مع التقدم في العمر يتغيّر ملمس بشرتك، لكن هذا أمر طبيعي، وهو جزء لا يتجزأ من عيش حياة صحية. وأحد أهم هذه التغييرات تغضنات الرقبة، التي هي ليست نوعاً من التجاعيد بحد ذاتها، لكنها تنتج من بعض الأسباب (مثل نمط الحياة والعوامل الوراثية) التي يمكن أن تؤدي إلى ترهل الجلد في المنطقة.
ومثل جميع مشاكل شيخوخة الجلد فأفضل وسيلة لشد الرقبة هي تأخير ظهور التجاعيد بالأساس، والحفاظ على صحة الجلد قدر الإمكان. هذا لا يعني أنه لا يمكنك تحسينه بوسائل طبيعية فور ظهور المشكلة، على العكس من ذلك، لكن من المهم أيضاً أن تكوني واقعية.
لذا سنقدم لك بعض النصائح التي يمكن أن تثمر عن نتائج بمرور الوقت، ومن الأفضل استخدامها كخطوات وقائية استباقية، حتى لو لم تكن لديك تجاعيد أو ترهل في رقبتك الآن.
1- استخدمي مواد موضعية تدعم مرونة الجلد
لعلك قد سمعتِ هذه النصيحة مرات من قبل، وهي أن العناية بالبشرة لا تنتهي عند خط الفك. بعبارة أخرى لا تنسي رقبتك وصدرك أثناء الروتين اليومي للعناية بالبشرة، فمثلما تبحثين عن تركيبات لعلاج الخطوط الدقيقة والجلد المترهل على الوجه، عليك دهن المكونات نفسها أسفل رقبتك أيضاً، لكن هذا لا يعني أن عليكِ الخروج وشراء منتجٍ فاخر لشد الرقبة، ففي الواقع يتفق معظم أطباء الجلد على أن منتجات بشرة الوجه تؤدي تلك المهمة على أكمل وجه.
وبالنسبة لمكونات المنتج يُنصح بالرتينويدات لتحفيز تجديد الخلايا وإنتاج الكولاجين (الذي يحافظ على بشرتك مشدودة)، لكن عليكِ أن تتوخي الحذر، لأن جلد الرقبة غالباً ما يكون أكثر حساسية من أجزاء أخرى ببشرة الوجه، جرّبي وضع المنتج الذي يحتوي على الريتينويدات فوق طبقة من المرطب إذا وجدتِه قاسياً للبشرة الحساسة.
المقشرات، مثل أحماض ألفا هيدروكسي (AHA) وأحماض بيتا هيدروكسي (BHA) هي الخيار الأول لعلاج الجلد المتغضن، وبعضها، مثل حمض الجليكوليك، يمكن أن يحفز إنتاج الكولاجين أيضاً.
التخلص من الجلد الميت من وقت لآخر هو جزء مهم من أي روتين صحي للبشرة، لكن إذا كنتِ تعانين من الجلد المترهل جداً ففي الأغلب لن يصنع المقشر فرقاً كبيراً.
2- عزِّزي إنتاج الكولاجين بالجسم
يمكنكِ تحفيز الإنتاج الطبيعي للكولاجين في الجسم، الذي يمكن أن يساعد على تنعيم ملمس البشرة في كل مكان. وإحدى طرق فعل ذلك هي تناول مكملات الكولاجين المتحللة، إذ تُظهر الأبحاث أن ببتيدات الكولاجين يمكن أن تساعد على تعزيز الإنتاج الطبيعي للكولاجين بالجسم والجزيئات الأخرى التي يتكون منها الجلد، مثل الإيلاستين والفيبر يلين. كما أنه يعزز مرونة الجلد، ما يمنح الجلد أحد المكونات الأساسية التي تحافظ عليه مشدوداً.
يمكن أن تساعد مكملات الكولاجين أيضاً على دعم مستويات ترطيب بشرتك، وهو أمر مهم للحفاظ على جلد العنق ناعماً ونضراً. في الواقع وجدت تجربة إكلينيكية أن مستويات الرطوبة في بشرة المشاركات بالتجربة كانت أعلى بسبع مرات من أولئك اللاتي لم يتناولن مكمل ببتيد الكولاجين اليومي.
3- ضعي واقي الشمس على رقبتك
يمكن أن يسهم الضرر الناتج من التعرض للأشعة فوق البنفسجية في تحلل الكولاجين والإيلاستين بصورةٍ أسرع، لذا فإن حماية الرقبة باستخدام واقي الشمس أمر لا بد منه.
4- ضعي المستحضرات في حركات تصاعدية
من الأفضل ألا تشدي بشرة رقبتك الحساسة في أي اتجاه، لكن بحسب العديد من خبراء البشرة، فإن وضع المنتجات في حركات تصاعدية برفق يشد البشرة، وهذا لأن الجاذبية تسحب بشرتك بالفعل إلى الأسفل بمرور الوقت وتسهم في الترهل، لذا فمن الأفضل ألا تعززي ذلك بسحبها في هذا الاتجاه نفسه، وهذا بالطبع ليس الحل السحري لشد جلد الرقبة، لكنه نصيحة مفيدة يجب وضعها في عين الاعتبار.
5- جربي يوغا الوجه
حين تمارسين يوغا الوجه فإنك بشكلٍ ما تصقلين عضلات الوجه، ما يُعزز الدورة الدموية في الجلد، ويساعد على شد المنطقة. إليك بعض هذه التمارين:
1- وضعية اللسان
هذا ليس تمريناً بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن وضعية اللسان الصحيحة ضرورية كي تكون بشرة الرقبة متناسقة ومشدودة ومصقولة. لكن ما الذي تعنيه "وضعية اللسان الصحيحة؟". إن اللسان يجب أن يكون مرتخياً دائماً أعلى باطن الفم بدلاً من أسفله، فإذا كانت وضعية اللسان لأسفل فسيسحب الفك لأسفل، ما قد يؤدي إلى الترهل.
اللسان عضلة كبيرة، ويتصل بعضلات الرقبة، لذلك عندما يكون اللسان مرفوعاً فهذا يساعد على صقل عضلات الرقبة.
حاولي وضع اللسان أعلى سقف الفم كلما كان الوجه مسترخياً، إلا أثناء التحدث أو الأكل أو الشرب، لا حاجة لاستخدام القوة، فالأمر لا يتعلق بالضغط نفسه بقدر ما يتعلق بتدريب لسانك على وضعية طبيعية للبقاء بأعلى باطن الفم.
2. تمرين مد العنق للأمام
لصقل عضلات الرقبة على وجه التحديد يمكنكِ تجربة هذا التمرين، لكن تجنبيه إذا كنتِ تعانين أي ألمٍ في الرقبة بأي شكل:
- انظري نحو السقف ببطء، وشدي رقبتك قدر الإمكان.
- ادفعي لسانك للخارج نحو الأعلى باتجاه السقف، محاولةً لمس أنفك. يجب أن تشعري بتمدد كبير في مقدمة عنقك. اجعلي لسانك مدبباً قدر الإمكان.
- استمري لمدة 10 ثوانٍ، ثم استرخي.
3- تمرين مد العنق لأحد الجانبين
لاستهداف جانبي رقبتك اتبعي نفس التمرين الوارد أعلاه بتعديلات طفيفة:
- أديري رأسك إلى الجانب ومُدي رقبتك بزاوية 45 درجة نحو السقف.
- ادفعي لسانك للخارج نحو الأعلى باتجاه السقف، محاولة لمس أنفك. يجب أن تشعري بتمدد كبير في جانب رقبتك. اجعلي لسانك مدبباً قدر الإمكان.
- استمري لمدة 10 ثوانٍ، ثم استرخي. مارسي التمرين نفسه على الجانب الآخر.
6- الجئي إلى استشارة طبية
مع أنه يمكنك علاج ترهل جلد الرقبة المترهلة بالطرق المنزلية، لكن لن تكون العلاجات المنزلية واضحة النتائج مثل الإجراءات الطبية، لذا إذا كنت تبحثين عن حل فوري أو كانت بشرتك شديدة الترهل، فمن الأفضل أن تستشيري أخصائي جلدية يمكنه تقديم خيارات أخرى.
على سبيل المثال، علاج الوخز بالإبر الدقيقة، الذي يمكن أن يحسن ملمس الجلد باستخدام إبر صغيرة لوخز الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين. ومع أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث، بدأت الدراسات في اعتبار الوخز بالإبر الدقيقة بديلاً أكثر أماناً للجلد عن التقنيات الأخرى مثل الليزر، لكن في جميع الأحوال استشارة أخصائي الجلدية الخاص بك هو الخيار الأمثل.
ما الذي يسبب ترهل بشرة العنق؟
من حيث الأسباب، سوف نتحدث عن ثلاثة عوامل، وهي التقدم في العمر، والوضعية، وفقدان الوزن السريع.
1- التقدم في العمر
مع التقدم في العمر هناك عوامل عديدة تؤثر سلباً في الجلد مثل الجاذبية، والتلوث، وسوء العناية اليومية بالبشرة وما إلى ذلك. وكلما زاد الضرر الذي تتعرض له بشرتك على مدار فترة زمنية طويلة، زاد التجعد والترهل.
2- الوضعية
من المثير للاهتمام مراقبة وضعية جسمك، إذ يبدو أنها تؤثر في الرقبة تأثيراً هائلاً. عندما يرتخي الجسم ينثني جلد العنق باستمرار على نفسه، ما قد يؤدي في النهاية إلى ترهل الجلد. أضيفي إلى ذلك استخدام الهواتف والشاشات، فنحن ننظر إلى الأسفل أكثر مما كان البشر يفعلون في الماضي بكثير. وهذا قد يؤدي إلى ظاهرة نشأت في القرن الحادي والعشرين تُعرف باسم "رقبة التكنولوجيا". ترتبط تلك الظاهرة بشيخوخة الجلد، فهي ناتج لاتخاذ وضعيات ضارة لفترات طويلة من الزمن، إلى جانب عوامل مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية والجذور الحرة، التي تسهم في ترهل الجلد.
3- فقدان الوزن
عندما يكون فقدان الوزن هائلاً وعلى مدار فترة زمنية قصيرة جداً يمكن أن يتسبب في ترهل الجلد، لأن فقدان الدهون يكون سريعاً جداً بحيث يصعب على الجلد مواكبته. إذا تُرك الجلد وشأنه يمكن أن يُشد من تلقاء نفسه، لكن هذا قد يستغرق وقتاً طويلاً جداً، ولذا فمن الأفضل تعزيز ذلك بأساليب العناية بالبشرة المذكورة أعلاه. قد لا ترتد البشرة إلى حالتها الأصلية دون اللجوء إلى حلول طبية، لكن يمكنك تجربة الحلول التي اقترحناها أولاً كبداية.