أثرت أزمة كورونا على صحة الأطفال جسدياً ونفسياً، فجأة فقدوا التواصل مع الأقارب والأصدقاء والمدرّسين. وربما تقبلوا بعد كل هذه الفترة أن هذا الفيروس خطر على المرضى وكبار السن في العائلة، لذا فإن التباعد جسدياً- لا اجتماعياً- هو الوسيلة المثلى لحمايتهم، ولكن كيف تتأكد من أن مخاوفهم تحت السيطرة ولا تكدر أحلامهم أثناء النوم؟
يعبر الأطفال عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الفن واللعب؛ ينخرطون في منافذ إبداعية لمشاركة تجاربهم وتخفيف التوتر ومحاولة فهم ما يحدث في حياتهم.
يفتقر الأطفال إلى القدرة التنموية والخبرة الحياتية لفهم التجارب الصعبة أو السلبية أو المؤلمة والتعبير عنها شفهياً ومعالجتها.
ولا يتقبل كل الصغار التغييرات بالطريقة نفسها، إذ يعتمد الأمر على عوامل بيولوجية واجتماعية وحتى طريقة نموهم.
كيف نساعد الأطفال على التعبير؟
لمساعدة الطفل على التعبير من خلال الفن عن مشاعره بشأن أزمة كورونا، نشرت مجلة The Conversation عدة نصائح لمساعدتهم على التعبير عن أنفسهم من خلال الفن:
- تأمين الأدوات: مثل الورق وأقلام التلوين والطلاء وغيرها من الأدوات؛ اسمح له بالاستكشاف والإبداع بحرية.
- يستمتع بعض الأطفال بالجلوس على طاولة بينما يستمتع الآخرون بالجلوس على الأرض. لا تهم طريقة جلوسه إذا كانت المساحة تدعم راحته وحجمه وأسلوبه الإبداعي.
- ابقَ على مقربة واتبع تعليمات طفلك. ارسم أي شيء وقد تتفاجأ من مقدار مشاركة الطفل عندما تشاطره الإبداع.
- قد يرغب الأطفال الأكبر سناً والمراهقون في العمل بشكل مستقل ولكن قد يرغبون في مشاركة الأفكار.
- قد يبدو الفن الذي يبدعونه شيئاً غير مفهوم كلياً، فلا تقلق بشأن شكله أو ما إذا كان يبدو كأي شيء على الإطلاق! التعبير عن الذات أمر إيجابي بحد ذاته.
- حاول ألا تضغط على طفلك ليرسم أو يعبر، يجب أن يكون التعبير عن الذات مرتاحاً، وتوفير الأدوات والمساحة والسماح له بذلك أفضل مساعدة تقدمها له.
- قدِّم ملاحظات إيجابية عندما يعرض عليك عمله، وتذكر أن هذا هو التعبير عن مشاعره وكيف يرى نفسه والعالم. لا تحاول تغييرها أو "تحسينها"، قد تطرح أسئلة، بدءاً من شيء مفتوح مثل: "هذا جميل، هل يمكن أن تخبرني عن ذلك؟".
- تساءل عن اللون المستخدم وشارك الانطباع الذي تركه الرسم، وشجع على المشاركة والتحدث عنها. اسمح لهم بتجربة الفخر والضعف والثقة والقبول.
للأطفال الذين لا يحبون الرسم
تقدم كل لحظة تقريباً في حياة الطفل فرصاً لتعليم مهارات الذكاء العاطفي المهمة، مثل الاهتمام والاستماع والتعاطف وحل المشكلات والتنظيم الذاتي والمرونة.
وشكلت الجائحة ظرفاً طارئاً أجبر الأطفال على التأقلم مع واقع جديد، يمكن توجيهه بحيث يعلِّمهم بعض المهارات الاجتماعية الأساسية لاحقاً في الحياة.
كما يمكن مخاطبة هذه المخاوف وطمأنتها عبر التحاور مع الأطفال الذين لا يحبون التعبير عن أنفسهم عبر الرسم.
- ابدأ بسؤالهم عما يعرفونه من التطورات الراهنة.
- استمع جيداً لما يقوله الطفل.
- شجعه على الإفصاح عما يدور في ذهنه من أفكار ومشاعر.
- تقبل مشاعرهم بدون الحكم عليهم، فالمشاعر تظهر وتنجلي والقلق شعور طبيعي جداً.
- جاوب على أسئلته بهدوء وتطمين وبصراحة، ولتكن الإجابات على قدر استيعابه.
- صحِّح المعلومات الخاطئة.
- لا تقل له "لا تقلق"، فالهدف من هذا الحوار هو مساعدة الطفل على تقييم الموقف بناء على المعلومات الواردة.
- ركِّز على كيفية حماية نفسه والآخرين من التقاط العدوى.
- دع له مجالاً لطرح الأسئلة، فقد يطرح أسئلة غريبة عن أمر سمعه في مكان ما عن طريق الخطأ.
- وفر الحماية وكُن صبوراً.
- وأخيراً، تفقد مشاعر طفلك بصورة دائمة.
عادات يومية مطمئنة
ولمحاولة الحفاظ على روتين أقرب ما يكون لروتين الحياة ما قبل كورونا، تنصح الهيئات الصحية الكندية والعالمية بالمواظبة على عادات يومية صحية تبث شعور الأمان، منها:
- مواعيد الغذاء أو العشاء بحضور أفراد الأسرة.
- روتين ما قبل النوم.
- ألعاب جماعية تناسب العائلة.
- مشاهدة الأفلام سوياً.
- ممارسة الطقوس الدينية.
- ممارسة تمارين الرياضة.
- الاستماع إلى الموسيقى، وغيرها
وأخيراً، قلل تعرض الطفل إلى وسائل الإعلام التي تبث الأرقام بصورة مستمرة قد تزيد من إرباك الطفل.