تنتشر رموز العين الزرقاء الحارسة و"كف فاطمة" أو "كف مريم" في العديد من المجوهرات العصرية، حتى إن ماركات عالمية استلهمت أجمل تصميماتها من هذه الرموز، وفي حين يعتبر استخدامها في الوقت الحالي مجرد موضة جمالية، إلا أنها امتلكت دلالات دينية فيما مضى، وكانت تعتبر تمائم لصد العين الشريرة.
كف فاطمة أو "خمسة"
استخدام كف فاطمة الشهير أيضاً باسم "خمسة" في الحلي والمجوهرات ليس أمراً حديثاً، فلَطالما انتشر في مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واستخدم في الماضي تميمة تحمي من العين الشريرة أو الحاسدة وفقاً للمعتقدات القديمة.
وفي الأساس، عرف هذا الكف باسم "خمسة"، في إشارة لأصابع اليد الخمسة، لكن لاحقاً بات يطلق عليه اسم "كف فاطمة"، نسبة إلى فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد، بالرغم من عدم وجود إثبات على استخدام فاطمة لهذا الكف التقليدي، إلا أن الحكايات الشعبية ربطت بينه وبينها، باعتبار أن هذا الكف يرمز ليد المرأة المقدسة، القادرة على الحماية من الشرور، ولنفس الأسباب أيضاً أطلق على الكف اسم "كف مريم"، في إشارة إلى مريم العذراء.
بطبيعة الحال استخدم هذا الكف لدرء العين الشريرة منذ القدم، فقد وجد في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة الأيبيرية وإسبانيا والبرتغال، كما وجد مرسوماً في تمائم الإلهة عشتار في بلاد الرافدين.
وقد تم ربط الكف على مر التاريخ بشخصيات نسائية، بسبب الاعتقاد السائد بأنه يحمي المرأة على وجه التحديد من العين الشريرة، كما يستخدم لتعزيز الخصوبة والحمل الصحي، لذلك نجد أن استخدامه شائع في المجوهرات على وجه الخصوص.
مصر القديمة أم قرطاج؟
وتفترض إحدى النظريات أن هذا الكف قد تطوّر من تميمة مصرية قديمة تسمى "يد كل الآلهة"، والتي تستخدم لاستدعاء الأرواح التي تحمي الأطفال، وهناك نظرية أخرى تفترض أن أصل هذا الكف يعود إلى قرطاج أو فينيقيا، حيث تم استخدامه كإشارة للإله الأعلى تانيت لدرء العين الشريرة.
ويُعتقد أن يهود السفارديم كانوا من بين أوائل الذين استخدموا تميمة الكف، بسبب معتقداتهم حول العين الشريرة، إذ يظهر رمز الكف في الكثير من المخطوطات اليهودية القديمة.
وقد ظهرت أدلة أيضاً على استخدام الكف من قِبل اليهود في إسبانيا في العصور الوسطى، وبعد مرور 34 عاماً على نهاية الحكم الإسلامي في إسبانيا كان استخدامه شائعاً للغاية، ما دفع لجنة أسقفية شكَّلها الإمبراطور تشارلز الخامس، لإصدار قرار بحظر كفّ الخمسة في عام 1526.
عين حورس
من الرموز المنتشرة بكثرة في المجوهرات أيضاً نجد العين الزرقاء، التي تخدم نفس الهدف: الحماية من العين الشريرة.
ويُرجّح الكثيرون أن العين تلك تشير إلى عين حورس "إله السماء عند الفراعنة"، وتشير إلى أن الإنسان لا يستطيع الهرب من عين الضمير.
اهتمام عالمي بمجوهرات العين الحارسة وكف فاطمة
بغض النظر عن أصول العين الزرقاء أو كف فاطمة، وبعيداً عن الاعتقادات بأن أشكالاً كهذه تشكل تمائم للحماية والوقاية من الشر، فقد حظي كل منها باهتمام عالمي، وأصبحت من الرموز الأكثر استخداماً في المجوهرات.
فقد ارتدت ميغان ماركل على سبيل المثال أقراط العين الحارسة من Birks، وBirks ليست ماركة المجوهرات الوحيدة التي اهتمت بهذه الرموز، فقد أصدرت العديد من ماركات المجوهرات العصرية أساور وخواتم وقلائد، تحتوي على رمزَي العين الحارسة وكف فاطمة، مثل ماركة المجوهرات الأمريكية الشهيرة إليانا ماكري على سبيل المثال.
لدينا أيضاً ماركات أخرى مثل علامة سيدني إيفان وجينيفر ماير وأمرابالي وأنيتا كو وميرا تي وسوزان كالان.