عندما تكون مرتبطاً في علاقة عاطفية، فمن الطبيعي أن ترغب في إطلاع أصدقائك وأفراد عائلتك على ما يحدث مع شريكك. إذ إن هذا الشخص في النهاية هو جزء كبير من حياتك؛ وهناك حدود لما يجب مشاركته من التفاصيل بين شريكي الحياة.
لكن كيف توازن بين الانفتاح مع الأشخاص الذين تهتم لأمرهم، وعدم التقليل من احترام شريكك وعلاقتكما في الوقت نفسه؟
إنه فاصلٌ رقيق، يختلف من شخصٍ إلى آخر، ومن علاقة إلى أخرى. لسنا هنا لإطلاق تعميمات شاملة عن الموضوعات التي ينبغي أو لا ينبغي مناقشتها مع الآخرين. والاستثناء هنا هو السلوك العدائي من جانب الشريك، وهو ما يجب البوح به لصديق موثوق، أو فرد من العائلة أو متخصص نفسي.
لكن الأمر ربما يستحق عناء التوقف قليلاً للتفكير في عواقب مشاركة المعلومات الحساسة مع أصدقائك وأفراد عائلتك بدون موافقة شريكك. لهذا سألنا خبراء العلاقات إبداء رأيهم في التفاصيل التي يرون أن عليك التفكير مرتين قبل إفشائها، وأسبابهم. بحسب ما نشره موقع HuffPost الأمريكي.
قد تكون وقتها خائناً لثقة شريكك
ما لم تكن قد أخذت إذن شريكك بالحديث، فالأفضل ألا تفترض أنه سيكون مرتاحاً مع فكرة معرفة الآخرين بالأمور الخاصة بكما وحدكما.
تقول سامنثا رودمان، أخصائية نفسية في مدينة روكفيل في ماريلاند، "القصة التي قد تظنها لطيفة أو مضحكة عن حياة شريكك، قد تكون محرجة للغاية بالنسبة له إذا حكيتها للآخرين".
قد تجعل أصدقاءك منحازين ضده
من الشائع أن تُنفس عن نفسك مع صديق مُقرب عن تقلبات علاقتكما. وربما لا تريد إلا أن تزيح بشيء ما عن كاهلك، أو ربما تبحث عن الحصول على وجهة نظر أخرى لمشكلة معينة. ضع في حسبانك أن أصدقاءك -حتى إذا تمكنت أنت وشريكك من إصلاح الأمور- سيحتفظون ببعض المشاعر السلبية تجاهه لوقتٍ طويل.
يقول راين هويز، أخصائي نفسي في مدينة باسادينا، كاليفورنيا، "عندما ينتهي الخلاف وترغب بعدها في أن يدعم المقربون منك علاقتكما، سوف تجد أنهم لا يزالون غاضبين ومنحازين ضد شريكك".
قد يمل أفراد عائلتك وأصدقاؤك من السماع عنكما
تقول رودمان: "إذا كنت تُفرط في المشاركة دوماً، قد ينزعج منك أصدقاؤك وعائلتك"، وتضيف "قد يتظاهرون بالاهتمام، بينما أنت في الواقع تسيطر على المحادثة وتذكر تفاصيل لا يهتم بها أحد أو يرغب في معرفتها".
تفاصيل لا ينبغي أن يعرفها أصدقاؤك
تفاصيل حياتكما الجنسية
ينبغي أن يظل ما يحدث وراء باب غرفة النوم بينك وبين شريك حياتك. لكن الحديث عن التفضيلات الجنسية لشريك أو التعليق على أدائه الجنسي يمكن أن يكون خيانة لثقته.
يقول هويز: "يجب أن يكون ذكر تفاصيل عن حياتكما الجنسية بدون موافقة شريكك ممنوعاً تماماً"، ويضيف "تعتبر هذه المعلومات شخصية جداً وربما مُحملة بالخزي، ولذلك فالأفضل أن تبقى بينك وبين شريكك فقط، وربما أخصائي نفسي أيضاً".
معلومات عن الأوضاع المالية لشريكك
لا يحتاج أصدقاؤك لمعرفة الرقم الدقيق فيما يتعلق براتب شريكك، أو إذا كان قد قام باستثمار سيئ، أو معرفة مبلغ القرض الدراسي الذي يحاول دفعه.
يقول هويز: "يمكنك، وبموافقة شريكك، أن تتحدث عن العموميات، كأن تقول 'نواجه مشاكل مادية'، وذلك على عكس ذكر التفاصيل النقدية الدقيقة".
وينطبق الأمر نفسه إذا طُرد شريكك من عمله أو تم الاستغناء عنه. تقول روبرت: "ينبغي أن يرجع الأمر إلى شريكك في تحديد الأشخاص الذين يعرفون هذه المعلومة".
تاريخ الصدمات لدى شريكك
قد يساورك الإغراء أن تخبر أصدقاءك وعائلتك عن الاعتداءات أو الصدمات التي تعرض لها شريكك، ربما كي تساعدهم في تفهم سلوكه بشكل أفضل أو لأنك تبحث عن متنفس للحديث عنها. لكن تذكر ما يلي: هذا الموضوع شديد الحساسية وكشف هذه المعلومات قد يكون خيانة لثقة شريكك.
تقول روبرت: "قصص الصدمات التي يحكيها شريكك ليست ملكك لتشاركها". وتضيف: "وقد يكون هذا صعباً لأن هذه القصص تشكل عبئاً عليك أنت أيضاً. إذ ربما لديه ماضٍ أو طفولة مضطربة تُثقلك. وفي هذه الحالة، اعثر على شخص مناسب يمكن الحديث معه عن ذلك، كأخصائي نفسي أو مدرب علاقات".
الحالة النفسية والجسدية لشريكك
عندما تتعثر صحة شريك حياتك، سواء كان ذلك انعدام الخصوبة أو الاكتئاب أو أي شيء آخر، أو شيئاً لا يدعو للخجل. يظل الأمر راجعاً له تماماً، وليس لك، في اختيار مشاركة هذه التفاصيل مع الآخرين أو لا، والوقت المناسب لذلك.
تقول رودمان: "هذه المعلومات سرية، وما لم يكن شريكك منفتحاً بشأن مشاركتها، فأنت تدين له بإبقائها سرية".
إذا كانت العلاقة مؤذية، بُح بذلك لشخص موثوق من أحبائك
عندما تظهر أي أنواع الاعتداء أو السلوك المؤذي في علاقتكما، قد يكون البوح إلى أصدقائك أو عائلتك صعباً، لكنه بالغ الأهمية من أجل سلامك الجسدي وصحتك العاطفية.
يقول هويز: "إذا كنت تتعرض للاعتداء، أو إذا كان أطفالك يتعرضون للاعتداء، أو إذا كانت علاقتك تُسبب لك قدراً كبيراً من الاضطراب النفسي أو العاطفي، فمن فضلك، شارك هذه التفاصيل مع شخص آخر، ويُفضل أن يكون أخصائي صحة نفسية".
وفي حين أن الإيذاء الجسدي هو النوع الأكثر وضوحاً، يمكن أن يكون رصد الإيذاء العاطفي صعباً. والأسلوب الذي يتبعه الشريك المؤذي عاطفياً يمكن أن يُخل بمنظورك للأحداث ولسلوكهم. على سبيل المثال، قد يلومك على أمور لم تكن السبب فيها، إلى أن تبدأ في تصديقه، وقد يحاول عزلك عن أصدقائك وعائلتك، وقد ينتقدك ويهينك إلى درجة تجعلك تشك في جدارتك.
قد يوفر لك الحديث مع أحد أحبائك الوضوح الذي تحتاج إليه. وبالإضافة إلى ذلك، قد يساعدك هذا الشخص في الحصول على المساعدة التي تحتاجها للخروج من هذه العلاقة بأمان.
تقول روبرت: "تحدث عن مشاعرك، وليس عن أفعال شريكك أو تفاصيله". وتضيف: "على سبيل المثال، إذا خُصم من شريكك مبلغ كبير في راتبه، تحدث مع عائلتك عن ضغوطات الأعباء المالية عليكما، بدلاً من لوم شريكك أو فضحه على خسارة دخله".