقاص وزن الحمل
تنصح وارد بالعودة إلى التمارين الرياضية بتمهل وتدريجياً لاكتساب اللياقة البدنية ما قبل الحمل.
فالنشاط البدني عامل أساسي في سبيل تحقيق هدف خسارة الوزن بشكل آمن وصحي، وبإمكان معظم الأمهات العودة إلى ممارسة الرياضة في ظرف أسابيع من الولادة الطبيعية.
أما عمليات الولادة القيصرية فتتطلب فترة راحة إضافية والتئام الجروح قبل ممارسة نشاط بدني بانتظام، لذا استشيري طبيبك قبل البدء في أي برنامج للتمارين الرياضية.
هل تؤثر قلة النوم على خسارة الوزن؟
تشير الدراسات إلى أنه بعد 6 أشهر من الولادة، تواجه الأمهات اللائي ينمن أقل من 6 ساعات ليلاً صعوبة أكبر في فقدان الوزن مقارنة بالأمهات اللاتي ينمن أكثر من 6 ساعات.
فافعلي ما بوسعك لنيل قسط كافٍ من النوم. وحاولي ألا تكوني امرأة خارقة، حتى تستعيدي طاقتك، لأن إنقاص الوزن يتطلب كثيراً من الطاقة.
إن التعامل مع بعض الوزن الزائد بعد الحمل أمر شائع جداً ويحصل مع الأمهات، لقد أنجب الجسم لتوه طفلاً صغيراً سليماً معافى، ويحتاج بطبيعة الحال بعض الوقت ليتعافى تدريجياً.