بعد تحديات العام الماضي يعود الأطفال إلى حياة الدراسة الطبيعية من جديد، من لم شمل مع الأصدقاء إلى الجدول الزمني المنتظم، وأخيراً ارتداء الملابس الجديدة وحقائب الظهر واللوازم المدرسية. وبينما لا تزال هناك مخاوف بشأن الحفاظ على أمان الأطفال من أحدث متحورات فيروس كورونا، لن يضطر الآباء على الأقل للقلق بشأن تدريس الرياضيات أو الاستماع إلى الدروس وحل المشاكل التقنية.
ولكن بطبيعة الحال، ورغم الحماس، فقد يكون بعض الأطفال قلقين بشأن العودة. بالنسبة لهم كان المنزل ملاذاً آمناً من ضغوطات سابقة واجهوها في المدرسة.
وقد تؤدي هذه العودة إلى إثارة قلق الانفصال بعد عامين أموا فيها معظم الوقت مع الأهل.
من ناحية أخرى، يتعين على الأطفال المتحمسين التكيف مع التعلم باستخدام بروتوكولات كورونا المعتمدة.
في كلتا الحالتين، قد يكون الانتقال إلى المدرسة مرهقاً بعض الشيء، فكيف يمكن مساعدة الطفل إذا ما لاحظت توتراً فيما يتعلق بالعودة إلى المدارس.
كيف تعرف أن الطفل يختبر توتر العودة إلى المدارس؟
إذا لم تكن متأكداً مما إذا كان طفلك يواجه صعوبة في العودة إلى المدرسة ففكر في الطريقة التي يتصرف بها عادةً عندما يكون متوتراً، وابحث عن تلك السلوكيات.
على سبيل المثال إذا كان طفلك يعاني من الصداع أو آلام في المعدة عندما يكون قلقاً، فستعرف أن ضغط العودة إلى المدرسة يؤثر عليه.
وقد يلجأ لسلوكيات مختلفة، كأن يختبئ أو أن يصبح ظريفاً أكثر من العادة في طريقة مختلفة للتعبير عن توتره، حسب تقرير لموقع Mind Body Green.
كيفية مساعدة الصغار على التكيف مع التغييرات؟
يصعب على الأطفال الصغار التعبير عن المشاعر الكبيرة، ويصعب على الآباء التعامل مع نوبات الغضب، خاصةً إذا كان الأمر يتعلق بالضرب والركل والنحيب والضرب.
تقول عالمة نفس الأطفال فانيسا جنسن لموقع Cleveland Clinic إنه يتوجب وضع بعض الأساسيات المتعلقة بالسلوك.
فبعض الأشياء قد تمر والبعض الآخر منها لا يجب أن يمر بدون حساب أو مراجعة.
يجب أن يدرك الطفل أن الشعور بالضيق والخوف أمر طبيعي، وبأن الركل أو الضرب غير مقبولين.
كيف تتعامل مع التمرد ضد إجراءات كورونا؟
بعد نحو عامين من حصر الاحتكاك بالآخرين إلى الحد الأدنى، ها هم يعودون إلى صفوف مليئة بالطلاب.
ومن أهم سبل تشجيع الأطفال على الالتزام بما تفرضه المدرسة هو إقناعهم بأنهم عندما يحمون أنفسهم يحمون من يحبون أيضاً في المنزل من سائر أفراد العائلة وخصوصاً الجدود.
عليك تشجيع السلوكيات الحسنة أقصى الإمكان وتعزيز قواعد غسل اليدين وارتداء الكمامات كلما اقتضت الحاجة، حسب تقرير نشرته منظمة Child Mind لمساعدة الآباء على التحضير لما هو آت.
شجّع المرونة
نظراً لوجود احتمال العودة إلى التعلم عن بُعد في حال عادت الحالات للانتشار، فمن المفيد للأطفال معرفة أنك مستعد للتغييرات التي قد تحدث عبر تحضير خطة احتياطية تضمن استكماله التعليم براحة من المنزل.
لذا فإن لدى الآباء مهمة معقدة للتعامل مع كل هذا القلق وعدم اليقين، وذلك من خلال طمأنة الأطفال بأنه من الآمن الابتعاد عنهم، مع تشجيعهم أيضاً على توخي الحذر وإعدادهم ليكونوا مرنين في حالة تغير الموقف.