وصل هوس إنستغرام الجماعي بامتلاك بشرة رطبة إلى آفاق جديدة مؤخراً مع إدخال ترند "بشرة الدلفين"، وهي تقنية مكياج ثقيلة للهايلايتر تحاول تقليد "بشرة الدلفين الناعمة والممتلئة واللامعة".
في غضون عام واحد فقط، انتقلت الصيحة من تقليد لمعان الأشياء غير الحية، مثل الزجاج والزبدة، إلى جلد الكائنات المائية التي تبقى رطبة طوال حياتها بكل ما للكلمة من معنى.
قد نعرِّض بشرتنا الجافة التي تعيش على البر لخيبة أمل إذا ما قارنّا أنواع البشرات، ولكن هكذا هي صيحات الجمال طموحة وصعبة المنال في بعض الأحيان.
بدورها شرحت عالمة الأحياء البحرية في معهد الثدييات البحرية بجامعة أوريغون والمتخصصة بالتاريخ التطوري للحيتان والدلافين، الدكتورة رينيه ألبرتسون، سر حفاظ بشرة الدلفين على نضارتها وتجددها.
وقالت ألبرتسون لموقع The Fashion Spot، إنها تمكنت عبر حياتها المهنية من إلقاء بعض الضوء على سبب تفوق هذه المخلوقات في تحقيق كل هدف للعناية بالبشرة نسعى لتحقيقه من دون روتين أو علاجات للوجه باهظة الثمن.
إذ يصف خبراء المكياج جلد الدلفين بأنه ناعم وممتلئ الجسم وعاكس للضوء ولامع ومبلل وزلق، وهو رقيق أيضاً؛ بمعنى آخر حلم كل سيدة تسعى للعناية ببشرتها.
ما هي وظيفة جلد الدلافين؟
وظيفته هي نفس وظيفة بشرة الإنسان، أي حماية الجسم من الالتهابات الضارة. ولكن من المحتمل أن يكون سبب بشرتها الناعمة هو حركتها الديناميكائية المائية.
بمعنى آخر، يجب أن تكون هذه الأسماك قادرة على الانزلاق عبر الماء بمقاومة قليلة جداً، لذلك عكس البشر، تحتاج الدلافين فعلاً بشرة ناعمة، وفق ما قالته ألبرتسون.
هل تعاني بشرة الدلفين من تحديات؟
تشرح ألبرتسون: "ليس لديها غدد، لأنها لا تحتاج التعرق، وليس لديها بصيلات شعر، بل لديها شعيرات تسمى اهتزازات، وهي قليلة وتوجد قرب الفم".
وبينما لا تظهر على الدلافين تجاعيد، يتغير لون الجلد مع التقدم في العمر، ويتجه عموماً إلى اللون الأبيض الباهت أو الرمادي (مثل الشعر)، خاصة حول الفم.
وفي حين ينصح خبراء التجميل بمقشر ناعم يومي للبشرة، فإن جلد الدلفين يتقشر أسرع بـ9 مرات من البشر!
هذا يعني أن الطبقة الخارجية تتجدد وتتقشر كل ساعتين، أو 12 مرة في اليوم! لذلك قد يُعد هذا سبباً أساسياً لعدم ظهور التجاعيد.
في المقابل فإن الدلافين ليست محصَّنة ضد الأمراض الجلدية.
يرجع ذلك عادةً إلى التغيرات في درجة حرارة الماء أو الملوحة، مما قد يزيد من إنتاج الميكروبات.
لا يتعين عليها التعامل مع الجفاف، لأنها رطبة دائماً، وكُلْياتها جيدة جداً في تنظيم تناول الماء والملح، أكثر كفاءة من الكلى البشرية.
ومع ذلك، عندما تتجول هذه الأسماك، خاصة في الطقس الحار، فقد تتعرض بشرتها لحروق.
معدل شفاء سريع جداً
إن ما يميز الدلافين، تماماً كمعظم الحيوانات البرية، أنَّ معدل شفائها أسرع بكثير من معدل شفاء الإنسان. ومع تكوين جلد جديد، تتلاشى الطبقة القديمة من الجلد الميت.
وترى ألبرتسون أنَّ قفز الدلافين في الماء أو احتكاك بعضها البعض أمر ضروري للمساعدة على تساقط الجلد القديم، كي تبقى بشرتها ناعمة وسلسة.
حيتان أخرى تهاجر لتقشير جلدها!
وتشير ألبرتسون إلى عادات صحية أخرى تمارسها الحيتان غريزياً تعزز من سلامة بشرتها.
من هذه الحيوانات مثلاً الحوت القاتل، الذي يهاجر من قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية إلى البرازيل، حيث يقضي وقتاً قصيراً في المياه الدافئة.
في هذه الهجرة، تلقي هذه الحيتان جلدها القديم والطحالب المنتشرة من مياه القطب الجنوبي، وعندما تعود إلى القطب الجنوبي تكون بشرتها لامعة وجديدة.
كما تشير إلى الحوت الأبيض؛ إذ يعيش هذا الحوت على مدار السنة في المياه الباردة، حيث تلتصق الطفيليات والعوالق الحيوانية الأخرى بجلده.
ومن أجل الحفاظ على صحة بشرتها، تهاجر هذه الحيتان إلى مناطق يمكن فيها الاحتكاك بالصخور في المياه الضحلة جداً؛ لإلقاء الجلد القديم، وهو نوع آخر من التقشير تقطع آلاف الكيلومترات من أجله!