إذا كنت أماً لطفل يتراوح عمره بين 6 أشهر وعامين، فلا بد من أنك تتلقين عديداً من النصائح المتضاربة حول كيفية فطام الطفل، والوقت المناسب لذلك، وطرق الفطام الصحيحة.
ولكيلا تقعي في كثير من الحيرة، إليك كل ما تودين معرفته عن الفطام، بحسب موقع Baby Center الأمريكي.
متى يجب فطام الطفل؟
لا تلقِ بالاً للنصائح التي تنهال عليك من الأقارب والأصدقاء عن الفطام، فلا توجد طريقة صحيحة وأخرى خاطئة للفطام.
ويجب أن تعلمي أن أفضل من يحدد الوقت المناسب للفطام هو أنت، فيجب أﻻ تتعجلي في هذا القرار طالما لم تكوني أنت وطفلك جاهزَين لذلك، لذا يمكنك اختيار وقت تجدينه مناسباً، أو تستطيعين مواصلة الرضاعة حتى يتركها طفلك بشكل طبيعي من تلقاء نفسه عندما يكبر.
بشكل عام، تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، الأمهات بعدم الفطام قبل عام على الأقل، وتشجع الأمهات على مواصلة الرضاعة فترة أطول إذا أراد الطفل ذلك.
طرق الفطام
سيقل احتياج الطفل للرضاعة الطبيعية عندما يبدأ بتناول الأطعمة الصلبة (4 إلى 6 أشهر)، وسيسهل تعليم الأطفال شرب الحليب من الكوب عندما يُتمّون عامهم الأول عمليةَ الفطام.
كما قد يقل اهتمام الطفل بالرضاعة عندما يزداد نشاطه ولا يجلس ثابتاً وقتاً كافياً للرضاعة.
فإذا كان طفلك يمل ويتبرم من الرضاعة أو يسهل إلهاؤه عنها، فهذه علامة على أنه مستعد للفطام.
أما إذا قررت البدء في عملية الفطام عند العودة إلى عملك مثلاً حتى وإن لم يكن طفلك مستعداً للفطام بعدُ، فبإمكانك إيقاف الرضاعة تدريجياً.
قد يستغرق الموضوع وقتاً أطول ريثما يتأقلم طفلك مع الوضع الجديد، لذا يجب أن تتحلي بالصبر في هذه الأثناء.
ويُنصح بتجنُّب الفطام دفعة واحدة بشكل مفاجئ، فلا يمكنك مثلاً قضاء عطلة آخر الأسبوع بعيداً عن طفلك، على أمل أن ينسى الرضاعة، فهذه ليست طريقة جيدة للفطام.
إذ يرى الخبراء أنَّ منع الرضاعة بشكل مفاجئ قد يكون صادماً بالنسبة لطفلك، وقد يؤدي إلى إصابتك بانسداد القنوات اللبنية أو التهاب الثدي.
كيف يمكن التوقف عن الرضاعة الطبيعية؟
لا تتعجلي وتوقعي ظهور علامات الإحباط على طفلك في بادئ الأمر، لكن يمكنكِ الاستعانة بالطرق التالية لتخفيف أثر هذه الفترة على طفلك:
تفويت وجبة رضاعة
قدِّمي لطفلك زجاجة الحليب أو كوب لبن بدلاً من الرضاعة، وراقبي رد فعله.
يمكنك تقديم طعام آخر بدلاً من اللبن المسحوب من الثدي أو اللبن الصناعي.
وبهذا يمكنك تقليل عدد الرضعات تدريجياً في غضون عدة أسابيع، بحيث يتسنى لطفلك التأقلم مع هذا الوضع الجديد.
وبهذا تقل كمية اللبن لديكِ تدريجياً بحيث تتجنبين احتقان الثدي أو الإصابة بالتهاب الثدي.
تقليل مدة الرضاعة
ابدئي بتقليل مدة وجبة الرضاعة، إذا كانت مدة وجبة طفلك عشر دقائق مثلاً، فاجعليها خمس دقائق.
مع العلم أنه قد يصعب تقليل مدة رضاعة ما قبل النوم، لأنها آخر رضاعة للطفل في اليوم.
تأجيل الرضاعة وإلهاء الطفل
حاولي تأجيل الرضاعة إذا كان عدد الرضعات اليومية قليلاً.
وتنجح هذه الطريقة مع الأطفال الأكبر سناً الذين بإمكانك التفاهم معهم.
إذا طلب طفلك الرضاعة فحاولي تهدئته وإخباره بأنك ستُرضعينه في أقرب فرصة، وحاولي إلهاءه بنشاط آخر.
أما إذا أراد الرضاعة في أول الليل، فأخبريه بأن عليه الانتظار حتى يحين موعد نومه.
ولتخفيف أثر التحول من الرضاعة إلى الزجاجة، جرِّبي وضع قطرات قليلة من اللبن المسحوب من الثدي على شفتي طفلك أو لسانه قبل وضع حلمة زجاجة الرضاعة في فمه.
يمكنك أيضاً أن تجربي إعطاءه كمية صغيرة من اللبن المسحوب من الثدي في زجاجة الرضاعة بعد ساعات قليلة من الرضاعة، لكن قبل أن يشتد جوعه ويشعر بالغضب والإحباط.
هل يحصل ابني على العناصر الغذائية الكافية؟
حتى الأطفال الذين يقتصرون في غذائهم على الرضاعة يحتاجون عناصر غذائية إضافية غير متوافرة في لبن الأم مثل فيتامين "د"، إذا فطمتِ طفلك قبل أن يكمل عاماً فسيحتاج الطفل مواصلة شرب اللبن المسحوب من الثدي أو لبن الأطفال المعزز بالحديد حتى يتم عامه الأول.
وبمجرد أن يبلغ الطفل مرحلة المشي، سيكون من الضروري تجربة أنواع مختلفة من الأطعمة التي تزود الطفل بالعناصر الغذائية التي تساعد طفلك على النمو.
ماذا أفعل عندما أواجه صعوبات في الفطام؟
إذا استنفدتِ كل السبل لفطام طفلك ولم يحالفك الحظ، فربما لم يحِن الوقت المناسب بعدُ لفطامه.
هل عدتِ مؤخراً إلى عملك؟ ربما لم يتأقلم طفلك بعد على الروتين الجديد.
هل طفلك مريض؟ غالباً ما يكون الطفل أكثر إلحاحاً في طلب الرضاعة إذا كان مريضاً. فإرضاع الطفل المريض ليس مجرد عامل تهدئة، بل هو مصدر للغذاء أيضاً.
هل تمر أسرتك بمرحلة تغيير مصيري؟ يمكن أن تزيد الأحداث الكبيرة في العائلة من صعوبة الفطام، حتى المرور بمرحلة نمو جديدة يفاقم من صعوبة الفطام.
في حال واجهت صعوبات كبيرة مع طفلك، حاولي مجدداً في الشهر التالي ولا تقلقي، عاجلاً أم آجلاً ستنجحين في فطامه.